آلدار خليل لـ “نورث برس”: إصرار أي طرف على تجاهل التغيير في سوريا لا يفيد أحداً

NPA

أشار عضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي، آلدار خليل، إلى أهمية الدور الروسي في التفاهمات مع تركيا، موضحاً أن الإصرار على تجاهل التغيير في سوريا لا يفيد أحداً سوى المستفيدين من الأزمة.

 

الموقف الروسي

بخصوص الموقف الروسي بموجب تصريح السيد الكسندر لافرنتييف عقب الانتهاء من محادثات استانا /14/، الذي قال  يجب أن تكون الإدارة مركزية في سوريا مع السماح بعناصر معينة من الحكم الذاتي، ويجب مناقشتها وتطبيقها إذا لزم الأمر. أشار السيد آلدار خليل عضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي في تصريحٍ خاص لـ"نورث برس" إلى أهمية الدور الروسي المهم رغم التفاهمات الروسية – التركية، وإن اصرار أي طرف على  تجاهل التغيير في سوريا لا يفيد أحداً سوى المستفيدين من الأزمة.

وتابع: "ما نراه معقولاً وخاصةً في ظل وجود نوايا جادة لتحقيق الاستقرار هو الانفتاح على الواقع الموجود ومعالجة الأمور بمنطق الحل لا فرض الأمور. سوريا بحاجة لأن يكون هناك تغيير في مستقبلها دون ذلك يعني أننا في مأزق كبير وسيكون له تداعيات سلبية كبيرة على الجميع، والحصة الأكبر حتماً ومع الأسف من نصيب الشعب السوري".

 

اللجنة الدستورية

يرى خليل أنه إلى الآن لم تحصل أي نتيجة من اجتماعات اللجنة الدستورية ولا زال التعارك اللفظي سيد الموقف بين أعضاء هذه اللجنة بدون أي تأثير عملي على الأرض، "نحن قلنا صياغة أي حلّ دون الذي يلبي حاجة السوريين لن يثمر عن نتائج، اللجنة الدستورية المشكّلة بقرارٍ أممي لجنة غير معنيّة ولا تمثل السوريين، هناك إقصاء فيها لمناطقنا وغياب إرادة الملايين فيها، أيضاً الشخصيات الموجودة فيها ليست بتلك التي يمكن أن تُصيغ دستوراً فهي تمثل تيار الإخوان والسلفية، وكذلك عرّابيّ الحرب على السلطة في سوريا فما هو المرجو من هكذا شخصيات وهكذا لجان؟".

 

موقف الإدارة الذاتية

بيّن خليل أن مفهوم الإدارة الذاتية يتناقض مع مفهوم المركزية، "بوجود الإدارة يعني لا مركزية وبوجود المركزية يعني غياب الإدارة. مع إصرارنا وخاصة في ظل ما تم تحقيقه من مكتسبات ومشاريع حل لعموم المعضلات ولكل المكونات في سوريا لا يمكن أن نقبل بالمركزية، فأساساً في شمال وشرقي سوريا الآن يُدفع ثمن الإصرار على التغيير والحلّ الديمقراطي ولو قبلنا بالواقع المفروض لما كان هناك تغيير في ملامح الحل في سوريا، لذا كل جهود الذين يحاولون فرض حلّ غير ملائم في جولات اللقاءات التي تتم (جنيف، سوتشي، آستانة) لا تحقّق أي نتائج. ولن يكون هناك نتائج أيضاً بدون اعتماد ما نطرحه من مقترحات وآراء في شمال وشرقي سوريا".

