سكان في نبل والزهراء: المخاوف من تهديدات تركيا لم تنتهِ بعد

ريف حلب الشمالي- نورث برس

أعرب سكان في بلدتي نبل والزهراء ذات الغالبية الشيعية في منطقة ريف حلب الشمالي، عن مخاوفهم من شن تركيا وفصائل موالية لها عملية عسكرية على المنطقة وأن تتعرض البلدتان لحصار وقصف كما حدث في أعوام ماضية.

ويأتي ذلك بعد قصف فصائل معارضة موالية لتركيا خلال الأيام القليلة الماضية البلدتين، وسط نقل وسائل إعلام رسمية، تهديدات لمسؤولين أتراك بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتحدث عن عملية عسكرية وشيكة في مدينة تل رفعت ومناطق أخرى في شمال وشرق سوريا.

ويبلغ تعداد سكان البلدتين نحو 70 ألف شخص، وتبعدان 20 كم عن مدينة حلب، وتنتشر فيهما فصائل موالية لإيران.

ودفعت المخاوف من تجدد القصف ونشوب حرب في ريف حلب الشمالي، بعض العائلات لمغادرة نبل والزهراء إلى ريف دمشق في منطقة السيدة زينب، حيث تضم المنطقة نسبة كبيرة من العائلات من البلدتين كانت قد انتقلت إليها منذ بداية الحرب السورية.

وعام 2013، فرضت فصائل معارضة حصاراً من ثلاث جهات على نبل والزهراء استمر لثلاثة أعوام وذلك بعد أن سيطرت على غالبية الريف الشمالي لحلب.

وكانت عفرين التي تسيطر عليها حينها وحدات حماية الشعب مصدراً لإمدادات غذائية تصل إلى البلدتين من جهتها.

وعام 2016، تمكن مقاتلون من حزب الله اللبناني وفصائل تابعة لإيران من فك الحصار عن البلدتين بدعم جوي من الطيران الروسي.

“ضحية صفقات”

وقال محمد معتوق (41 عاماً) وهو من سكان بلدة نبل إن عودة قصف فصائل معارضة على بلدتي نبل والزهراء بعد توقف دام قرابة عامين، يشكل مخاوف لهم، وخاصة أن القصف جاء مع الحديث التركي عن عمل عسكري يستهدف ريف حلب الشمالي انطلاقاً من تل رفعت.

وأضاف: “كل ما نخشاه أن يتكرر سيناريو عفرين ونقع ضحية لاتفاقات وصفقات من تحت الطاولة”.

وتقع تل رفعت على بعد 10 كم من البلدتين اللتين تحاذيان الطريق العام الذي يربط مدينة حلب ببلدة أعزاز الحدودية مع تركيا والتي تسيطر عليها المعارضة.

وطالب الرجل الأربعيني القوات الحكومية والفصائل الإيرانية بوضع “حد لعمليات القصف العشوائي” التي تقوم بها الفصائل المسلحة المتمركزة شمال غرب البلدتين.

والأربعاء الماضي، قصفت فصائل معارضة موالية لتركيا من القاعدة العسكرية في جبل الشيخ بركات شمال حلب، بلدتي نبل والزهراء، ما أدى إلى دمار منازل سكنية بشكل جزئي.

ومنتصف الشهر الفائت، ألقت طائرات الاستطلاع التركية مناشير على تل رفعت وحذرت فيها المدنيين من الاقتراب من المواقع العسكرية مهددة باجتياح المدينة كما طالبتهم بالتعاون معها.

وفي العشرين من تموز/يوليو الماضي، فقدت امرأة حياتها وأصيبت طفلة تبلغ من العمر ستة أعوام في بلدة نبل، في قصف للفصائل الموالية لتركيا على البلدتين.

وقالت مصادر محلية في نبل، حينها، لنورث برس إن  القصف جاء من جهة مواقع القوات التركية والفصائل الموالية لها في قرية براد بريف عفرين.

كما وأدى سقوط القذائف على البلدتين لأضرار مادية في المساكن والممتلكات.

لا ضمانات

ويقول سكان من البلدتين إن وجود الفصائل الإيرانية والقوات الحكومية ونقاط روسية في ريف حلب الشمالي لا يشكل ضمانة كاملة  لهم وخاصة أن الهجوم على عفرين وتهجير سكانها تم نتيجة لتوافقات روسية تركية.

ويرى آخرون أن  شن تركيا لأي عمل عسكري على ريف حلب الشمالي سيزيد من حجم المعاناة وسيفاقم الأوضاع الأمنية التي لم تستقر بشكل كامل بالرغم من التواجد المكثف للقوات الإيرانية والحكومية، إذ لا تزال القواعد العسكرية التركية وتواجد الجماعات المسلحة على حدود البلدتين تمثل “تهديداً حقيقياً”.

ويحمّل نازحو عفرين والإدارة الذاتية روسيا “مسؤولية احتلال تركيا” للمنطقة، إذ قامت روسيا وأثناء الاجتياح التركي لعفرين بإخراج قواتها منها وإخلاء النقطة التي كانت تتمركز فيها والتوجه إلى مناطق أخرى بريف حلب.

وقال عبد الرضا ديب (50 عاماً)، وهو مهندس مدني من سكان بلدة الزهراء، إن الهاجس المخيف لبعض السكان هو التعرض لحملات إبادة وتهجير على يد فصائل متشددة موالية لتركيا إذا ما سيطرت على تل رفعت ومناطق محيطة.

وأشار إلى أن اختلافهم المذهبي مع فصائل المعارضة كان أهم سبب في “حصارنا وتعرضنا للهجمات، ونخشى من تكرر ذلك إذا تم التخلي عنا”.

وأضاف “ديب”: “هناك قوات حكومية وإيرانية على تخوم البلدتين وفي مواقع متعددة من ريف حلب الشمالي ولكن سيطرة تركيا على تل رفعت يعني أننا بتنا عرضة للتنكيل والقتل والتهجير”.

إعداد: نجم الصالح- تحرير: سوزدار محمد