مزارعون يتذمرون من خسارتهم في محصول السمسم شرقي دير الزور
دير الزور – نورث برس
يقارن مشعان التركي (٦٣ عاماً) من سكان ريف مدينة هجين ١٠٠ كم شرقي دير الزور، شرقي سوريا، بين موسم محصول السمسم هذا العام والأعوام السابقة.
وتعرض “التركي” لخسارة “كبيرة” هذا العام إذا ما قارنها بموسم العام الماضي، نظراً لرداءة البذار وقلة مياه الري وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات.
وشهدت مناطق ريف دير الزور تراجعاً في القطاع الزراعي نتيجة مراحل الحروب وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات بعد حبسها من تركيا.
خسائر مضاعفة
وقال “التركي”، الذي يملك سبع دونمات من الأرض زرعها بالسمسم، إن إنتاجه هذا العام من الدونم الواحد لمحصوله كان خمسة كيلو غرامات، بينما العام الماضي قارب الـ75 كيلو غرام.
وتلف البذار وعدم صلاحيتها للزراعة كان من أبرز أسباب الخسائر في إنتاج المحصول، إضافة لارتفاع أسعار الأسمدة التي يصفها “التركي” بأنها “فاقت قدراته المادية”.
ووصل سعر كيس السماد وزن 50 كيلو غرام من ٧٥ إلى ٨٠ ألف ليرة سورية في الأسواق الحرة بريف دير الزور.
قلة مواد
وأضاف “التركي” أن من أسباب خسارته قلة مياه نهر الفرات ما يصعب من عملية استجرارها عبر محطات الري على النهر، إذ لجأ مزارعون لحفر الآبار الارتوازية لسقاية أراضيهم، والتي يقولون إن مياهها أقل فائدة للمحاصيل مقارنة بمياه النهر.
ومنذ أشهر، خفّضت تركيا من تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، ما أثار مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.
وساهمت قلة الأدوية والمبيدات الحشرية بتراجع الموسم، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات المازوت (الديزل) الذي وصل سعر الليتر الواحد منه إلى 800 ليرة سورية مقارنة بالموسم الماضي حيث كان بـ٤٠٠ ليرة سورية، بحسب “التركي”.
بالإضافة إلى ارتفاع أجرة حرث الأرض بالجرارات حيث يتقاضى أصحابها ٢٥ ألف ليرة سورية للدونم الواحد، بينما كانت العام الماضي عشرة آلاف ليرة.
ويرى “التركي، أن على المنظمات الدولية تكثيف دعم القطاع الزراعي في ريف دير الزور، لأن الزراعة تعد مصدر دخل رئيسي للسكان هناك.
ومن جانبه يرجع حسين الحسين (37 عاماً) وهو مزارع من مدينة هجين 100كم شرقي دير الزور، خسارته من زراعة السمسم لهذا العام لارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية والمبيدات الحشرية، وقلة توفر المياه نتيجة انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.
وقال: “خسارتنا هذا العام كانت غير مسبوقة”.
وخسر “الحسين” ثلاثة مواسم متتالية، “خسرت في موسمي القطن والقمح لكن الخسارة الكبرى كانت في محصول السمسم”.
ويشتكي “الحسين” من غلاء أسعار السقاية من محطات الري التي كلفته خمسين ألف ليرة سورية لأرضه البالغ مساحتها سبعة دونمات، مع صعوبة الحصول على دوره في السقاية، “لا يسمحون بالري إلا بعد فوات الأوان”.
وتقوم محطات الري في ريف دير الزور بتوزيع أدوار السقاية على المزارعين بحسب كم ونوع الأراضي المزروعة وما تحتاجه من السقاية، بحسب تقديرات لجنة الزراعة بريف دير الزور الشرقي.
وتحتاج زراعة السمسم إلى الريّ ثماني مرات، إلا أن “الحسين” اكتفى بستة مرات فقط وبتكلفة 300 ألف ليرة سورية لعدم استطاعته تحمل تكاليفها كاملة.
ويقترح “الحسين” أن تخصص محطات الري لسقاية الأراضي بثلاثة آلاف ليرة سورية بدل سبعة آلاف لكل دونم مع توفره بشكل دائم ليستطيع المزارع دوام الزراعة.
دعم قريب
وقال جندي الطعمة، رئيس لجنة الزراعة في ريف دير الزور الشرقي، في تصريح سابق لنورث برس، “إن المازوت المدعوم من لجنة الزراعة سيكون وافراً بعد الانتهاء من التراخيص.
وأضاف “الطعمة” أن إحصاء الجمعيات التابعة للجنة ورقيات كل بلدة أو قرية أصبحت جاهزة مع كشوفات كاملة.
ومن المقرر ترخيص المشاريع الخاصة خلال الشهر الجاري، “وسيتم توفير السماد والبذار بسعر مدعوم وكميات كافية، بهدف مساعدة المزارعين وتخفيف أعباء الزراعة”، بحسب الطعمة.