ظاهرة السرقة تزداد في مخيمات إدلب ونازحون يحمّلون تحرير الشام المسؤولية
إدلب – نورث برس
تشهد مخيمات النازحين في إدلب شمال غربي سوريا، تزايداً في حالات السرقة التي باتت تطال “الأخضر واليابس”، وفقاً لنازحين، والتي يعيدونها لغياب المحاسبة والتساهل مع الفاعلين من قبل أجهزة الأمن التابعة لحكومة الإنقاذ، الجناح السياسي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
فخلال أسبوع واحد فقط، شهد الشارع الرئيسي في تجمع مخيمات الكرامة أكثر من 20 حادثة سرقة، وفقاً لسكان التقت بهم نورث برس.
وبحسب السكان، فإنه بالرغم من قيام الشرطة بتفقد مواقع السرقة وإجراء التحقيقات، إلا أنه لم يُعلنوا القبض على الجناة حتى اليوم.
عشرات السرقات
في الثالث عشر من الشهر الجاري تعرض محلّ لبيع الأدوات المنزلية في الشارع المذكور، للسرقة وبلغت خسائر صاحبه أكثر من خمسة آلاف دولار.
يقول عبد القادر السيد (52 عاماً) وهو صاحب المحلّ، إن السارقين قاموا بكسر أقفال المحلّ وتحميل معظم الأجهزة الكهربائية الثقيلة من برادات وغسالات وغيرها.
ويشير النازح في مخيم قاح شمالي إدلب، إلى أن كاميرات المراقبة التي كانت أمام محل جاره سجّلت عملية السرقة كاملة، وقام بعرض التسجيل على مخفر الشرطة القريب من المخيم.
“إلا أنها وحتى اليوم لم تتمكن من إلقاء القبض على السارقين على الرغم من أن بعضهم كانوا مكشوفي الوجه”.
ومنتصف الشهر الماضي، استفاقت مريم العبدو (42 عاماً)، وهي أرملة نازحة في مخيم الهبيط شمالي إدلب، بعد منتصف الليل على أصواتٍ داخل خيمتها التي تعيش فيها مع طفلتها الوحيدة منذ وفاة زوجها.
وتفاجأت المرأة بشاب يبلغ من العمر بحدود (16 عاماً)، يحاول كسر الخزانة التي تضع بداخلها جوالها والقليل من المال.
وتقول ” العبدو”، إنها عندما رأت السارق داخل خيمتها بدأت بالصراخ، حينها سمع جيرانها الصوت وتمكنوا من الإمساك به.
وتشير المرأة، إلى أن السارق اعترف على الفور بسرقة عشرات المنازل بالإضافة لعدة مدخرات وأجهزة جوالة، حيث قام السكان بتسليمه حينها للشرطة التي قامت بدورها بسجنه.
لكنهم تفاجأوا بعد أيام بإطلاق سراحه بحجة أن عمره دون الثامنة عشر.
تضيف “العبدو”، بأنها عرفت فيما بعد، أن عائلة السارق دفعوا مبلغاً مالياً مقابل إطلاق سراح ابنهم.
بينما لم ترد الشرطة التابعة للـ”إنقاذ” على استفسارات المتضررين التي قدموها حول سبب إطلاق سراح السارق، وفقاً ل”العبدو”.
محاسبة غائبة
وللمرة الثانية تعرض الشاب أسامة الحمادين (29 عاماً)، وهو من نازحي معرة النعمان في مخيمات الكرامة، لسرقة دراجته النارية من أمام خيمته.
ولم يكن الفارق الزمني بين سرقة الدراجة الأولى والثانية سوى أسبوعين.
يقول “الحمادين” إنه تقدم بعدة شكاوى لقسم الشرطة في بلدة قاح شمال إدلب، إلا أنه لم يستفد شيئاً حتى اليوم.
ويشير، إلى أن السارقين “يسرحون ويمرحون في الشوارع وبين خيام النازحين، دون أي محاسبة”.
ويضيف: “فبمجرد الإمساك بالسارق، يقوم أحد شركائه بدفع مبلغ مالي للأجهزة الأمنية، فيتم إطلاق سراحه على الفور، حتى دون أن يُعرض على القضاء”.
ووفقاً لـ”الحمادين” فإن هذا ما يجعل السارق يقوم بفعلته وهو مطمئن، “لأنه يعلم أن بإمكانه الإفلات من العقاب في كل مرة بمجرد دفع المال الذي لم يتعب به أساساً”.
وتضم مخيمات النازحين على الحدود السورية التركية شمال إدلب، نحو 1300 مخيم، بينها 400 مخيم عشوائي، يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري، بحسب آخر إحصائيات فريق “منسقو استجابة سوريا”.
ووفقاً لسكان فإنه خلال أقل من شهر واحد فقط، في مخيمات الكرامة وحدها طالت عمليات سرقة أكثر من 15 آلية ما بين دراجات نارية وسيارات.
تساهل مع السارقين
ويحمّل السكان حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام التي تسيطر على المنطقة مسؤولية الفلتان الذي “لم يعد يُطاق”.
وقد دفع إهمال أجهزة الشرطة وتساهلهم مع السارقين، بحسب “الحمادين” ببعض السكان المقيمين في المخيمات لتشكيل مجموعات صغيرة تعمل على حراسة المخيم ليلاً بدلاً عن أجهزة الأمن، وذلك في محاولة منهم للتخفيف من تلك الحالات.
ويرى سامر الدحروج (30 عاماً)، الذي يسكن في مخيم العزة على الحدود السورية التركية قرب أطمة، أن السبب في ازدياد ظاهرة السرقة، يتلخص في “غياب الرقابة بالدرجة الأولى، وتساهل الجهات المسيطرة مع السارقين وعدم معاقبتهم بشكل يساوي الجريمة التي قاموا بها”.