منبج ـ نورث برس
يعيش أحمد حمود (40 عاماً) من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، وهو رب عائلة من ثمانية أشخاص، حالة من الترقب بعد التصريحات التركية الأخيرة التي تهدد خلالها بشن عملية عسكرية في مناطق شمال شرقي سوريا “قد تستهدف مدينته”.
وفي الحادي عشر من هذا الشهر، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بعد ادعائه بأن قسد “شنت هجوماً أدى لمقتل جنديين تركيين”.
وقال “حمود” لنورث برس، إنه ومنذ بداية الأحداث في سوريا “ونحن نعيش حالة من عدم الاستقرار والخوف دائماً من المصير المجهول الذي ستؤول إليه المنطقة”.
ويرى “حمود” أن مدينة منبج تعيش الآن نوعاً من الاستقرار والأمان على عكس باقي المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية أو الحكومة السورية، “إلا أن هذا الأمن والاستقرار دائماً ما تحاول تركيا أن تخربه بشتى الوسائل”.
وفي الخامس عشر من آب\أغسطس عام 2016 استطاعت قوات مجلس منبج العسكري طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بدعم من قوات التحالف الدولي من مدينة منبج بعد معارك دامت قرابة الشهرين والنصف.
حل سياسي
ويتمنى “الحمود” أن لا تقف الدول الفاعلة في الملف السوري موقف المتفرج، وشدد على ضرورة أن تتحرك لكبح جماح الأطماع التركية في المنطقة في إطار حل سياسي يجنب سكان شمال شرقي سوريا ويلات الحرب والنزوح.
ويرى عبد القادر سواس (٤٥عاما)، وهو نازح من مدينة حلب وصاحب معمل صنع بطاريات في مدينة منبج، أنها “المدينة المثلى للأمن والاستقرار والاستثمار”.
ويتخوف “سواس” كسابقه من تنفيذ تركيا لتهديداتها واجتياحها للمنطقة، “حينها سنضطر للنزوح مرة أخرى كما نزحنا قبل خمس سنوات من مدينة حلب وقصدنا مدينة منبج”.
ويقول لنورث برس: “لا نحبذ أن يعيش السكان مرارة النزوح والابتعاد عن مدينتهم كما عشناه سابقاً خوفاً من بطش الفصائل الموالية للجيش التركي والتي تقوم بأعمال السلب والنهب والاعتقالات التعسفية إبان سيطرتها على أي منطقة”.
ويضيف “سواس”: “يجب أن يكون هناك حل يبعد شبح الحرب عن المدنيين الأبرياء”.
كما حمل قوات التحالف الدولي، مسؤولية الوفاء بالتزاماتها تجاه المنطقة ومنع أي عمل عسكري يهدد استقرار سكان مدينة منبج التي أصبحت ملاذاً آمناً للنازحين.
“مراقبة عن كثب”
من جهته قال شرفان درويش المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج، إنهم يأخذون التصريحات والتهديدات التركية على محمل الجد ويراقبون الوضع عن كثب.
وأضاف درويش لنورث برس، أن مهمة قوات مجلس منبج الأساسية هي الدفاع عن سكان المدينة ضد أي خطر خارجي، “نحن بالنهاية لسنا دعاة حرب ولكن إن فرضت علينا سندافع عن أنفسنا في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس”.
وعوَّل “درويش” على الاتفاقات الموقعة بين الجانبين التركي والأميركي من جهة والتركي والروسي من جهة أخرى لإيقاف إطلاق النار في المنطقة.
ويقوم مجلس منبج العسكري بوضع جميع الأطراف الراعية للاتفاقيات بحقيقة ما يحدث على الأرض، بحسب درويش.
وأضاف المتحدث باسم المجلس العسكري، أنه بعد كل سنوات الحرب “نطمح لأن تكون هناك حلول سياسية تجنب السكان أي عمليات عسكرية. فالسكان من حقهم العيش بأمن وأمان بعيداً عن الحروب التي تفتك بالمنطقة منذ عشر سنوات”.
وأشار درويش إلى أن “تركيا تحاول توسيع رقعة احتلالها للمزيد من الأراضي السورية تحت ذريعة حماية أمنها القومي، وهي حجج واهية وباتت مكشوفة للجميع فنحن لم نشكل خطراً على الإطلاق على أمنها القومي في يوم من الأيام”.
وطالب المتحدث الرسمي باسم مجلس منبج العسكري، السكان في المدينة “بعدم الانجرار وراء الشائعات والأكاذيب التي تحاول الدولة التركية نشرها لبث الخوف والهلع في صفوف المدنيين”.