معاناة يومية وتكاليف لا يقوى عليها مرضى السرطان في مدينة الرقة

الرقة – نورث برس

على دوام كل شهر يقدم أصدقاء وأقرباء عبد العظيم السيد (50 عاماً)، من سكان حي الفردوس بمدينة الرقة، شمال سوريا، مبلغ 400 ألف ليرة سورية، مساعدة له في تكاليف العلاج والسفر للعاصمة السورية دمشق بعد ازدياد حالته الصحية سوءاً.

بدأت رحلة عناء عبد العظيم، الأب لطفلين، قبل قرابة سنة ونصف عندما أخبره أحد أطباء المدينة عن وجود ورم في رأسه بعد تشخيصه، لتبين لاحقاً أنه ورم سرطاني أصاب مناطق عدة من دماغ الرجل.

وقال مرضى سرطان في مدينة الرقة، إنهم لا يقوون على التكاليف الباهظة لعلاج المرض الذي أصيبوا به، خصوصاً في اضرارهم من السفر الدائم لمدن أخرى لتلقي العلاج.

باع “عبد العظيم” منزله الذي كان يأويه لتأمين ثمن إجراء عملية جراحية له في مدينة دمشق املاً في التعافي، لكن انتقاله هو وعائلته لمنازل الآجار ابدى غالباً عن تسديد أجرها ويقوم من أسماهم “أهل الخير” (فاعلي الخير) بدفعه عنه.

الموت أرحم

وأعتبر عبد العظيم، في حديثه لنورث برس، أن الموت بات أرحم كثيراً من مقاساة العذاب الذي يجاريه كل يوم مع توقف بعض وظائف جسده الحيوية بشكل تدريجي مثل السمع والنظر بعد أن فقد الرؤية بأحد عينيه، إضافة إلى عدم قدرته على بلع الطعام أو مضغه.

ويطالب عبد العظيم بضرورة تأمين العلاج وبالأخص الجرعات الكيماوية لمرضى السرطان بشكل مجاني في مدينة الرقة، إسوةً بمناطق سورية أخرى كدمشق وحلب والقامشلي وحسكة.

وبلغ عدد مرضى السرطان المسجلين رسمياً لدى “جمعية رعاية مرضى السرطان” 940 حالة من مختلف الشرائح العمرية ومن كلا الجنسين بينهم 160 طفل و426 امرأة مصابة بسرطان ثدي.

ولا يبدو أحمد الخطيب (47 عاماً)، نازح من مدينة إدلب يقطن في مدينة الرقة، أقل ألماً من مرضى آخرين في مركز “جمعية رعاية مرضى السرطان” في شارع المعتز بالرقة.

وقال الخطيب، لنورث برس، إنه مضطر للتواصل الدائم مع أفراد من عائلته وأصدقائه لمساعدته في تأمين العلاج بعد أن ظهرت بوادر مرض السرطان عليه من خلال طفح جلدي ترافقه الحكة المفرطة أصابت أغلب مساحة جسده.

ويقصد مرضى السرطان في مدينة الرقة مركز “جمعية رعاية السرطان” للحصول على العلاجات الثانوية التي تقدمها الجمعية مثل المقويات والفيتامينات وأدوية الضغط والسكري ومسكنات الألم.

نداء استغاثة

وقال موسى الشوكان، رئيس “جمعية رعاية مرضى السرطان” في الرقة، إن الجمعية أجرت إحصائية لمصابي السرطان في المدينة وأنشأت على أساسها قاعدة بيانات لمعرفة المتطلبات اليومية لهؤلاء المرضى.

وأضاف “الشوكان”، لنورث برس، أن جمعية رعاية مرضى السرطان تواصلت مع عدة جهات مانحة للبحث عن إمكانية تأمين الجرعات الكيماوية للمصابين في مدينة الرقة وتخفيف معاناتهم اليومية.

ووجه “الشوكان”، نداء استغاثة لإنقاذ المئات من مرضى السرطان في المدينة، الذين يموتون ببطء بسبب عجر غالبيتهم عن تأمين مصاريف السفر والعلاج، بحسب وصفه.

وتعاقدت جمعية رعاية مرضى السرطان” مع أطباء داخلية وأطفال ومع مخابر ومراكز تصوير الأشعة لحصول المسجلين لديها على تلك الخدمات الطبية بشكل مجاني.

“وتقدم جمعية رعاية مرضى السرطان جلسات الدعم المعنوي والنفسي للمصابين بالسرطان، إضافة لتسجيل عدة حالات شفاء بشكل نهائي لا زالت تتابع حالتها في مركز الجمعية”، بحسب “الشوكان.

وبداية تموز/يوليو الماضي أعلنت منظمة محلية في مدينة الرقة افتتاح مركز تخصصي لعلاج مرضى السرطان، وحاول المركز تأمين الجرعات الكيماوية للمصابين بالمرض لكنه لم يفلح في ذلك بحسب القائمين عليه.

إعداد: عمار عبد اللطيف ـ تحرير: عمر علوش