كتاب الحرب السورية.. وجهة نظر في الأسباب والنتائج (٢٠١١ – ٢٠١٥)

دمشق ـ نورث برس

صدر كتاب “الحرب السورية”، للكاتب كمال ديب، في طبعته الأولى عن دار النهار، بيروت، 2015، ويتكون من 584 صفحة من القطع الكبير، وتدور محاوره حول تاريخ سوريا المعاصر منذ عام 1970 وحتى 2015.

والكتاب، هو سلسلة من تاريخ سوريا السياسي والاقتصادي، ويغطي المرحلة من 1970 إلى 2015. ويتضمن المعلومات الأساسية عن ظهور سوريا كدولة إقليمية منذ 1073.

ويتحدث بالتفصيل عن شخصيات تلك الفترة، من حافظ الأسد وعبد الحليم خدام ومصطفى طلاس وحكمت الشهابي ومحمد الخولي وفاروق الشرع ووليد المعلم ووزراء ومسؤولين رسميين آخرين.

وبحسب “ديب”، فقد حاول توخَّي الموضوعية والابتعاد عن الشوفينية، واعتمد مبدأ التعمق والتدقيق في اختيار المراجع. يقول: “لقد عثرت على عدد كبير من الكتب التي تشوه تاريخ وأحداث سوريا وتجانبها العداء”.

عن الكتاب، يقول البرلماني والسياسي البريطاني باتريك سيل: ملخصات فصول كتاب كمال ديب عن سوريا التي اطَّلعتُ عليها تبدو واعدة جداً.

ويغطي هذا الكتاب مسافة تاريخية طويلة بشكل شامل لم يسبقه إليه أحد. “الدكتور ديب يجعل تاريخ سوريا يُقرأ بسهولة وكأنه رواية سلسلة فيتحاشى التعقيدات والأكاديمية والنظرية ليمسك بيد القارئ من فصل إلى آخر”، بحسب “سيل”.

وجاء الكتاب في خمسة عشر فصلاً، غطت جوانب عدة من تاريخ سورية الحديث والمعاصر، أي منذ مرحلة التأسيس في السبعينيات القرن الماضي، وحتى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتخللتها عناوين فرعية كثيرة ومتباينة، من قبيل: مشروع الفرات، والفساد، وأحداث حماه، وخروج رفعت، والحرب العراقية الإيرانية، وحرب الكويت، والاقتصاد السوري حتى العام 2000.

وأيضاً، ربيع دمشق، والتحديات الاقتصادية حتى 2010، وغزو العراق، ولماذا سوريا مستهدفة؟ والأدوار الإقليمية في الحرب السورية، وتراجع الجيش الحر، وتقدم جبهة النصرة، والسعي لإنهاء الحرب، وأخيراً، ظهور الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

ويشير “ديب” في كتابه هذا، إلى أن لسوريا تاريخ عريق يعود إلى آلاف السنين، وُلدت فيها امبراطوريات وديانات وحضارات. رموزها تربط الماضي بالحاضر، ومدنها يسكنها السوريون بشكل متواصل منذ آلاف السنين.

وينظر إلى أحداث 2011 على أنها مرتبطة بتاريخ سوريا الطويل. ذلك أن تمسك شعبها بالمدنية وابتعاده عن التطرف الديني والإثني يعني أنها ستربح الرهان في أزمتها الحاضرة وتعود إلى السلام والحرية، بحسب “ديب”.

ويضيف: “سوريا هذه، بلد الحضارة والثقافة، ومهد المدنية، عاشت منذ صيف 2011 أحداثاً دامية تدمي القلوب، وناهز عدد ضحاياها 200 ألف قتيل، ونصف مليون جريح، وفاق عدد المهجّرين داخلها وفي الدول المجاورة أربعة ملايين مواطن، وأصاب الأذى الفادح مدنها السبع الكبرى.”

كمال ديب، من أصل لبناني، ويحمل دكتوراه في الاقتصاد، ويعمل أستاذاً جامعياً في كندا. صدر له: “بيروت والحداثة.. الثقافة والهوية من جبران إلى فيروز، وهذا الجسر العتيق – سقوط لبنان المسيحي، ويوسف بيدس إمبراطورية إنترا وحيتان المال في لبنان”. كما صدر له كتب ودراسات أخرى بالعربية، وأيضاً، بالفرنسية والإنكليزية، والألمانية.

إعداد وتحرير: نور حسن