دمشق- نورث برس
وسط أزمات عديدة، وتحديات جائحة كورونا افتُتح معرض الكتاب في دورته الـ 32، تحت شعار “كتابنا.. غدنا”. واحتوى المعرض الذي افتتح يوم الثلاثاء الفائت، 26 تشرين الأول 2021، في مكتبة الأسد الوطنية على 5 ألاف عنوان تقريباً، وضمَّ 47 دار نشرٍ محلية.
وذكرت وزارة الثقافة على صفحتها الالكترونية، أنه تم إطلاق هذا الاسم على معرض الكتاب، أو كما تمت تسميته: معرض بنكهة سورية خاصة ومميزة، في إشارة إلى اقتصاره على دور النشر السورية الحكومية والخاصة، وهذا الطابع بدا مختلفاً عن الدورات السابقة، نتيجة الإجراءات الحكومية للتصدي لوباء كورونا الذي منعت السلطات المعنية من إقامة المعرض في دورته السابقة، 2020.
ولفتت وزارة الثقافة في تصريحها على صفحتها أن تنظيم المعرض الحال والتحضيرات التي رافقته لم تكن في الشكل المطلوب، وذلك بسبب وباء كورونا والحجر الصحي، وصعوبة وصول الكتب من خارج سورية، وهذه العوامل دفعت للتفكير في إقامة المعرض بهذا الشكل.
من جهته، لم ينفي مدير مكتبة الأسد الوطنية “إياد مرشد” إمكانية أن يتحول معرض الكتاب السوري لفعالية سنوية خاصة إذا استمرت ظروف جائحة كورونا.
وعلى هامش المعرض، التقت نورث برس بأحد زوار المغرض، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فقال: يفتقر المعرض هذا العام إلى أية جاذبية، فعدد دور النشر محدود وكلها محلية. تعرض هذه الدور بعض منشوراتها. وقد ألزموها هذا العام بعرض الكتب التي صدرت بعد ال 2015 فقط, وهذا بحذ ذاته ليس عادلاً، فلربما هناك كتب أقدم من ذلك مازالت مرغوبة ومطلوبة.
ولفت إلى أن “الكارثة الأكبر في المعرض هي أسعار الكتب الخيالية التي تعجز القارئ وتضعه في حيرة وحرج، وقد أدت هذه الأسباب والظروف العامة الأخرى إلى وجود جمهور متواضع يزور المعرض هذا العام، وقلة منه تفعل ذلك بغرض الشراء، فهناك الغالبية تزور المعرض للاستطلاع والفرجة”.
كما أشار الزائر إلى “غياب جمهور الطلبة والباحثين بشكل شبه كامل، أولئك الذين كانوا يزورون المعرض لشراء كتب بعينها تخدم أبحاثهم واختصاصاتهم، لكن رغم كل هذا يبقى معرض الكتاب تظاهرة إيجابية حتى لو كانت بشكل ضيق، فهي تبقي القارئ على تواصل وبحث مع الكتاب والإصدارات الجديدة”.
يُذكر أن معرض الكتاب كان يشكل حدثاً ثقافياً سنوياً، ونافذة للمثقفين السوريين التي تطل على الإصدارات الجديدة من الكتب القادمة من الخارج. ولكن منذ بداية الأزمة وككثير من الأنشطة العامة انخفضت فعاليتها لأسباب داخلية وخارجية منها المقاطعة الدولية والعربية لسورية.
وبالمقارنة مع آخر معرض أُقيم في رحاب المكتبة الوطنية، يتبين أنه في 2019 اشترك قرابة 237 دار نشر، ونحو 50 ألف عنوان. كما قامت نائب رئيس الجمهوري “نجاح العطار”، بينما افتتحت هذه الدورة (2021) وزيرة الثقافة “لبانة مشوح”.
وفي الدورة 30 من عام 2018، شاركت 200 دار نشر، من داخل سوريا ومن خارجها، مثل لبنان والمغرب وإيران والعراق وروسيا والدنمارك.