“كتابٌ” في الحكايا الشعبية المسكونة بلهجتها وإمكانية التعايش مع ثقافات مختلفة

القامشلي ـ نورث برس

صدر كتاب “من الأدب الشعبي في ريف اللاذقية” للباحث “حيدر محمد نعيسة”. والكتاب من القطع الكبير، ويقع في 664 صفحة، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، 2021.

كُتب على الغلاف الأخير من الكتاب: إذا كان الشعر العربي “ديوان العرب”، فإن “التراث الشعبي هو هوية الشعب، وأول سماته وعلاماته الفارقة وأهمها. وإذا ما جاز لنا تجسيم التراث الشعبي، وتشبيهه بالبيت الطيني التراثي، فإن الأدب الشعبي هو بمنزلة سقف ذلك البيت، وأعلى ما فيه وللبيت أبواب وأجزاء. وكذلك للتراث، وللأدب أبواب وأجزاء أيضاً”.

وفي هذا الكتاب عيون الحكايات الشعبية في ريف اللاذقية، مسكونة بلهجتها العامية الدالة على روحها، ومجموعة من الأمثال الشعبية التي تحكي ثقافة المكان وساكنيه.

والباحث “حيدر نعيسة”، من مواليد “كفرية”، عام 1962. نشأ في أسرة فقيرة، في بيت طيني، من خشب، وغار وبلان وتراب. عَمِلَ بالزراعة والرّعيّ.

ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة قرية “عرامو”، أما الثانوية، فقد حصل عليها عام 1980. وانتسب إلى المعهد العالي للعلوم السياسية، وتخرج منها في عام 1985.

حول اهتمامه بالتراث الشعبي والبحث فيه، وبحسب مصادر متداولة، يقول: “الباعث الأول للاهتمام بالتراث هو رسالة دكتوراه، اطلعت عليها، للباحث جورج نبيل دكر، وهي بعنوان، التراث الشفوي ومنهجية حمايته في الشرق الأدنى”.

ويضيف: “هذا الكتاب أثار اهتمامي جداً، فاغتنمت فرصة وجودي في بيئة ريفية تراثية غنية، وبعيدة عن اللاذقية، قرابة 50 كلم. ساعدني في ذلك وجود نسبة كبيرة من المعمّرين، وهم معلمون حقيقيون، كلٌّ في مجاله في عالم الرعي والزراعة وعالم الطين والعجين، وعالم الذاكرة والرواية، والحكاية، والفلك الشعبي والأمثال والتراث بفروعه جميعها، المروي والمادي الملموس والروحي وسواه”.

وأشار إلى أن والديه هما المعلمان الأولان له في هذا المجال، حيث كان والده: حكواتي الريف، وعاصر أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين حتى نهايته تقريباً، وكان خزَّاناً في المعرفة.

يُذكر أن للباحث أيضاً، 15 كتاباً، منها: “صور ريفية من اللاذقية”، و”من أساطير الشجر”، و”ألغاز شعبية”، و”إطلالات ساحلية”، و”عين علي”، وقرابة 45 مخطوطاً، قيد الطباعة والنشر.

ووفقاً لأحد الباحثين، فإن مثل هذه الأبحاث، تُظهر بجلاء الانتماء الثقافي لكل فرد: “ذلك أننا لا نملك هوية ثقافية واحدة، بل هويات متعددة قادرة على الاندماج أو الظهور في شكل مجموعات متقاطعة”. ويضيف: “ما يحدث يجب أن يكلل هنا بالاندماج”.

إعداد وتحرير: نور حسن