قسم كورونا في مشفى ديرك ينقصه الأوكسجين والأدوية الخاصة بالمصابين
ديرك- نورث برس
في غرفة العناية المركزة الخاصة بقسم كورونا في مشفى الشعب بمدينة ديرك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا، يجاهد كادر صحي في إعادة النبض لمصابة بالفيروس بعد تدهور حالتها الصحية.
ويواجه قسم كورونا في المشفى، صعوبات عدة أبرزها نقص كمية الأوكسجين وقلة الأدوية التي تعطى للمرضى أثناء إصابتهم بالفيروس، في ظل استمرار تسجيل حالات جديدة.
وقال آلان أحمد، مدير قسم كورونا في مشفى الشعب إن القسم وعموم مناطق شمال شرقي سوريا تعاني من مشكلة نقص الأوكسجين، مقارنة مع عدد الإصابات اليومية التي تسجل بالفيروس في ظل عدم كفاية الأدوية.
وأشار إلى أن الخدمات الصحية في شمال شرقي سوريا تأثرت “بشكل سلبي جداً” نتيجة إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) حيث كانت تدخل عن طريقه المساعدات الطبية من قبل منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات العالمية.
وفي حزيران/ يونيو العام الماضي، أغلق المعبر الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإغلاقه أمام مرور مساعدات الأمم المتحدة.
وأمس الاثنين، أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن تسجيل اثنتي عشر حالة وفاة و269 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من بينها 17 إصابة بديرك.
وقبله بيوم سجلت ديرك حالة وفاة و35 إصابة.
83 حالة خلال شهر
وبعد نحو أسبوعين من الإغلاق الكلي في إقليم الجزيرة، رفعت خلية الأزمة في الإقليم، الخميس الماضي، الإغلاق ودعت عبر موقعها إلى ضرورة آخذ اللقاح المخصص للفيروس في المراكز المخصصة للتوزيع.
فيما شددت الخلية على ارتداء الكمامات “تحت طائلة المسؤولية وبفرض غرامة مالية قدرها ألفي ليرة سورية في حال المخلفة للأشخاص وعشرة آلاف ليرة للمحلات التجارية ومراكز البيع والعيادات”.
ورأى “أحمد” أن عدم التزام السكان بشروط الإغلاق الكلي، “أبقى عدد المرضى المراجعين للمركز ثابتاً منذ بداية الحظر وحتى نهايته بمعدل يتراوح بين 14 و18 حالة يومياً”.
وخلال الشهر الماضي، استقبل المشفى 83 حالة ما بين مصاب ومشتبه به، حيث تم تخريج 70 حالة بعد أن تماثلت للشفاء، بينما بلغ عدد الوفيات 13 حالة، بحسب مدير قسم كورونا بالمشفى.
ويعاني القسم وبحسب المشرفين عليه من عدم استيعاب الغرف لمرافقي مرضى كورونا، إضافة إلى عدم التزامهم بقواعد التباعد الاجتماعي.
ويعمل في قسم كورونا أربعة أطباء وستة فنيي تخدير وكذلك عشر ممرضين، بالإضافة لفريق الطوارئ والمسحات ويتألف من ثمانية أشخاص واثنين من المخبريين وأربعة مساعدين تمريض.
حالات حرجة
وتضم غرفة العناية المركزة الخاصة بقسم كورونا في مشفى الشعب بمدينة ديرك حالياً، أربع حالات حرجة، وفقاً لفني التخدير في القسم، عبد الحنان.
وأشار عبد الحنان إلى أن الحالات التي تكون إصابتها متوسطة يختلف عددها من موجة إلى أخرى، حيث هناك حالياً في قسم الحالات المتوسطة ثماني إصابات، إضافة إلى ثلاث حالات اشتباه.
ويقدم المشفى كافة خدماته الصحية من أدوية وأوكسجين بشكل مجاني لمرضى كورونا.
والخميس الماضي، قال جوان مصطفى الرئيس المشارك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتّية في شمال وشرق سوريا إن “الوضع الصحي في بعض مدن شمال شرقي سوريا مخيف، من حيث سرعة انتشار فيروس كورونا وارتفاع عدد الإصابات”.
وأشار “مصطفى” إلى أن الموجة الجديدة تصيب كل الأعمار ولا تقتصر على عمر معين، “وهي تصيب الصغار قبل الكبار وأكبر دليل على ذلك، حالة الطفل الذي أصيب بكورونا في الرقة، ووُضِعَ في الحجر الصحي وكذلك حالة الوفاة لطفل آخر في مدينة الحسكة”.
وبحسب لجنة الصحة في ديرك فقد تم تطعيم نحو 4.500 شخص فقط في منطقة ديرك، حيث يتوفر اللقاح يومي الأحد والخميس في المركز الصحي بديرك لتطعيم من يرغب بذلك.
وحذر فني التخدير من عدم التزام السكان والمرافقين الذين يأتون مع المرضى وإصرارهم على دخول غرف المصابين، “الموضوع خطير جداً، هناك حالات وفاة ويجب أن نلتزم بإجراءات الوقاية الشخصية”.