المدافئ البديلة وجهة سكان إدلب بعد رفع تحرير الشام للأسعار المحروقات

إدلب – نورث برس

يتجول تركي الرزوق (35عاماً) ، وهو اسم مستعار لنازح في مخيمات دير حسان الحدودية شمال إدلب، شمال غربي سوريا، بين ورش تصنيع المدافئ في إدلب، بهدف شراء مدفأة اقتصادية و”بديلة” لتلك التي تعمل على المشتقات النفطية “الباهظة الثمن”.

وبعد أن أمضى الشتاء الماضي دون تدفئة بسبب عدم تمكنه من تأمين المحروقات، يتنقل الشاب بين العديد من أنواع المدافئ التي تعمل على مواد بديلة عن المواد النفطية.

يقول، إنه يبحث عن مدفأة بديلة ذات جودة عالية، وتعمل على مواد أقل تكلفة، خاصة في ظل الارتفاع الأخير في أسعار المحروقات في إدلب.

مع اقتراب فصل الشتاء، والارتفاع الكبير في أسعار المشتقات النفطية يحاول سكان إدلب تأمين وسائل بديلة عن المدافئ التقليدية، تعتمد على مواد متوفرة في البيئة المحيطة وبأسعار أرخص.

والسبت الماضي، رفعت شركة “وتد للبترول” التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أسعار المشتقات النفطية في مناطق شمال غربي سوريا، للمرة السادسة خلال شهر.

وارتفع سعر ليتر مازوت التدفئة من  إلى 4.96 ليرة تركية ( نحو 1900 ليرة سورية).

وتذرعت الشركة بأن ارتفاع الأسعار يأتي نتيجة انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأميركي، حيث يتم تسويق المواد النفطية بالليرة التركية في مناطق شمال غربي سوريا.

وتُعتبر “وتد”، التي أنشأتها حكومة الإنقاذ الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام قبل نحو عامين، الجهة الوحيدة المسؤولة عن استيراد المحروقات إلى إدلب، ما يخولها احتكار المواد.

بديل

وانتشرت في إدلب، العديد من وسائل التدفئة البديلة، لاقى بعضها إقبالاً كبيراً من السكان، بعد أن اثبتت فاعلية تضاهي المدافئ التقليدية.

وتتنوع أنواع المدافئ البديلة من حيث اعتمادها على المواد المستخدمة في للتدفئة بين تلك التي تعمل على قشر الفستق والجوز والحطب والفحم الحجري، وأخرى على فضلات الحيوانات.

وأدى الإقبال الكبير على هذه المدافئ لارتفاع أسعارها في مقابل تراجع الإقبال على مدافئ الديزل، حيث يتراوح سعرها بين 60 إلى 100 دولار، بينما يتروح سعر مدفأة المازوت بحدود 40 دولاراً.

لكن ذلك لم يمنعنور الربيع (37عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، شراء مدفأة تعمل على ” قشور اللوزيات”، هذا الشتاء، كونها “اقتصادية إلى حد كبير”.

ووجد في هذه المدفأة ضالته بعد أن أنهكته تكاليف مازوت التدفئة العام الماضي، على حد وصفه.

“الطن الواحد من قشر الفستق الحلبي بطالعني من الشتوية” يقول الربيع مشيراً إلى اقتصادية هذه المدفأة.

ويضيف، أن الحرارة المنبعثة من مدفأة قشر الفستق تضاهي المدافئ التي تعمل على مادة الديزل.

ويتراوح سعر طن القشور بين مئة و135 دولار أميركياً. حيث يمكن لـ”الربيع” إشعال المدفأة على مدار اليوم، بينما كان يضطر لإشعال مدفأة الديزل فقط لمدة أربع ساعات يومياً “ساعتين الصبح وساعتين المسا” وبنفس التكلفة.

أما رائد الحسين ( 44عاماً) وهو اسم مستعار لمقيم في مدينة إدلب، فإنه فضل المدفأة التي تعمل على مادة الفحم الحجري، كونها تعطي حرارة كبيرة تتناسب مع غرفته الواسعة التي تحتاج لمثل هذا النوع من المدافئ.

ويرى “الحسين” أن أسعار الفحم الحجري مقبولة مقارنة مع باقي مواد التدفئة، حيث يبلغ سعر الطن الواحد منه نحو مئة دولار أميركي، وهو يكفي ليمضي به الشتاء كاملاً، حيث أنه دفع مبلغاً مضاعفاً ثمناً للمازوت العام الماضي.

مخاطر

من جهته يحذر أحمد العبدالله (24عاماً)، وهو اسم مستعار لناشط إعلامي من مدينة إدلب، من مخاطر وسائل التدفئة البديلة وضرورة إتباع إرشادات التعامل معها وخاصة في المخيمات.

وأضاف أن هذه المدافئ أدت للعديد من الحرائق وخاصة في المخيمات المتلاصقة والمصنوعة من النايلون سريع الاشتعال، مما خلف العديد من الوفيات والإصابات معظمهم من النساء والأطفال.

وأشار إلى ضرورة تحذير السكان من خطورة هذه المدافئ وكيفية التعامل معها  من خلال جلسات التوعوية التي تعرّفهم بكيفية الاستخدام السليم لها، لتجنب وقوع المزيد من الكوارث.

إعداد: سمير عوض – تحرير: ريبير جزيري