مختص في الشأن السوري لـنورث برس: إدارة ترامب ترفض منطقة آمنة برعاية تركيا
واشنطن – هديل عويس – NPA
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” بأنه سيترك بضعة مئات من الجنود في سوريا، معتبراً بأن الأمر لو كان لغيره “لترك أكثر من ذلك بكثير”.
وبهذا الخصوص يقول المختص في الشأن السوري ساشا روبيرت، الذي يكتب لصحف ألمانية وأمريكية عن الملف السوري منذ عقد من الزمن، أن ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلته مع “فوكس نيوز” قبل أيام عن سوريا، يشي بالوضع الجديد وهو “لا انسحاب نهائي”.
ماذا يعني هذا؟
يقول ساشا روبيرت، أن هذا البقاء في سوريا بعد الإعلان المتكرر عن انسحاب كامل وفوري، هو أحد نتائج المناوشات الإقليمية مع إيران، ويبدو أنه قرار تم التفاوض عليه بالفعل منذ فترة.
ويرى روبيرت في حديث لـ”نورث برس” بأن قرار إبقاء مئات الجنود، هو قرار وسطي أرضى المعترضين على الانسحاب من إدارة ترمب، ومكن الرئيس من استرضاء الجيش بالوعد بسحب بعض القوات.

ويقول روبرت، إن التهديدات التركية لها دور في البقاء في سوريا، وخاصة التهديد التركي بالهجوم على تل رفعت ومنبج وضمها إلى منطقة آمنة، إلا أنه من مراقبة اهتمام الإدارة بإبقاء عدد كبير من الجنود المتبقين في قاعدة “التنف” على الحدود ، ندرك أن قرار البقاء مدفوع بالدرجة الأولى بالاستراتيجية لمواجهة إيران.
وعن أهمية قاعدة التنف وارتباطها بشكل وثيق بمحاربة النفوذ الإيراني، يستطرد روبيرت؛ التنف قاعدة عسكرية مهمة جدًا للولايات المتحدة، ليس فقط لأنها توفر موطئ قدم في سوريا لا يمكن للحكومة السورية إزالته، ولكنها أيضاً توفر إمكانية مراقبة منطقة دير الزور، واحتمال وجود تهديد معين من إيران.
منطقة آمنة
ويرى روبرت، أن كل التأجيل الأمريكي وحتى التركي في البت بقرار نهائي حول المنطقة الآمنة، “يعني عدم القدرة على التوصل لأي اتفاق مرضي للطرفين بعد، ويعني أيضاً أن أمريكا لا تقدم الأمور لتركيا على طبق من فضة وبسهولة”.
ويكشف روبيرت عن أن أهم أسباب القلق الأمريكي من وعود تركية برعايتها للمنطقة الآمنة، هو أن تركيا في تحالف واحد مع إيران وروسيا، وتقوم بتنسيق أمني مع هذه الدول.
ويقول روبرت؛ “بالنسبة للولايات المتحدة فإن المنطقة الآمنة، تكون آمنة فقط إذا عاد إليها اللاجئون وعاشوا بسلام، وهذا ما تحرص عليه الحكومة التركية في وجه الضغوطات الشعبية خاصة من حزب الشعب الجمهوري ضد الأعداد الكبيرة من اللاجئين.”
ويضيف روبيرت “بالمختصر، أمريكا لن تقبل بما يشبه ما حدث في عفرين، فما حدث هناك ليس تأسيس لمنطقة آمنة تحوي اللاجئين الذين فقدوا بيوتهم، بل نموذج لمدينة احتلتها عصابة و تتقاسمها كتركة حرب”.
التقارب الروسي التركي
ويرى الكاتب والباحث ساشار روبيرت، “أنه من المهم أن لا ننسى بأن عملية (غصن الزيتون) والاستيلاء التركي على عفرين كان متزامناً مع التقدم العسكري السوري نحو خط الحجاز السابق أي محافظة حلب، ورأينا كيف دارت المعركتان بسلاسة بعدم تدخل سوري أو روسي في عفرين، وكذلك عدم تدخل تركي لصالح المعارضة في حلب”.
ويشير روبيرت، إلى أن هذه الخطوة كانت نقطة انطلاق تلاقي المصالح التركية الروسية، ولا يرى أي تفسير لعدم تقدم الجيش السوري تجاه عفرين غير “صفقة سورية – تركية بتسليم حلب”.
ويضيف روبيرت؛ وللتأكيد على فعالية “أستانا، والتنسيق العالي، هو “ملاحظاتنا قيام الحكومة السورية في أشهر سابقة باستفزاز إدلب بإذن غير رسمي من روسيا، الأمر الذي لم يكن يشي بحملة حقيقية ضد إدلب”.
ولكن بعد اجتماع أستانا الأخير والاتفاق الروسي التركي، “رأينا أن الحملة الفعلية ضد إدلب انطلقت، وكذلك بتنسيق بين أقطاب أستانا”.
تركيا الضامن للمعارضة
ويتابع روبيرت، “بناءاً على ما ذكرته سابقاً، والحقائق الكثيرة الموجودة على الأرض، فإن تركيا تسعى لضمان مصالحها من ناحية الأمن القومي في المقام الأول، و من ثم تحاول الحكومة الحالية ضمان فوز سياسي وعودة سياسية قوية لحزب العدالة والتنمية، وهذا لن يحدث في ظل استمرار تصدير سوريا للأزمات واللاجئين إلى تركيا، وبالتالي تركيا تنسق مع روسيا لتحقيق أهدافها، ولن تفعل ما لم تفعله في السابق، وحتى نقاط المراقبة التركية أثبتت أنها لأسباب أمنية تركية بحتة، ولن ترفع بندقية في وجه معتدي (إيراني ، سوري أو روسي) يهاجم إدلب”.