مشفى النسائية والأطفال في الرقة يقدم خدمات تفوق قدرته

الرقة – نورث برس

بعد انتظارها لما يقارب الأسبوع، تمكنت خديجة السلامة (53 عاماً) وهي من سكان بلدة الكرامة 22 كم شرقي الرقة شمالي سوريا، من إدخال حفيدها محمد ذو الثماني سنوات والمصاب بالتهاب السحايا إلى مشفى النسائية والأطفال في الرقة.

وسبب التأخر في إدخال محمد إلى المشفى هو عدم وجود سرير شاغر نتيجة الازدحام وعدم توفر أماكن لاستقبال المرضى لا سيما الأطفال.

ويستقبل المشفى في عيادته الخارجية ما يقارب 70 طفلاً يومياً من المراجعين، بالإضافة إلى وجود جناح للأطفال يضم 40 سريراً لمن يحتاجون المراقبة والعلاج المستمر، بحسب لجنة الصحة.

وأضافت “السلامة” لنورث برس، أن الخدمات والمعاملة المقدمة من المشفى “جيدة، لكن نقص الأدوية يضطرها لشرائها من الصيدليات الخارجية ، لعدم توفرها في صيدلية المشفى”.

ويعرف بأن “مشفى أمراض النسائية والأطفال” في الرقة هو الوحيد المخصص لتقديم الخدمات الطبية للأطفال والنساء من عمليات جراحية ورعاية صحية “مجاناً”.

وأشارت “السلامة” إلى أن أسعار معظم الأدوية مرتفعة، بينما الوضع المادي لأغلب السكان متردٍ بسبب التدهور المعيشي في البلاد عموماً.

ويضم المشفى: (قسم العمليات المخاض والقيصرية للنساء، وقسم الإسعاف وطب الأطفال والحواضن، وإسعافي تخصصي للأطفال للحالات الطارئة، بالإضافة إلى صيدلية وقسم توعية مجتمعية للتثقيف الصحي).

وقال محمد الصياح (33 عاماً) وهو من سكان بلدة الكالطة، 30 كم شمال الرقة، إن هناك تأخر في تشخيص الحالة المرضية لطفله الذي لم يتجاوز عمره السنة والنصف.

وطفل “الصياح” مصاب بالجفاف بحسب تشخيص أحد الأطباء.

ويتواجد طبيب الأطفال في المشفى لساعة واحدة في اليوم، “انتظرت طويلاً ولم أعلم ما الذي يجب أن أقوم به لأني أجهل الوضع الصحي لطفلي”.

ويتناوب ثلاثة أطباء مختصين بأمراض الأطفال في المشفى، على أن تبلغ مدة مناوبة الطبيب ساعة واحدة كل ثلاثة أيام، بحسب لجنة الصحة.

ويفتقر المشفى إلى بعض الخدمات ومنها قسم الأشعة الذي اضطر “الصياح” إلى إخراج طفله من المشفى لمخبر تصوير شعاعي خاص، حيث دفع تكلفة الصورة الشعاعية ما يقارب المئة ألف ليرة سورية.

وشدد “الصياح” على ضرورة الجدية في التشخيص وتقديم خدمات طبية من المشفى والأطباء المتواجدين، “قسم كبير من السكان ليس لديهم القدرة على معالجة أطفالهم في المشافي الخاصة”.

وقال وهو يتألم: “لو كانت حالتي المادية جيدة لما تركت طفلي يتعذب أمام عيني دون أن أحرك ساكناً”.

وتعتبر الإمكانات الممنوحة لمناطق شمال شرقي سوريا من الخدمات الطبية والأدوية “ضئيلة جداً” مقارنة بالتعداد السكاني والحاجة الموجودة في المنطقة، حسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية.

وقالت زينة الحسن الرئيس المشارك للجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، إن المشفى يعتبر من المشافي المجانية العامة في الرقة.

ويضم قسم الأطفال عيادات خارجية تستقبل الأطفال بشكل مؤقت لحين الشفاء، ويُنقل المريض إلى القسم الدائم للرقابة والعلاج إن كانت حالته حرجة، بحسب “الحسن”.

وأضافت لنورث برس، أن قسم الحواضن يشهد “إقبالاً كبيراً” ما يسبب تأخيراً في استقبال الحالات الجديدة بشكل يومي.

ويستغرق بعض الأطفال فترة زمنية طويلة للشفاء، وهو ما يجبر بعض المرضى “لانتظار حاضنة شاغرة”، بحسب “الحسن”.

وقسم الحواضن يتألف من 16 حاضنة مُفعلة ويستقبل القسم حالات التوائم وحديثي الولادة والخدج ومعالجتهم بشكل تدريجي.

ويوجد قسم خاص لفيروس كورونا مختص بالنساء اللاتي لديهن حالات حمل، إذ يخضعن لعناية خاصة ومراقبة الأجنة لحين الشفاء ووضع أطفالهن، ويكون هذا القسم معزولاً كلياً عن قسم الأطفال، بحسب لجنة الصحة.

وأشارت “الحسن” إلى أن هناك خطة عمل لتوسيع القسم الخاص بالأطفال وتوسيع وزيادة عدد الحواضن لاستقبال كافة الحالات المرضية من الأطفال حديثي الولادة.

وذكرت الرئيس المشارك للجنة الصحة في مجلس الرقة المدني، أن هناك دراسة لافتتاح قسم خاص بالعمليات الباردة والنوعية.

والحالات الباردة تنقسم إلى قسمين، الأولى هي العمليات الجراحية التي لا يؤثر تأجيلها على صحة المريض، كعمليات استئصال اللوز والزوائد اللحمية وانحراف الوتيرة، أو سحب الأسياخ من العظام.

والقسم الثاني هو الحالات المرضية الخفيفة والتي لا تحتاج إلى مراجعة المستشفيات، كالأمراض الاعتيادية، بحسب أطباء في المشفى.

وأشارت “الحسن” إلى أن هناك نقص في بعض الأدوية اللازمة في المشفى ويضطر الأطباء لطلبها من السكان خارج صيدلية المشفى، لنقص الدعم الوارد للجان الصحة في شمال شرقي سوريا.

والمشفى تواجه ازدياداً في عدد المراجعين بما يفوق القدرة الاستيعابية, لعدم وجود مركز طبي آخر يقدم خدمة الإقامة للعلاج لعدة أيام وخاصة الأطفال, حسب “الحسن”.

إعداد: عمار حيدر – تحرير: عمر علوش