صحيفة إسرائيلية: الهجوم على قاعدة التنف رسالة إيرانية

القامشلي ـ نورث برس

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، السبت، إن الهجوم على قاعدة التنف العسكرية الأميركية جنوب شرقي سوريا، هو “بمنزلة رسالة لإسرائيل والولايات المتحدة من إيران بأنها مستعدة للحرب”.

وأضافت الصحيفة إلى أن الهجوم يشير إلى “تحول الحرب في سوريا، والقتال بين الفصائل المختلفة هناك أخيراً”.

وقبل يومين، استهدفت طائرات مسيّرة ملغمة قاعدة التنف العسكرية الأميركية، جنوب شرقي سوريا، قرب الحدود مع العراق والأردن، التي يستخدمها “التحالف الدولي”.

وتقع قاعدة التنف العسكرية في المنطقة 55، بالقرب من مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق جنوبي سوريا، أنشأها “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتّحدة في العام 2016، في إطار حربه ضدّ “تنظيم الدولة”.

وعلى مقربة من القاعدة، الواقعة على طريق بغداد – دمشق الاستراتيجي، تتمركز فصائل مسلّحة مدعومة من إيران.

واعتبر المحلل العسكري في حديث للصحيفة الإسرائيلية، رون بن يشاي، أن الهجوم “يشير إلى تصاعد في سياسة فيلق القدس الإيراني في المنطقة، وربما يهدف أيضاً إلى الضغط على واشنطن بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران”.

وأضاف أن “تغير طبيعة الحرب في سوريا يشتمل على تغيير في أنماط النشاط الإسرائيلي في المنطقة في إطار سياسة (الحرب بين الحروب)، التي تهدف إلى وقف التمدد الإيراني في سوريا”.

وأشار بن يشاي إلى أن قاعدة التنف بالنسبة لإسرائيل “بقيت خارج الحرب في سوريا، لأن القوات فيها عملت ضد داعش بالأساس، ولأنها بعيدة عن قواعد الفصائل الموالية لإيران”.

وقال إن “القاعدة صغيرة وتضم نحو 400 من العسكريين والمدنيين الأميركيين، وعشرات من أفراد المخابرات العسكرية البريطانية والفرنسية المكلفين بجمع المعلومات الاستخبارية عن القوات المتبقية لداعش”.

ويرى المحلل الإسرائيلي، أن سبب الهجوم، الذي كان الأول من نوعه على قاعدة التنف هو “الغارات الإسرائيلية، خلال الأشهر الماضية، ضد قواعد الفصائل الموالية لإيران في منطقة دير الزور والمعبر الحدودي مع العراق في مدينة البوكمال، والتي تعتقد إيران أنها انطلقت من قاعدة التنف”.

وأضاف بن يشاي أنه “إذا كانت الهجمات نفذتها طائرات أو قوات خاصة إسرائيلية من منطقة التنف لاستهداف قواعد الفصائل الإيرانية، فإنها جاءت بعد دراسة متأنية، لأن المنطقة لا يوجد فيها سوى عدد قليل من الدفاعات الجوية السورية، وهي منخفضة التقنية وليست تهديداً خطيراً”.

وأشار إلى أنه “قد يكون هناك سبب سياسي أيضاً لاستخدام التنف كنقطة انطلاق للضربات”.

وأعرب عن اعتقاده في أن “غارات إسرائيل على سوريا أحرجت روسيا، لأن دفاعاتها الجوية عجزت عن وقف الهجمات أو الدمار الناجم عن الغارات، رغم ادعائهم عكس ذلك”.

وقال إن الادعاءات الروسية باعتراض هجمات إسرائيل في سوريا تأتي من جراء “مصلحة اقتصادية”.

وأضاف: “روسيا مهتمة ببيع أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، والتقارير عن إخفاقها تضر بمثل هذه الجهود وتضر بسمعة صناعة السلاح الروسية”.

وكالات