دمشق ـ نورث برس
كتاب “بندر عبد الحميد.. دهشة السينما وصورة الكلمة” عبارة عن وقائع ندوة ثقافية. قام بإعداد وتوثيق الكتاب كُلٍ من إسماعيل مروة ونزيه الخوري، وصُدر عن الهيئة العامة للكتاب في دمشق، 2021. ويتكون الكتاب من 116 صفحة من القطع الكبير.
ويتحدث الكتاب عن حياة الشاعر والسينمائي السوري بندر عبد الحميد، الذي يُعدُّ جسراً نموذجياً فريداً من المثقفين السوريين على وجه الخصوص، وتأتي خصوصيته من شخصه وتكوينه وتمرّده.. ومن معرفته الحقيقية للحياة ومسارها ونهايتها، كما جاءت في مقدمة الكتاب.
وقُسِّمَ الكتاب إلى قسمين. الأول، جاء في مقدمة، وثلاثة عناوين، وفيها تحدث الباحثون عن السينمائي والشاعر بندر، وحللوا شيئاً من حياته وشعره. أما القسم الثاني، فضمَّ مختارات شعرية لبندر.
والراحل “بندر عبد الحميد”، من مواليد الحسكة، 1947، ورحل عن هذا العالم في الثامن عشر من شباط/ فبراير 2020. وفي عام 1979 سافر إلى المجر لدراسة الصحافة، ثم عاد إلى دمشق ليعمل في حقل الصحافة السينمائية، مؤسساً لمجلة الفن السابع، وأميناً لتحريرها، وشارك في تأسيس مجلة “آفاق سينمائية”، وعمل كمستشار للتحرير فيها.
في الكتاب، وتحت عنوان، بندر عبد الحميد (حوار من طرف واحد).. تكريس سلطة الدلالة، كتب الروائي والناقد والمترجم عابد إسماعيل: “يسعى بندر إلى تكريس قيمة شعرية أخرى تتكئ إلى الوضوح والتلقائية، وأحياناً التقريرية، من خلال قصيدة لا تخجل من انتمائها إلى شعرية جيل السبعينات في سوريا، والذي ينتمي إليه الشاعر، مثله مثل نزيه أبو عفش، ورياض صالح الحسين، وممدوح عدوان، وسليم بركات”.
وكتب سامي أحمد: “يحملنا بندر عبد الحميد إلى حيث أصبح الشعر هو العالم وأصبح الشعري يعمل على الشعر ذاته لا بما هو إبداع فقط، وإنما بما هو عالمٌ جميل بديل عن بلاغة المهدور فيه”.
ويقول الباحث إسماعيل مروة: “أعجبتني الصفة التي استخلصتها من علاقتي غير العميقة بالمبدع الراحل بندر عبد الحميد، فهو إنسان وحٌّر مهما كان انتماؤه الأيديولوجي، ومهما كانت قناعاته، فهو لم يكن أسيراً لها يتنفس من خلالها، بل كان إنساناً حراً له قناعاته وحياته التي لا يتنازل عنها..”.
وفي الكتاب، يقول بندر عبد الحميد: “احتفلي. تكفي أغنيةً للحياة. يكفي سهم للموت الرائع، في أرصفة العالم. تطلع شمس من كفِّ امرأة، وتموت بسهم. يطلع وجه امرأةٍ ويموت بسهم. موتٌ قاسٍ، وحياةٌ قاسيةٌ. فاحتفلي بالموت. الحرية للبحر، الحرية للأشجار المكسورة. الحرية للأطفال الموتى. كأس الحرية، كأس الأرملة العاشقة المجنونة. كأس عُطيل. كأس الكونشرتو الرابع. كأس الشرطة”.
ترك بندر عبد الحميد عشرات المقالات والدراسات في السينما والنقد السينمائي، والصورة، بالإضافة إلى عدة مجموعات شعرية، ومئات القصائد الشعرية, منها، ديوان “كالغزالة كصوت الماء والريح”، عام 1975، وهو الديوان الأول.
وأيضاً، ديوان: حوار من طرف واحد”، الصادر عن دار المدى، 2002. كان “شاعر مهم، وصوت خاص جداً بين شعراء السبعينيات من القرن العشرين في سورية وفي العالم العربي”، كما جاء في مقدمة الكتاب.