نازحو عفرين: حري بالحكومة السورية الدفاع عن أراضيها ضد احتلال تركيا

ريف حلب الشمالي- نورث برس

يقول نازحو منطقة عفرين المتوزعين في مخيمات وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي، إنه حري بالحكومة السورية الدفاع عن أراضيها ضد الهجمات والتهديدات التركية وعدم السماح لها “باحتلال” أجزاء أخرى من سوريا.

ويطالب هؤلاء، روسيا بتقديم ضمانات بعدم “المتاجرة” بسكان ريف حلب الشمالي الأصليين ونازحي عفرين، كما فعلت أثناء الاجتياح التركي لعفرين في العام 2018.

ومؤخراً، نقلت وسائل إعلام رسمية، تهديدات لمسؤولين أتراك بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتحدث عن عملية عسكرية وشيكة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

ومنتصف الشهر الجاري، ألقت طائرات الاستطلاع التركية مناشير على تل رفعت وحذرت فيها المدنيين من الاقتراب من المواقع العسكرية مهددة باجتياح المدينة كما طالبتهم بالتعاون معها.

وتسببت العملية العسكرية التركية برفقة فصائل معارضة مسلحة موالية لها ضد عفرين عام 2018 بنزوح 300 ألف شخص.

ولجأ قسم من النازحين للسكن في مخيمات تم إنشائها بعد الاجتياح وهي (العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا)، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي، فيما نزح آخرون إلى مدن الجزيرة وكوباني ومناطق أخرى من سوريا.

ومنذ ذلك الوقت، تتعرض تل رفعت والتي تضم قسماً من النازحين لتهديدات تركية باجتياحها، وسط قصف متكرر يستهدف المدينة.

 وأمس الاثنين، قصفت، طائرة مسيرة تركية نقطة عسكرية مشتركة بين القوات الحكومية والقوات الروسية وسط مدينة تل رفعت.

وقالت مصادر عسكرية لنورث برس إن “القوات الحكومية والروسية أطلقت النار على الطائرة التي تمكنت من تجنبها”.

“عليها حمايتنا”

وتقول أليف عثمان (36عاماً) وهي نازحة من عفرين وتسكن مع عائلتها في مخيم سردم إن منطقة الشهباء (ريف حلب الشمالي) جزء من الأراضي السورية “وحري على الدولة السورية حمايتها من احتلال الدولة التركية”.

وتضيف النازحة: “لا نريد تكرار سيناريو عفرين، في حال هاجمت تركيا المنطقة، لا نعرف إلى أين سنلجأ”.

وتسيطر القوات الحكومية برفقة القوات الروسية على تل رفعت، حيث تنتشر نقاط تمركز للقوتين في المدينة وأطرافها منذ عام 2018 وذلك بعد انسحاب وحدات  حماية الشعب منها بموجب اتفاق أبرم بينها وبين روسيا.

والجمعة الماضي، احتج عشرات المواليين لحكومة دمشق، في تل رفعت للتنديد بالتهديدات التركية على المدينة.

ورفع المحتجون أعلام الحكومة السورية وصوراً للرئيس السوري وعبارات كُتب عليها “المحتل التركي يقتل نسائنا وأطفالنا، العشائر السورية تستنكر قتل الأطفال”.

وبعده بيوم، احتج المئات من نازحي عفرين في تل رفعت تنديداً بالتهديدات التركية.

وفي تصريح سابق، قال أحمد الأعرج، الأمين العام لحزب تحالف ديمقراطي السوري لنورث برس، إن الدولة التركية “تتذرع لمهاجمة المناطق السورية بمحاربتها الإرهاب، إلا أنها تقوم بدعم وحماية التنظيمات الإرهابية والفصائل المصنفة على قائمة الإرهاب الدولية”.

ويقول مسؤولو الإدارة الذاتية لمجلس مقاطعة عفرين، والذي يعمل حالياً بريف حلب الشمالي، إن القوات الحكومية ستلقى الدعم الشعبي من نازحي عفرين وسكان منطقة ريف حلب الشمالي في حال قامت بواجبها تجاه المنطقة.

مخاوف

وتتخوف حورية مصطفى (42عاماً) وهي نازحة من عفرين وتسكن في مخيم سردم من “متاجرة” روسيا بنازحي عفرين كما فعلت سابقاً، “فعندما احتلت تركيا عفرين ونزحنا من منازلنا، لم تفعل روسيا شيئاً”.

ويحمّل نازحو عفرين والإدارة الذاتية للمنطقة، روسيا “مسؤولية احتلال تركيا” للمنطقة، إذ قامت روسيا وأثناء الاجتياح التركي لعفرين بإخراج قواتها منها وإخلاء النقطة التي كانت تتمركز فيها والتوجه إلى ريف حلب الشمالي.

وتضيف “مصطفى” بينما تقف بجانب خيمتها: “لا أساس لوعودهم، هي أكاذيب، فقدنا الثقة بالضامن الروسي، نحن هنا منذ أربع أعوام ونتعرض لحصار وقصف مستمر من قبل القوات التركية والفصائل وروسيا لا تحرك ساكناً”.

ومنتصف آب/ أغسطس الماضي، قصفت المدفعية التركية المتمركزة في مركز البحوث العلمية على طريق أعزاز – يحمول، محيط مدينة تل رفعت والقرى المحيطة.

وفي الحادي عشر من تموز/ يوليو الماضي، أصيب أربعة أشخاص، بينهم طفل، في هجوم تركي بطائرة مسيرة استهدف مدينة تل رفعت.

وقبل يومين، جرح خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال في قرية أحرص بريف حلب الشمالي في قصف لتركيا والفصائل الموالية لها على القرية.

وفي الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ارتكبت القوات التركية وفصائل المعارضة مجزرة في تل رفعت، إذا تسبب قصف صاروخي بفقدان عشرة أشخاص لحياتهم بينهم ثمانية أطفال, وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

ويقول محمد صالح (54عاماً) وهو نازح من عفرين ويسكن في مخيم سردم، إن تركيا وفصائلها تقومان وبعد سيطرتهما على  مناطق سوريا “بتدميرها ونهب ثرواتها كما يحدث الآن في عفرين”.

ويضيف: “كلنا شاهدون على النهب والسرقات وحالات القتل والاختطاف التي تحصل في عفرين، ما الذي يريده أردوغان من تل رفعت وماذا سيفعل هنا؟”.

 إعداد: دجلة خليل- تحرير: سوزدار محمد