القافلة – كروان.. حكاية طفلة في النزوح والتهجير القسري

دمشق ـ نورث برس

تسمح السينما، بالغوص في التفاصيل واستعادة ذكريات عميقة تساعد على تفسير أشياء كثيرة في حياتنا، وخاصة حياة الناس في خِضم الحروب. من هنا، بدت الحاجة ملحة بالنسبة للمخرج السوري – الكردي محي الدين أرسلان، في فيلمه (قافلة أو كروان بالكردية)، لإعادة النظر في تفاصيل مدينة عفرين وسكانها.

وفيلم قافلة، من حيث التصنيف، يندرج ضمن أفلام الانيمشن (الرسوم المتحركة)، وهو من إنتاج كومين فيلم روج آفا (آفرين) عام ٢٠٢٠. يعبر الفيلم عن قافلة النزوح العفريني القسري بعد سيطرة تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها على عفرين عام ٢٠١٨.

حول فيلم “قافلة” والذي عُرض في مهرجان العودة السينمائي الدولي في دورته الخامسة، تحت شعار “انتظار العودة عودة”، تحدث المخرج         محي الدين أرسلان لنورث برس، قائلاً: “هي عبارة عن لوحة جدارية رسمت بريشة الطفلة المهجرة (روشان سينو) على جدار منزل، والتي اضطرت هي وعائلتها السكن فيه”.

ويضيف أن الجدار، كما كل جدران بيوت مدينة الشهباء، يعاني من الشقوق بسبب الضربات أثناء الحرب الضروس التي شهدتها القرى والمدن السورية.

والملفت أنّ الطفلة ناغمت عناصر لوحتها مع تلك الشقوق في الجدار لتسرد وتنسج من خلالها حكاية نزوح وتهجيرٍ قسري.

وحول عمليات التصوير، يقول “أرسلان”: حاولنا أثناء الإخراج الحفاظ على التفاصيل التي عشناها ونحن نصعد جبل ليلون (الأحلام) دون أن ننظر للخلف إلى عفرين، لأننا على أمل العودة القريبة.

مثلما كانت قافلة النزوح تستمر في المسير صعوداً لعدة أيامٍ بلياليها، أردنا أنْ نعكس ذلك في الفيلم، فكانت الكاميرا ترصد دون انقطاع تفاصيل اللوحة الجدارية. كما كان لمسرحي عفرين دورهم في بعث الروح في اللوحة الصامتة من خلال إعادة تراجيديا النزوح بأصواتهم التي تناغمت مع الموسيقا التصويرية .

وحول العمليات الفنية أشار “أرسلان” إلى إضافة بعض المؤثرات التي حركت اللوحة الصامتة فتوالت الفصول والقافلة في صعود.

ورأى أن الفيلم يشدد على “المقاومة وحق العودة” وهذا ما كان منسجماً مع مهرجان العودة السينمائي الدولي الذي ماتزال عروضه مستمرة في فلسطين وهي المشاركة الدولية الثانية للفيلم منذ عام إنتاجه حيث كانت أولى المشاركات في مهرجان لندن الدولي للأفلام الكردية ٢٠٢١.

ورغم ظروف التهجير القاسية ونقص في التقنيات السينمائية، أشار “أرسلان” إلى دور الفن كسلاح للمقاومة في مجابهة المدافع والطائرات. “حيث أنّهم استطاعوا أن يوصلوا أصوات آلاف النازحين من خلال نسج فيلم مدته خمس دقائق.

فيلم “قافلة” من إنتاج كومين فيلم روج آفا(آفرين).٢٠٢٠. مدير الإضاءة والتصوير (مسعود كراد)، مساعدو التصوير (عبد القادر أحمد – بشار جليلاتي). الموسيقا التصويرية (ريزان بكر).

أما العازفون، فهم(محمد بلكو – شيار حج ناصر – فؤاد برازي) والغناء  (ريزان بكر- وخديجة خليل). كلمات الأغنية (ريزان بكر). سيناريو ورسوم الطفلة (روشان سينو)، المؤثرات الخاصة (بشار جليلاتي).

يُذكر أن المخرج “أرسلان” مواليد عفرين، 1982. يحمل إجازة في التربية من جامعة حلب، 2010. مدير كومين فيلم روج آفا (آفرين)، إقليم عفرين.

وفي 2006 التحق بدورة تخصصية في الإخراج المسرحي في دمشق مع الفنان الراحل نضال سيجري ود.عجاج سليم وغيرهم من الفنانين السوريين.

وهو مدير وأحد مؤسسي مهرجان ميتان المسرحي(عفرين 2014)، مدرس وأحد مؤسسي المعهد المسرحي (عفرين 2015)، عضو مؤسس وأحد أعضاء إدارة مهرجان ليلون السينمائي (الشهباء 2020)، عضو لجنة تحكيم مهرجان يكتا المسرحي (2019).

ومن أعماله المسرحية: حلم صيف (وليم شكسبير). قطار الاثنين، عن قصة الأديب (نيروز مالك) بازار، لكنه شرعي، حقائب سوداء، دروشه عفدي وغيرها من العروض المسرحية.

كما نال العديد من الجوائز الأدبية في الكتابة المسرحية على مستوى سورية.

أما أعماله السينمائية، فمنها: “بانتظار الحياة على متن طائرةٍ ورقية، قصة أحمد إسماعيل إسماعيل، سيناريو هيوا بطَّال. بلا رأس، سيناريو محمود جقماقي، وهو فيلم وثائقي عن مجازر داعش في كوباني وعفرين،وأعمال إخراجية أخرى.

إعداد وتحرير: نور حسن