 

الموقف من قمة اسطنبول

بخصوص قمة اسطنبول التي ستعقد في شباط/فبراير المقبل وستضم رؤساء (تركيا، ألمانيا، فرنسا وبريطانيا)، أوضح السيد آلدار أنه لا يعلم تفاصيل تلك القمة حتى الآن، لكنه يعتقد بأن بعد العملية العسكرية التركية على شمال شرقي سوريا الرأي العام العالمي وخاصة الأوروبي كان خلاف ما يريده أردوغان، وسببت الكثير من التحركات في ذلك الإطار ضائقةً لتركيا، "في ظل فشل تركيا في احتواء الكثير من المواقف يبدو أنها ستحاول تجاوزها بلقاءات مباشرة، حيث يُدرك أردوغان خطر الدور الأوروبي عليه رغم ابتزازاته، وكانت تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول العلاقة بين (داعش) وتركيا مقلقة لأردوغان".

 

التغيير الديمغرافي

بيّن خليل موقفه من التغيير الديمغرافي الذي تقوم به تركيا في المناطق التي سيطرت عليها مع فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، بقوله: "حقيقةً التغيير الديموغرافي أسوء من الاحتلال، حيث الأخير أسباب ومقومات إنهائه ممكنة، لكن التغيير الديموغرافي يهدد هوية ووجود المكونات الأصيلة، ويفتح الأبواب أمام صراعات مذهبية وعرقية، وهذا يضعف فرص الاستقرار على المدى الطويل".

وأشار خليل إلى موقف روسيا من التغيير الديمغرافي وتنديدها به، بقوله: "في هذه الأمور التنديد والرفض غير مهم لأن الإجراء المطلوب هو المنع، لذا إدراك روسيا لمخاطر هذا المشروع يدفعها بالتعليق على أنه غير مقبول لكن ذلك غير كافِ مطلقاً، ولابد أن تكون روسيا وعموم القوى الفاعلة بما فيها الأمم المتحدة يقظة، ولابد من القيام بمسؤولياتهم في هذا الإطار وإلا سنكون أمام عواقب خطيرة".

 

موقف الإدارة الأمريكية

بهذا الخصوص يرى السيد خليل بأن هناك انقساماً أمريكياً وقد تجلى ذلك بوضوح في قرارات ترامب الأخيرة، وردود الأفعال الأمريكية، وبحسب رأيه هناك "ابتزاز لترامب من قبل أردوغان حول قضايا متعلقة بالرئيس الأمريكي وصهره، وربما هذا الأمر يدفع بترامب لغض النظر عن التصرفات التركية، الأمر الذي لا يتفق معه الكثيرون داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس"، على حد وصفه.

وفيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي من سوريا أشار خليل إلى أن أمريكا لا تزال تدرك بأن وجودها مهم في المنطقة لذا لا نعتقد بأنها ستتخلى عن المنطقة بشكلٍ نهائي، حيث أن هذا الوجود يعود بالدرجة الأولى لجملة من العوامل الدولية وحالة الصراع ما بين أمريكا وغيرها.

 

الموقف الأوروبي

بحسب رأي خليل فإن أوروبا دائماً موضع ابتزاز تركي، وتنظر أوروبا بجدية لتهديدات أردوغان، لأن أوروبا وصلت ليقين بأن ما تم من عمليات وتجاوزات خطيرة بحقها في فترة قوة تنظيم (داعش) كان بغض نظرٍ تركي، وتحاول الوصول لتوازن لكن أردوغان يعرقل ذلك، على حد قوله.

 

طبيعة النفوذ الروسي

وحول النفوذ الروسي في سوريا قال السيد خليل: "روسيا موجود بقرار من حكومة دمشق، ويعتبر وجودها مع استمرار عضوية سوريا في الأمم المتحدة هو الوجود الأكثر شرعية حسب القانون الدولي، لكن هذا القانون في موت سريري في سوريا لأنه غير معمول به في ظل آلاف التجاوزات والانتهاكات التركية في سوريا، نعتقد هناك قوى كثيرة موجودة في سوريا والموضوع لا يُحسم فقط عبر التواجد العسكري أو البري، لأن سوريا مركز صراع كبير ولا يمكن لدولة أو قوة واحدة التفرد بالمنطقة".