كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة على الطاقة الشمسية في إدلب لقطع تركيا الكهرباء
إدلب – نورث برس
دون حاجة لمساعدة من أحد، صار بإمكان عمران السليم (30 عاماً)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إذ يعاني من إعاقة نصفية، وهو نازح في بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي، شمال سوريا، أن يذهب إلى عمله في بيع الخضار في سوق البلدة، وذلك بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية لكرسيه المتحرك، بعد قطع تركيا للكهرباء عن المنطقة التي تسيطر عليها.
وقبل ذلك كان الشاب الذي يعاني من شلل نصفي، نتيجة إصابة في عموده الفقري، ينتظر قدوم أحد إخوته من المدرسة ليرافقه عندما يرغب بالخروج من المنزل.
وتعرض “السليم” لشظية قذيفة نهاية عام 2019 في عموده الفقري، أدت به إلى شلل نصفي واستخدام كرسي متحرك أصبحت وسيلته الوحيدة في الحركة والتنقل.
واضطر الشاب لتركيب ألواح طاقة شمسية لكرسيه الكهربائي المتحرك في آذار/ مارس الماضي، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.
وبلغ عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق شمال غربي سوريا، نحو 200 ألف شخص، وفقًا لإحصائية التركيبة السكانية التي أجراها فريق منسقو استجابة سوريا في آب/ أغسطس 2020.
وتمكن العديد من هؤلاء، من الحصول على كراسٍ ذات محركات تعمل على البطاريات التي يتم شحنها بوساطة الكهرباء.
كهرباء غائبة
لكن عدم توفر الكهرباء في بعض المناطق كان يحرم هؤلاء من الاستفادة من مزايا هذه الكراسي، مما دفع العديد منهم لتركيب ألواح الطاقة الشمسية لكراسيهم المتحركة، وساعدهم ذلك على الاستغناء عن الكهرباء وسهل تنقلهم من مكان لآخر.
وتعتمد مدينة إدلب وبعض بلداتها على الكهرباء التركية التي يتم تمديدها عبر كابلات خاصة ومكلفة مقابل مبلغ 100 ليرة تركية (35ألف ليرة سورية) تُدفع كاشتراك شهري.
فيما يعتمد السكان في باقي البلدات والقرى على المولدات الكهربائية التي تعمل على المشتقات النفطية وتمدّ منازل المشتركين لمدة ساعة واحدة فقط يومياً بسعر 40 ليرة تركية شهرياً عن كل أمبير.
ووصل سعر ليتر مادة البنزين إلى 8,15 ليرة، المازوت لـ7,87 ليرة تركية.
وتعتبر شركة “وتد للبترول”، التي أنشأتها حكومة الإنقاذ الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام قبل نحو عامين، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات إلى إدلب، ما يخولها احتكار المواد.
ويقول “السليم”: “كنت أحتاج إلى من يرافقني لجرّ الكرسي المتحرك الذي سرعان ما ينفذ الشحن من بطاريته”، حيث يصعب عليه تحريك الكرسي بشكل يدوي، بسبب كثرة المطبات وسوء أحوال الطرقات.
وبعد تركيب الألواح أصبح يتنقل بحرية، “طالما تكون الشمس ساطعة، وحتى في الليل أسير عن طريق ما خزنته البطاريات خلال ساعات النهار”.
ويشير “السليم” إلى أن سهولة الحركة ساعدته وشجعه على العمل والإنتاج لإعالة زوجته وولديه.
لا مخاطر
وحصل الطفل سامر الحسن (12 عاماً) من مدينة إدلب، وهو مصاب بشلل الأطفال، على كرسي متحرك من جمعية خيرية، لكن طالما كان كرسيه يتوقف فجأة في منتصف الطريق أثناء ذهابه إلى المدرسة بسبب نفاذ المدخّرة.
ويقول، إنه كان يشعر بالحرج حين يطلب من زملائه إيصاله إلى المنزل.
“لكن وبعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية صار بإمكاني الذهاب إلى المدرسة والخروج للعب وزيارة أصدقائي، والتنقل بحرية”.
ويقول أحمد البارودي (44 عاماً) وهو اسم مستعار لفني كهرباء من مدينة سرمدا، إن الألواح الشمية “أثبتت فاعليتها في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على التنقل عبر تركيبها لكراسيهم”.
ويقوم الفني بداية بتثبيت لوحي طاقة شمسية من الجهة العلوية أو الجانبية للكرسي، مع تركيب دارة شحن وكابلات، إضافة إلى محولة كهربائية، ليتم شحنها بشكل دائم عبر تلك الألواح.
وتتراوح تكلفة تركيب الألواح بين 150 – 200 دولار أميركي، وفقاً للفني.
ويشير “البارودي” إلى أن بطاريات الكرسي المتحرك تحتاج لشحن بالكهرباء لأكثر من خمس ساعات، وتكفيه للسير لمدة ساعتين فقط، فيما تشحن ألواح الطاقة الشمسية البطاريات تلقائياً، لتعمل طوال اليوم بسهولة ودون عناء أو تكاليف.
كما أن الشحن يدوم طوال اليوم دون أي أضرار أو مخاطر، بحسب فني الكهرباء.