وفاة صاحب مشروع “التراث والتجديد”

دمشق ـ نورث برس

توفي، الخميس، المفكر المصري حسن حنفي، عن عمر ناهز 86 عاماً، ويُعدُّ أحد أبرز منظري التيار اليساري الإسلامي، وتيار “علم الاستغراب”. وترك العديد من الكتب والإسهامات الفكرية التنويرية التي تصب كلها في مشروع فلسفي متكامل لتطوير الفكر العربي الإسلامي.

ولد حسن حنفي بالقاهرة عام 1935، وحصل على الإجازة في الفلسفة عام 1956، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، عن رسالتين: تأويل الظاهريات، وظاهريات التأويل. قضى في تأليفهما قرابة 10 سنوات، وفي عام 2006 قام بترجمتهما إلى اللغة العربية.

وأتقن اللغة العربية، والفرنسية، والإنكليزية، والألمانية. وقام بإنجازات والإسهامات هامة في حقلي التأليف والترجمة: نماذج من الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط، (ترجمة). رسالة في اللاهوت والسياسة (ترجمة). لسنج: تربية الجنس البشري، (ترجمة). سارتر: تعالي الأنا موجود (ترجمة). التراث والتجديد. مقدمة في علم الاستغراب. من العقيدة إلى الثورة (5 أجزاء). الدين والثورة في مصر (8 أجزاء). من الفناء إلى البقاء (جزءان).

وصِف كتابه التراث والتجديد بأنه “مانيفيستو حسن حنفي”، لما فيه من حفرٌ عميق في القرون التي تجمد فيها عقل الأمة العربية الإسلامية، وحدد بذلك موقفه من التراث، وأسس معالم لمشروعه الفكري – التنويري.

يسأل حنفي: ما التراث والتجديد؟ ويجيب: التراث هو كل ما وصل إلينا من الماضي داخل الحضارة السائدة؛ فهو إذن قضية موروث وفي نفس الوقت قضية معطى حاضر على عديد من المستويات.

وفي موضع آخر من الكتاب، يرى أن التراث والتجديد، حتى الآن تتنازعها حلول ثلاث، وهي: الاكتفاء الذاتي للتراث، ويكشف هذا الموقف عن النفاق والعجز والنرجسية. والاكتفاء الذاتي للجديد.

ويرى حنفي فيه قصور النظرة العلمية، والتقليد، والازدواجية. وأخيراً، التوفيق بين التراث والتجديد، أي الأخذ من القديم بما يتفق مع العصر.

يقول محمد حسين، مدير عام دار الأمير في بيروت: “انصب اهتمام حنفي على مشروع التراث والتجديد، حيث ينقسم مشروعه إلى ثلاثة مستويات من الخطاب: الأول، للمتخصصين، والثاني، للفلاسفة والمثقفين، بغرض نشر الوعي الفلسفي وبيان أثر المشروع في الثقافة، والأخير، خصصه للعامة، وذلك بغرض تحويل المشروع إلى ثقافة شعبية سياسية تحاكي وجدان الناس”.

وأضاف: “لقد تتلمذ الكثير من المفكرين على يديه، وترك أثره الواضح في العديد منهم. وسواء اتفقت مع حنفي أو اختلف معه، فمن المؤكد أن بصماته الفلسفية والمعرفية ستبقى حاضرة في النقاش الفكري والسؤال الحضاري إلى أمدٍ غير قريب”.

وحصل الدكتور حسن حنفي على عدة جوائز محلية وعالمية. منها: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 2009، وجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية 2015، وجائزة المفكر الحر من بولندا، وتسلُّمِها من رئيس البلاد رسمياً.

إعداد وتحرير: نور حسن