موسم التفاح في حماة مهدد بالتلف

حماة- نورث برس

يتخوف منذر السوادة (48عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع في قرية كفركمرة بريف حماة، وسط سوريا، من تلف موسم أشجار التفاح لديه وتعرضه لخسائر “كبيرة” بسبب عدم قدرته على تصدير المحصول للخارج وانخفاض سعره، في ظل عدم وجود برادات كافية في منطقته لحفظه.

واضطر المزارع، وفقاً لما ذكره لنورث برس، لبيع قسم من محصوله بأقل من سعر التكلفة، والذي بلغ 400 ليرة للكيلوغرام الواحد قبل أن يتلف المحصول.

وبحسب تجار خضراوات في حماة، فإن غرفة زراعة حماة رفضت منح شهادات منشأ للمصدرين، لتصدير التفاح إلى الخارج و”السبب هو عدم مطابقة التفاح لمعايير التصدير وتم تحويل الكميات للأسواق في حماة والمناطق الأخرى في سوريا”.

ويزرع التفاح في مناطق بريف حماة كمصياف وكفركمرة والأشرفية وعكاكير وتين السبيل وحرمل وعوج برشين وبشنين و برشين  وقصراية وغيرها من القرى والبلدات.

وقد قدر إنتاج محافظة حماة من التفاح هذا العام بأكثر من 18300 طن، وفقاً لما أفاد به رئيس دائرة التخطيط في زراعة حماة لوكالة “سانا” التي تديرها الحكومة السورية.

وتقدر أعداد أشجار التفاح في محافظة حماة بنحو1.2 مليون شجرة.

تكاليف مرتفعة

ويعاني مزارعو التفاح في حماة هذا العام من صعوبات أبرزها عدم تصدير الإنتاج للخارج وانخفاض الأسعار في السوق المحلية والتي، بحسب قولهم، لا تغطي تكاليف الإنتاج، إضافة لارتفاع أجور اليد العاملة، في ظل عدم كفاية البرادات في المنطقة للحفظ.

وأشار “السوادة” إلى أن العديد من مزارعي التفاح قطعوا أشجارهم وقاموا ببيعها كحطب للتدفئة وزرعوا بدلاً عنها محاصيل أقل تكلفة.

وأضاف أنه يفكر بقطع الأشجار وزرع محصول الشعير وذلك بسبب الخسائر التي يتعرض لها، “فأسعار السماد والمازوت الذي يستخدم لتشغيل المولدات لسقاية الأشجار مرتفعة، إضافة لارتفاع أجور اليد العاملة والشحن لسوق الهال”.

وبلغ سعر الطن الواحد من سماد السوبر فوسفات مليون و112 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر مبيع الطن الواحد من سماد اليوريا إلى مليون و366 ألف ليرة، بينما يباع الطن الواحد من سماد نترات الأمونيوم بـ789 ألفاً و600 ليرة، بحسب مزارعين.

وتبلغ أجور اليد العاملة ألفي ليرة سورية في الساعة، ويتراوح سعر نقل المحصول من أرضٍ بريف حماة إلى سوق الهال الواقع في المدينة بين 150 و200 ألف ليرة سورية.

برادات متوقفة

ومنذ أكثر من أسبوع، قام وفد مؤلف من عدة مزارعين بزيارة محافظ حماة للمطالبة بوضع حل لمشكلة تسويق التفاح وتأمين التغذية الكهربائية اللازمة لبرادات حفظ التفاح والتي توقف عدد منها بسبب عدم توفر الكهرباء.

وقال عبدالرحمن البركات (62عاماً) وهو اسم مستعار لمزارع من ريف حماة، إن الوفد تلقى وعوداً بتحسين الواقع الكهربائي وتصريف المحصول إلى السورية للتجارة لتقوم ببيعه وتعويض جزء من الخسائر.

وأضاف: “مضى أسبوع على زيارة الوفد ولم تلقَ القرى أي تحسن ملموس في ساعات وصل الكهرباء، بل هناك ازدياد في ساعات التقنين”.

وهذا العام توقف أصحاب برادات لحفظ الفواكه والخضراوات في حماة عن العمل نتيجة ازدياد ساعات تقنين الكهرباء وارتفاع سعر المازوت في السوق السوداء.

ويتهم أصحاب البرادات الحكومة السورية بتعطيل عملهم ودفعهم لإيقاف براداتهم عن العمل بسب “التقنين الجائر” للكهرباء.

وفي الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت شركة كهرباء حمص عن تأمين التغذية الكهربائية للمناطق التي يتواجد فيها برادات لحفظ التفاح ومنها كفرام وحدية وحاصور وعيون الوادي ورباح بريف حمص الغربي بنظام ثلاث ساعات وصل مقابل ثلاث ساعات قطع.

لكن أصحاب برادات في ريف حماة قالوا: “الكهرباء تأتي في مناطقهم 30 دقيقة إلى ساعة مقابل خمس ساعات قطع وأحياناً تزداد ساعات القطع”.

وتتوزع برادات التفاح في القرى والمناطق التي يزرع فيها التفاح من أجل تخزينها لضمان عدم تلفها.

ويقول جلال الكسار(35عاماً) وهو صاحب أحد برادات حفظ الخضار والفواكه في مدينة مصياف بريف حماة الغربي إن “الكهرباء في مصياف تأتي نصف ساعة مقابل ستة ساعات قطع”.

ويضيف: “الحكومة تهمل الخدمات في حماة بالرغم من أن المدينة تعد من أهم المدن في الزراعة على مستوى سوريا حيث يتم إرسال الخضار والفواكه من حماة إلى دمشق”.

ويشير إلى أن سعر المازوت في السوق السوداء يبلغ أربعة آلاف ليرة لليتر الواحد، “ومن الصعب تأمين كميات كبيرة لتشغيل مولدات البرادات، الأمر الذي ينعكس سلباً على عملنا ويدفعنا لإيقاف البرادات عن العمل والاتجاه لأعمال أخرى”.

إعداد: علا محمد –  تحرير: سوزدار محمد