سياسي سوري: بيدرسن يتعامل مع التسويات وعدم مشاركة مكوّنات الشمال في صياغة الدستور يعرقل الحلّ
NPA
رأى رئيس التيار العربي المستقل محمد خالد الشاكر أنّ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، يتعامل مع "التوافقات والتسويات" السياسية الدولية في إيجاد حلّ للأزمة السورية، مؤكّدا أنّه يجب أن يكون الحلّ سوريا ناتجاً عن "توافق محلي"، كما أشار إلى أنّ عدم مشاركة مكوّنات المجتمع السوري في شمال وشرقي البلاد، يعرقل مساعي إيجاد حلٍّ شاملٍ وتعميق الأزمة.
توافقات
ورأى رئيس التيار العربي المستقل محمد خالد الشاكر خلال حديثٍ مع "نورث برس" أنّ مسألة بناء الدساتير تحتاج إلى أن يكون هناك توافق بين "القوى المحلية" وأكّد أنّ المبعوث الدولي، غير بيدرسن، "يتعامل مع أمر واقعي" وأنّ اللجنة الدستورية هي "نتائج التوافقات والتسويات السياسية"، واعتبرها "مجرد تفاهماتٍ بين ثلاثي آستانا، ولم تشمل شمال وشرقي سوريا وترقى إلى مستوى التفاهمات الامريكية الروسية حتى يتشكّل الحلّ النهائي".
وكان القرار رقم /2254/ (في 2015) الصادر عن مجلس الأمن، نصّ على إعادة صياغة الدستور السوري، في إطار عملية انتقالٍ سياسي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، نهاية أيلول/سبتمبر الماضي "أعتقد بشدة أنّ تشكيل لجنة دستورية يتولى السوريون أنفسهم تنظيمها وقيادتها يمكن أن يشكّل بداية طريقٍ سياسيٍ نحو حلّ النزاع المستمر منذ العام 2011".
تباين
وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، اذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، بينما تقول المعارضة إنّ الهدف منها وضع دستورٍ جديد، فيما يقول محلّلون إنّه من غير المرجّح أن يوافق الرئيس السوري بشار الأسد على أيّ شيء قد يهدّد موقعه.
وتجري اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بحضور /150/ مندوباً يمثّلون الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، كخطوةٍ نحو إيجاد حلّ سياسي للحرب الأهلية التي اندلعت منذ أكثر من ثماني سنوات.
ولم تنجح الأمم المتحدة التي عقدت جولات محادثات متتالية بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف منذ العام 2016 في التوصل لتفاهم يمهّد لتسوية النزاع.
ويقول رئيس التيار العربي المستقل محمد خالد الشاكر إنّه "لا يوجد أيّ توافق من أعضاء الهيئة الذين خاضوا /9/ مفاوضات، وهم الآن أعضاء اللجنة الدستورية وبيدرسن يتعامل مع المسألة كمُنعكسٍ لتوافقات السياسية وليس من خلال دوره كمُيسّر".
عرقلة تركية
وتمنع تركيا مشاركة الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا في المحادثات لإيجاد حلّ للأزمة السورية، حيث يرى رئيس التيار العربي المستقل أنّ الطرفين مستمرين في مسألة "إطالة الصراع" سواء من الحكومة السورية أو المعارضة، و أنّ "الحكومة تقف وراءها روسيا والمعارضة تقف وراءها تركيا، وأنّ مسالة العرقلة والإطالة هي من مصلحة تركيا لتطبيق مشروع المجال الحيوي في شمالي سوريا عبر تتريك المنطقة والتغيير الديمغرافي".
ثلثٌ مُهمَّش
ويرى رئيس التيار العربي المستقل الدكتور محمد خالد الشاكر، أنّه يجب الاتفاق على جدولٍ موحدٍ للعمل في اللجنة الدستورية قبل إطلاقها، ويحكمه الطرفان، حيث كان على غير بيدرسن أن يحدّد الإجراءات الأولية قبل إطلاق اللجنة، وبالإضافة لتحديد جدولٍ زمني، وكل ما يحدث هو مجرد عرقلةٍ وإطالةٍ لتمديد الصراع وعدم شمول العملية في شمال سوريا وثلث مساحة سوريا مُتمثّل في المكوّنات الموجودة هناك.
وأعلن أمس الجمعة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غير بيدرسن، أنّ الجولة الثانية من المحادثات السورية التي استمرت أسبوعاً انتهت دون اجتماع المجموعة المصغّرة المعنيّة بالتفاوض بشأن الدستور.