استمرار الاغتيالات في درعا بعد التسوية الثانية

درعا- نورث برس

لم تضبط التسويتان اللتان جرى تنفيذهما في درعا، جنوبي سوريا، عمليات ومحاولات الاغتيال في المحافظة، حيث ترافقت عملية التسوية التي أجرتها الحكومة خلال الشهر الماضي مع عمليات اغتيال جديدة قُيدت ضد مجهولين.

ووثق مكتب “توثيق الشهداء” في درعا، وهي منظمة مدنية محلية، 1084 عملية ومحاولة اغتيال أدت لمقتل 685 شخصاً بين مقاتلين سابق في المعارضة السورية خضعوا  للتسوية ومقاتلين لدى القوات الحكومية أو مدنييين، وذلك ما بين التسوية الأولى التي تمت في صيف 2018  والتسوية الثانية التي بدأت في أيلول / سبتمبر الماضي .

ومنذ بداية التسوية الثانية وحتى نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، وثق المكتب 55 عملية ومحاولة اغتيال، أدت لمقتل 38 شخصاً.

وبعد حصار دام ما يقارب 80 يوماً، عقد اتفاق في الخامس من أيلول / سبتمبر الماضي بين وجهاء درعا والقوات الحكومية برعاية روسيا من أجل فك الحصار عن درعا البلد وحي طريق السد والمخيمات وعمل تسوية لأوضاع المطلوبين.

وكان تسليم الأسلحة أحد بنود الاتفاق، حيث تم تسليم الأسلحة الخفيفة بعد إجراء تسوية لأوضاعهم لدى الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية.

وفي السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأ تنفيذ الاتفاق في درعا البلد، تلتها مدن وبلدات أخرى، حيث أنشأت الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية في المحافظة 23 مركزاً تمت فيها تسوية أوضاع لمئات الأشخاص.

اغتيالات ضد مجهول

ويرى سكان محليون في درعا أن فرع الأمن الجنائي يكتفي بـ”المعاينة دون التوسع في التحقيقات ومحاولة معرفة الأشخاص الذين ينفذون هكذا عمليات”.

ويعتقد آخرون أن غالبية عمليات الاغتيال التي حصلت في درعا بعد التسويات الأولى والثانية كانت تصب في مصلحة القوات الحكومية بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي الخامس والعشرين من الشهر الماضي، استهدف مجهولون عربة عسكرية تابعه للقوات الروسية بريف درعا الشرقي بعبوة ناسفة، وأسفرت عن وقوع عدد من الجرحى في صفوف القوات الروسية وأضرار كبيرة في العربة.

وفي اليوم ذاته، انفجرت عبوة ناسفة بعربة للأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في بلدة نصيب بريف درعا الشرقي.

وقالت مصادر لنورث برس حينها إن أجهزة الهندسة التابعة للقوات الحكومية لم تستطع تفكيك العبوة، فقامت بتفجيرها عن بعد ولم تحدث أي خسائر بشرية فيما تم تدمير السيارة بشكل كامل.

وقبلها بيومين، قتل مجند في القوات الحكومية في بلدة الشيخ سعد بريف درعا الغربي بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين.

واغتيل شخصان آخران في اليوم ذاته على يد مجهولين، كان أحدهما قد عمل سابقاً في فصائل المعارضة السورية قبيل سيطرة القوات الحكومية على المحافظة صيف العام 2018.

اتهامات

وقال محمد الشرع، وهو عضو في مكتب التوثيق إن غالبية عمليات الاغتيال نفذها مجهولون ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

وبعد اتفاق التسوية عام 2018، عصفت بدرعا كما الحال الآن موجة من الاغتيالات استهدفت في غالبيتها قادة سابقين في المعارضة السورية وناشطين في المحافظة.

وفي الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر العام الماضي، اغتيل القائد السابق لفوج الهندسة والصواريخ في المعارضة السورية أدهم الكراد مع ثلاثة آخرين بعد عودتهم من اجتماع في العاصمة دمشق.

وقال خليل العلوان، وهو أحد القادة السابقين في المعارضة السورية، إن أصابع الاتهام تتوجه بشكل مباشر لكل التشكيلات التي ترتبط بإيران وخاصة المخابرات الجوية التابعة للقوات الحكومية، حيث “سعت هذه التشكيلات لتعطيل اتفاق التسوية في أكثر من مرة”.

وذكر أن الاغتيالات تستهدف الناشطين ووجهاء المنطقة وقادة سابقين في المعارضة، كما تم اغتيال بعض العناصر التابعين للقوات الحكومية “بهدف خلق الحجج للدخول إلى بعض البلدات”.

وفي الحادي عشر من الشهر الماضي، أصيب ضابط وأربعة عناصر في صفوف القوات الحكومية، إثر استهداف سيارة عسكرية بعبوة ناسفة بالقرب من بلدة أم المياذن شرق درعا.

وقبله بعدة أيام، قتل عنصران من الشرطة الحكومية على الأوتوستراد الدولي بين دمشق ودرعا.

وقالت مصادر محلية، حينها لنورث برس، إن الشرطيين قتلا في إطلاق النار عليهما بشكل مباشر في الرأس.

وفي الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، قُتل مساعد في الشرطة الحكومية، بالطريقة نفسها على الأوتوستراد الدولي، أثناء توجهه إلى منزله في بلدة الشرائع بمنطقة اللجاة شرق درعا.

واتهم سكان، في تصريحات لنورث برس، حينها القوات الحكومية بتصفية عناصر الشرطة وقالوا إن المنطقة التي قتل فيها الثلاثة تعتبر من المناطق ذات التواجد الأمني المكثف ولا يستطيع السكان المدنيون الوصول إليها في المساء خوفاً من الاعتقال.

 إعداد: إحسان محمد-  تحرير: سوزدار محمد