ارتفاع أسعار الأدوية شمال حلب بعد انهيار الليرة التركية
ريف حلب الشمالي- نورث برس
تأثر سعر الأدوية كما باقي المواد، في مناطق المعارضة السورية شمال حلب شمالي سوريا، خلال الأيام الماضية، بالتدهور الكبير في سعر صرف الليرة التركية.
ورفعت صيدليات ريف حلب الشمالي، والتي تتعامل بشكل رسمي بالليرة التركية، أسعار معظم أصناف الأدوية وبنسب متفاوتة، في ظل غياب الرقابة على عملها، بحسب السكان.
ويشتكي السكان في هذه المناطق من الارتفاع المستمر في سعر الأدوية التركية وقلّة فاعليتها، وعدم توفر الأدوية السورية.
أدوية تركية
وتعتمد مناطق المعارضة السورية شمالي البلاد، على الأدوية التركية الصنع بشكل رئيسي أو تلك المستوردة عن طريق تركيا، فيما تدخلها الأدوية السورية بشكل محدود عبر التهريب.
ووصل سعر حليب الأطفال في ريف حلب الشمالي، إلى 40 ليرة تركية، بعد أن كان بـ30 ليرة تركية.
وتعادل الليرة التركية الواحدة (372 ليرة سورية) بحسب موقع الليرة اليوم.
وارتفع سعر علبة دواء السيتامول عيار 1000 من أربع ليرات تركية إلى ست.
كما صار سعر دواء الالتهاب، 23 ليرة، بعد أن كان 16 ليرة تركية.
انهيار مستمر
ويربط أصحاب الصيدليات هذا الارتفاع بالانهيار المستمر لليرة التركية التي يتم التعامل بها منذ سنوات في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا.
ومنذ عام ونصف استبدلت المعارضة السورية رسمياً، الليرة السورية بالليرة التركية في التعاملات التجارية والرواتب وغيرها.
لكن استمرار تهاوي سعر الليرة التركية منذ بداية العام الحالي أدى إلى تفاقم معاناة السكان.
وانخفضت قيمة الليرة التركية من 7.5 ليرة للدولار الواحد بداية العام الحالي، إلى حدود 9.5 ليرة اليوم الأربعاء.
وهو ما انعكس على أسعار معظم المواد والوضع المعيشي في هذه المناطق، وأدى لخلق حالة من الاستياء لدى السكان.
فاعلية أقل
يشكك السكان بفاعلية الأدوية التركية رغم ارتفاع سعرها مقارنة بالأدوية السورية التي يواجهون صعوبة في إدخالها إلا عن طريق التهريب ولكنها أيضاً تحتسب أسعارها بالدولار وهو ما زاد من صعوبة تأمينها، وفق للصيادلة.
يقول محمد السلوم (34 عاما)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف إدلب، إنه يبحث عن صيدليات تجلب الأدوية السورية من مناطق الحكومة، لمعالجة إصابة في ساقه بعد أن وصفها له طبيب جراح.
ومع حاجته بشكل مستمر ولفترة طويلة للدواء يخشى “السلوم”، أن لا يعود قادراً على الاستمرار في العلاج، بعد فقدان الدواء السوري، وعدم ثقته بجدوى الدواء التركي.
ويتساءل عبدالله الإبراهيم (43 عاماً)، من سكان مدينة مارع شمال حلب، عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية التركية، طالما أن السكان يتعاملون بالعملة التركية.
“ما دمنا نتعامل بالليرة التركية فلماذا تأتينا المواد الطبية والأدوية مسعّرة بالدولار الأميركي من تركيا، ولماذا تكون الأسعار متفاوتة من صيدلية لأخرى؟”.
ويرى “الإبراهيم” أن غياب الرقابة عن الصيدليات الخاصة، “ترك للصيادلة حرية التصرف دون حسيب أو رقيب يضبط الخلل ويحاسب المسيء منهم”.
وتسبب ارتفاع سعر الدواء بعدم قدرة الكثير من المرضى على تأمين أصناف الأدوية، في ظل عدم توفرها في الصيدليات المدعومة، بحسب “الإبراهيم”.
وتنتشر في مناطق شمال حلب، عدة صيدليات مجانية مدعومة من منظمات صحية تقوم بصرف الدواء للمرضى.
غير أن هذه الصيدليات تفتقر لعدد كبير من الأدوية المطلوبة بكثرة،
الأمر الذي يجبر المرضى على شراء الأدوية من الصيدليات الخاصة بثمن مرتفع.
خسائر
ويقول ياسر حسين، هو اسم مستعار لصيدلي، إن صعوبة توفر الأدوية السورية وفقدان الكثير من أصنافها في المنطقة، دفعهم للتوجه للأدوية التركية التي يدفعون قيمتها بالدولار.
وأدى انخفاض قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية إلى ارتفاع أسعار كافة أنواع الأدوية في الصيدليات التي تبيع بالعملة التركية للسكان.
وخسر “حسين” مبلغاً من رأسماله بسبب بيعه للأدوية بالدين للعديد من المرضى وعدم قدرتهم على سداد الديون مع انهيار سعر صرف الليرة التركية.