“مسد”: مسارات اللجنة الدستورية تخلو من النتائج وتتماشى مع مصالح الدول

الرقة – نورث برس

قال رياض درار، الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الثلاثاء، إن مسارات اللجنة الدستورية السورية “تخلو من النتائج وتتماشى مع مصالح الدول التي ترعاها”.

وغاب عن اجتماعات اللجنة الدستورية بجولاتها الستة والتي عقدت خلال العامين الماضيين في العاصمة السويسرية جنيف أي ممثلين عن مناطق شمال شرقي سوريا بما فيها مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

وأشار الرئيس المشارك لـ”مسد” في حديث لنورث برس، إلى أن تغييب ممثلين عن شمال شرقي سوريا أو “مسد” عن اجتماعات اللجنة الدستورية جاء بـ”فيتو” تركي.

وتأسست اللجنة الدستورية السورية في أيلول/سبتمبر من العام 2019 بمرجعية القرار 2254 الخاص بالانتقال السياسي في سوريا، وعدد أعضاءها 150 عضواً يمثلون الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.

وأضاف “درار”: “موقف المعارضة السورية كان سلبياً تجاه مجلس سوريا الديمقراطية وإبعاده عن المشاركة في هيئة التفاوض وكان ذلك تماشياً مع موقف الحكومة التركية وسياستها تجاه المنطقة”.

وآخر جولات اللجنة الدستورية بدأ قبل يومين، إذ أجرى الرئيسان المشتركان للجنة الدستورية، هادي البحرة (وفد المعارضة)، وأحمد الكزبري (وفد الحكومة)، أول اجتماع مباشر قبيل انطلاق الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في سويسرا.

وتأسست الهيئة العليا للمفاوضات السورية في العاشر من كانون الأول/ديسمبر العام 2015 وانبثقت عن مؤتمر الرياض في السعودية، للتفاوض المباشر مع حكومة دمشق ضمن مسارات تشرف عليها الأمم المتحدة.

وشارك أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات السورية في اجتماعات جنيف 3 وجنيف4 ومفاوضات استانا، وتتألف الهيئة من 32 عضواً، تسعة منهم من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية وعشرة من فصائل المعارضة المسلحة وخمسة من هيئة التنسيق الوطني وثمانية مستقلون.

لا جدية بالموقف الدولي

وأشار “درار”، إلى غياب الجدية في مواقف ممثلي الأمم المتحدة في المفاوضات “لأنهم رعوا مصالح الدول المتدخلة بالشأن السوري على حساب مصلحة الشعب السوري”.

وذكر “درار”، أنهم تلقوا وعوداً حول إمكانية مشاركة “مسد” في اجتماعات اللجنة على اعتبارها أنها تدير منطقة يصل عدد سكانها إلى ما يقارب الخمسة ملايين نسمة، “لكن لم يتم الإيفاء بها”.

وقال إن مجلس سوريا الديمقراطية أدرك منذ البداية أن مسارات التفاوض “تخلو من النتائج وتتماشى مع مصالح الدول”.

وشدد “درار”، على ضرورة مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية وأن المجلس يأمل بالمشاركة على اعتبار أنه يمثل ملايين السوريين. “هم الآن في المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية”.

والأحد الفائت، قال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إن وفدي الحكومة والمعارضة السورية اتفقا على البدء بصياغة مسودة إصلاح دستوري الأسبوع المقبل.

وأجرى وفد من “مسد” خلال أيلول/سبتمبر الماضي، زيارات خارجية لروسيا وللعاصمة الأميركية واشنطن، التقى خلالها بشخصيات سياسية ومسؤولين أميركييّن، إلى جانب مشاركة أعضاء من “مسد” في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني.

وقال مسؤولون من مجلس سوريا الديمقراطية إن الزيارات بحثت الانتهاكات التركية في المنطقة، والعملية السياسية في سوريا وضرورة مشاركة “مسد” فيها.

“فشل اللجنة الدستورية”

وقال مدير منظمة مدنية تجري جلسات وأبحاثاً حول المسألة الدستورية في سوريا، إن استمرار غياب ممثليّن عن شمال شرقي سوريا يفشّل اجتماعات اللجنة الدستورية.

وقال فاروق حجي، المدير التنفيذي لمنظمة برجاف للتنمية والإعلام، إنه “من الأولى أن تمثل اللجنة الدستورية كافة المكونات والقوى المجتمعية من الشعب السوري بما فيها ممثلين عن الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني في شمال شرقي سوريا”.

وأضاف “حجي”، لنورث برس، أن هناك رسائل سابقة، لم يُستجب لها، وِجّهت للقائمين على تنظيم اجتماعات اللجنة الدستورية، تضمنت ضرورة إشراك شخصيات سياسية من الإدارة الذاتية أو شخصيات من المجتمع المدني في اللجنة.

واعتبر “حجي”، أن “التشاؤم” يطغى على المتابعين لاجتماعات اللجنة الدستورية بمن فيهم الأعضاء ذاتهم الذين يحضرون تلك الاجتماعات.

وذكر “حجي”، أن توزيع مقاعد اللجنة الدستورية بين مندوبين من حكومة دمشق والمعارضة، “يبين تماسك وفد الحكومة بسبب مركزية القرار على عكس وفد المعارضة غير المنسجم”.

إعداد: عمار عبد اللطيف ـ تحرير: زانا العلي