معاناة يواجهها أصحاب الشهادات الجامعية أثناء التوظيف في الشدادي
الشدادي – نورث برس
دون جدوى، يبحث داوود الخيري (33 عاماً) من الشدادي، وهو حاصل على شهادة هندسة كهربائية، عن وظيفة في المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية والمجلس المدني في المدينة جنوب الحسكة شمال شرقي سوريا.
ولم يترك مكتباً إلا وقام بالتسجيل فيها بحثاً عن شاغر، وإلى الآن لا يزال دون وظيفة.
ويأمل “الخيري” أن يحصل على وظيفةٍ في المؤسسات العامة أو المنظمات “ولكن جميع محاولاتي بائت بالفشل نتيجة الواسطة والمحسوبيات المنتشرة في المدينة أثناء التوظيف”.
ويتهم الشاب، القائمين على المنظمات الدولية باعتمادهم على دفع الرشاوي للتعيين والتوظيف، أما المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية “فتعتمد على الواسطة والمحسوبيات لا على التحصيل العلمي في التعيينات”.
ويعاني أصحاب الشهادات والجامعات الدراسية في مدينة الشدادي، من انتشار البطالة في ظل الواسطة والمحسوبيات المنتشرة في المدينة أثناء التوظيف.
ومنذ ثلاث سنوات، يقول “الخيري” إنه سجل اسمه في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المدينة ولم يتمكن من إيجاد وظيفة حتى هذه اللحظة.
يأس وإحباط
ويعيش معظم أصحاب الشهادات في المدينة وريفها حالة من الإحباط، وأصبحوا لا يعلمون ما الذي يجب عليهم فعله لكي يحظوا بعمل يؤهلهم للعيش بكرامة ويتمكنوا من توفير مستلزمات الحياة المتزايدة.
واضطر خضر فياض (27 عاماً)، وهو من سكان الشدادي وكان يدرس في قسم العلوم السياسية في جامعة دمشق، إلى ترك جامعته عام 2014 نتيجة الحرب السورية.
ويروي معاناته في عدم حصوله على فرص عمل حتى الآن في الشدادي بالرغم من وجود مؤسسات عديدة تابعة للمجلس المدني ومنظمات تعمل في المدينة.
ويقول “الفياض”، لنورث برس: “يجب أن أعمل أي شيء كي أعيش، بالرغم من أني فقدت الأمل في إيجاد فرصة عملٍ بالاختصاص الذي درست فيه لسنتين. أتمنى لو أني لم أدرس وأضيع كل تلك السنوات في التعليم”.
ويقوم “المسؤولون عن التوظيف بتعيين أقرباء لهم لا يمتلكون شهادات وكفاءات، بينما أصحاب الشهادات الجامعية عاطلون عن العمل، وهذا الأمر له تأثير سلبي على عقول الشباب” بحسب ما قاله “الفياض”.
وتشهد المدينة الآن ومنذ أعوام، هجرة العديد من الشباب إلى دول الجوار بحثاً عن فرص عمل نتيجة انتشار البطالة والمحسوبيات في المدينة.
وبلغ عدد المسجلين في مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل التابع لمجلس الشدادي المدني منذ العام 2018 حتى الآن، أكثر من ثلاثة آلاف من الباحثين عن فرص للتوظيف، استطاع المكتب ومجلس الشدادي المدني توظيف 250 شخصاً منهم، بحسب المكتب.
لا حلول
وقال فايز الهجيج، وهو المسؤول عن لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل التابع للمجلس المدني في الشدادي، لنورث برس: “نحن نقوم بتسجيل بيانات الباحثين عن فرصة عمل، وذلك من خلال بطاقات تحمل أرقاماً حسب التسلسل الوظيفي لهم بالتاريخ، والدرجة العلمية والخبرات”.
وأضاف: “في حال كان هناك أي مؤسسة تطلب موظفين يتم اختيار عدة أشخاص من الاختصاصات المطلوبة من أجل الإعلان عن مسابقة. وأي شخص ينجح في المسابقة يتم تعيينه”.
وأشار “الهجيج” إلى أن المنظمات الدولية حين تأتي إلى المدينة وتطلب موظفين، هي من تقوم باختيار الأشخاص المناسبين.
وقال أيضاً: “نحن نقوم بإبلاغ الجميع عن الاختصاصات المطلوبة من أجل تقديم السيرة الذاتية، وأيضاً من أجل المسابقة واختيار الأشخاص الذين يمتلكون الاختصاصات والكفاءات المطلوبة”.
وفي الوقت الحالي، بحسب ما قاله “الهجيج”، “الشواغر قليلة جداً والسبب يعود لعدم وجود مشاريع تهدف إلى توفر فرص العمل وغياب المنظمات”.
ونفى “الهجيج”، وجود أي واسطةٍ أو محسوبياتٍ في التعين.
ويتهم ناشطون، القائمين على إدارة المنظمات الدولية في المنطقة، بتوظيف المقربين منهم أو بالاتفاق مع الموظف الجديد على أخذ جزء من راتبه بشكل شهري.
ولم تتمكن نورث برس من الحصول على رد من المنظمات الدولية التي تعمل في المدينة حول الاتهامات الموجهة إليها، خصوصاً أن معظم المنظمات الدولية لا تدلي بتصريحات لوسائل الإعلام.