سكان في درعا يبيعون بعض أثاث منازلهم لشراء المؤونة الشتوية
درعا- نورث برس
اضطر ضياء العلي وهو من سكان مدينة درعا، وسط سوريا، لبيع غسالة منزله بمبلغ 400 ألف ليرة سورية، لشراء المؤونة الشتوية لعائلته.
“العلي” الذي يعمل في نجارة الباطون، حاول في البداية تأمين سعر مستلزمات المؤونة، إلا أنه لم يتمكن من ادخار مبلغ لذلك وخاصة أن أجرته اليومية لا تتجاوز عشرة آلاف ليرة سورية.
ولارتفاع أسعار المواد وضعف القدرة الشرائية، اضطر سكان من مدينة درعا هذا العام، لبيع بعض أثاث منازلهم بهدف تأمين المؤونة الشتوية لعائلاتهم.
وقال مصدر محلي في درعا لنورث برس، إن العشرات من العائلات في المدينة أقدموا خلال الأيام الماضية على بيع قسم من أثاث منازلهم بهدف شراء الخضراوات ومن ثم البدء بعمل المؤونة.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية تفاقماً حاداً في الأوضاع المعيشية في ظل موجة ارتفاع أسعار لمستويات غير مسبوقة عل خلفية انهيار قيمة الليرة السورية.
وبحسب تقرير نشره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في شباط/ فبراير الماضي، فإن 12.4 مليون شخص في سوريا يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام “في زيادة كبيرة مقلقة”.
وقال التقرير إن 60 بالمئة من السكان السوريين يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي.
ويقول سكان في درعا إن ظروفهم المعيشية صعبة، خاصة أن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية وتواجد الحواجز الحكومية منعت الشبان المطلوبين من التنقل بين مدن وبلدات المحافظة، مما اضطر المئات منهم للتوقف عن العمل خوفاً من التعرض للاعتقال.
وقال “العلي” إنه يعلم أن ثمن غسالته كان أكثر من المبلغ الذي باعه، “لكن ولضرورة تواجد المؤونة في المنزل أجبرتني على بيعها بسعر قليل”.
وأشار إلى أن زوجته كانت معارضةً لبيع الغسالة وطلبت منه استدانة المبلغ من أحد أقاربه، إلا أنه رفض ذلك بسبب معرفته بعدم قدرته على سداد الديون في حال استمر في تقاضي مبلغ 10 آلاف يومياً.
واعتبر أن الأشخاص الذين يشترون الأثاث المستعمل “يستغلون” حاجة السكان، “فيعملون على بخس ثمن الأغراض، بهدف دفع مبالغ زهيدة جداً قد لا تصل في بعض الأحيان إلى ربع ما يستحق”.
ولا يعتبر راضي النواوي، وهو صاحب سيارة جوالة تشتري الأثاث المستعمل من السكانـ شراء الأغراض المستعملة بسعر قليل “استغلالاً”.
وقال إن ارتفاع مصاريف تنقلهم بين مدن وبلدات المحافظة بسيارتهم وغلاء مادة الديزل الذي يصل سعر اللتر الواحد إلى ما يقارب 3600 ليرة، يفرض عليهم الشراء بثمن أقل.
وأشار إلى أن مرابحهم “ليست كبيرة” كما يعتقد السكان، “في بعض الأحيان نتكبد خسائر، إذ نقطع مسافات طويلة بين مدن وبلدات محافظة درعا دون أن نشتري شيئاً”.
وأضاف: “نحن أيضاً لدينا عائلات وأطفال ونعاني من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات، بالتزامن مع انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار”.
ولشراء ما يقارب 100 كيلوغرام زيتون للمؤونة، باع غالب الكور وهو من سكان درعا كلاً من “المكيف” وجهاز تبريد الماء “الكولر”.
وباع “الكور”، المكيف والكولر بـ 250 ألف ليرة سورية فقط، وعمل على شراء الزيتون من أحد المزارعين بألفين ليرة للكيلوغرام الواحد، فضلاً عن باقي الخضراوات التي تضاف إلى الزيتون.
وأشار إلى أنه استطاع أن يستغني عن المكيف والكولر بسبب عدم توفر التيار الكهربائي في كثير من الأحيان.