حلب – دجلة خليل/مسعود كراد – NPA
يتعرض مهجَّرو غفرين، الذين يقطنون حالياً مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، لقصف مستمر من قبل قوات المعارضة السورية المتواجدة في اعزاز وعفرين بشكل مستمر، ما يعرضهم لخطر تهجير آخر، بعد تهجيرهم من منطقتهم عفرين آذار/مارس 2018.
وكانت قد تعرضت مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، أمس السبت، لقصف مدفعي من قبل فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من الجيش التركي المتمركز في مدينتي مارع شرق المدينة وإعزاز شمالها.
وتحدث مهجَّرو عفرين المتواجدين في تل رفعت لـ”نورث برس” عن لحظات القصف المدفعي الذي استهدفهم يوم أمس، وأسفرعن فقدان أحد المهجَّرين لحياته، أمين ابراهيم جاويش (45 عاماً)، وجرح اثنين، أحدهم محمد دوليكو، والذي أصيب بكسور في يده، وجرح الآخر في رأسه بشظايا.
وكان قد استهدف القصف العشوائي الأحياء السكنية ومركز أرض البازار، والمنطقة القريبة من التل المطل على المدينة، بحوالي 20// قذيفة مدفعية وهاون.
يقول أحد أقرباء الضحية محمد جعفر، لـ “نورث برس” عن الحادثة قائلا: “كان أمين وزوجته جالسين أمام باب المنزل يشربان الشاي، وفجـة سمعنا دوي انفجار كبير رافقه أصوات صراخ، فهرعنا لنرى أن رأس أمين قد فصل عن جسده تحت الركام، فأسرعنا للملمة أشلائه”.
فيما يشير حسين محمد عارف (من قرية دمليا شمالي عفرين والذي استهدفت قذيفة هاون منزله), إلى مجريات القصف، بالقول: “لم أعلم كيف سقطت القذيفة على منزلي لتصيب غرفة نوم الأطفال، فجأة سمعت صوت دوي الانفجار، وتصاعد الغبار في أرجاء البيت، أسرعت في إخراج الأطفال من المنزل”.
بينما يقول محمد علي المقلب بـ”أبو رشيد” (أحد مهجًّري عفرين)، إن القصف الذي طال مدينة تل رفعت بدأ من قرية كلجبرين جنوبي إعزاز، ويشير إلى الشارع الذي يقطنون مؤكدا بأنه تعرض لقصف مكثف أدى إلى “تهدم المنازل، وتضرر السيارات، وقتل العجوز من آثار القصف بعد تقطع جسده وتهشم رأسه تحت الركام”.
وتتعرض مدينة تل رفعت لعمليات قصف متقطعة منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها شباط/فبراير 2016 بعد معارك ضد فصائل المعارضة المسلحة، مما أدى لنزوح أكثر من /50/ ألف مدني لمناطق الريف الشمالي نتيجة المعارك العنيفة.
وازداد قصف المعارضة لمدينة تل رفعت عقب نزوح أهالي عفرين إليها نتيجة العملية التركية وخروج وحدات حماية الشعب منها في ظل تخوف شعبي كبير من العودة بسبب الانتهاكات التي تكثر على يد عناصر فصائل المعارضة.
والجدير بالذكر أن فصائل المعارضة المسلحة تشتبك بشكل شبه يومي مع القوات الكردية التي تعرف باسم “قوات تحرير عفرين” وقوات الحكومة السورية منذ بدء الحملة العسكرية للحكومة السورية بدعم من الجيش الروسي في ريف حماة الشمالي وجنوبي إدلب أواخر نيسان/أبريل 2019.