مباحثات حول الملف النووي والعلاقات الإقليمية والدولية بين إيران وروسيا
القامشلي ـ نورث برس
وصل محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أمس الأحد، إلى روسيا، على رأس وفد عسكري، تلبية لدعوة وزير الدفاع الروسي, سيرغي شويغو، لإجراء مباحثات معه حول العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية.
والملف النووي من أهم النقاط التي سيتم النظر فيها, إثر تصاعد خلافات إيران مع الغرب، وتوتر العلاقات مع أذربيجان في جنوب القوقاز, إضافة إلى أن الاجتماع سيتطرق لبحث العلاقات الدفاعية والعسكرية و”مكافحة الإرهاب” بين البلدين.
وجاء ذلك بعد انتهاء باقري من زيارة مماثلة لباكستان، استمرت أربعة أيام، التقى فيها مع رئيس الوزراء الباكستاني, عمران خان، وقائد الجيش قمر جاويد باجوا, في ظل امتعاض إيراني غير معلن من مشاركة باكستان في مناورات “الإخوة الثلاثة ” العسكرية مع تركيا وأذربيجان في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ويرى مراقبون أن إيران تسعى من خلال التوجه شرقاً إلى تنويع خياراتها في السياسة الخارجية في مواجهة الضغوط الأميركية والأوروبية، وهذا يستدعي تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات مع الصين وروسيا، التي تؤكد طهران أن علاقاتها معهما “استراتيجية”.
وفي موسكو, أشار “باقري” إلى تطوير العلاقات الدفاعية والأمنية والعسكرية مع روسيا، وقال في تصريح له، إن “التعاون العسكري بين إيران وروسيا سيزداد في ظل التوجه نحو الشرق، الذي تتبعه الحكومة الإيرانية الـ13”.
وأضاف أن بلاده “تتعاون مع روسيا في جميع الأبعاد العسكرية”، وشدد على أن التعاون بين القوات الإيرانية والروسية “سيتعزز حتماً”, وأن أحد أهداف زيارته هو متابعة صفقات شراء الأسلحة من روسيا بعد انتهاء الحظر التسليحي.
وتحاول إيران انتهاز فرصة الحظر التسليحي عليها دولياً، بعد الانتهاء من الحظر في تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2020, لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أصدر أمراً بمواصلة الحظر التسليحي عليها، محذراً من مخالفة ذلك، وهو ما يشكل تحدياً أمام الصفقات العسكرية الإيرانية مع الدول الأخرى.
وفي آب/أغسطس الماضي، قال السفير الروسي لدى طهران، لوان جاغريان، أن “التعاون العسكري التقني بين روسيا وإيران له تاريخ طويل يتجاوز 50 عاما”, وكشف عن مفاوضات إيرانية روسية حول “طيف واسع من الأسلحة” بعد انتهاء الحظر الأممي على إيران.
وكشف “باقري”، بعد زيارته باكستان، للإعلام الإيراني، عن التوصل إلى “اتفاقات جيدة” مع المسؤولين الباكستانيين، مشيراً إلى اتفاق تنظيم مناورات بحرية مشتركة في الفترة المقبلة في المياه الباكستانية والإيرانية.
كما تم التوصل لاتفاق على “تنظيم مسابقات عسكرية بين القوات ، ودورات تدريبية للطيارين الإيرانيين في باكستان، وإجراء تدريبات مشتركة لمكافحة الإرهاب في إيران، ونقل متبادل للتجارب في الصناعات العسكرية وتطوير التعاون الاستخباري بين البلدين”.