معركة إدلب .. دعم روسي واسع للحكومة السورية لحسمها أمام صمت دولي

واشنطن – هديل عويس – NPA

علّق الباحث السياسي ماكس أبرامز عبر تغريدة على تويتر, على مقال نشرته وكالة "أسوشييتد برس" يوم الأحد، تصف فيه اخر المدافعين عن إدلب بأنهم من "تنظيم القاعدة", قائلاً "من المذهل كيف تغير الرأي العالمي فجأة تجاه المقاتلين المناهضين للأسد، فبعد سنوات من وصفهم بأنهم ثوار بتنا نرى العالم يعترف بأن تنظيم القاعدة هو من يقود هذا القتال".

مضيفاً "لا يمكنني إخباركم بعدد الناس الذي هاجموني لأنني تكلمت عن هذه الحقيقة التي بات من الشائع الحديث عنها علناً الآن".

وجاء خطاب وكالة "اسوشييتد برس" مخالفاً لخطاب استخدمته الوكالة العالمية ذاتها لمدة سبع سنوات حول الصراع بين الاسد ومعارضيه, حيث أعلنت الوكالة عن قيام قوات الحكومة السورية بشن هجوم واسع على محافظة إدلب التي يسيطر عليها "متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة" على حد وصف الوكالة.

مرحلتان للسيطرة

وبحسب مراسل شبكة "جيرون" التابعة للمعارضة السورية في إدلب, فان روسيا تخطط لشن عملها العسكري في إدلب على مرحلتين: الأولى تنطلق من سنجار في ريف إدلب الشرقي باتجاه تل خزنة وصولًا إلى معرة النعمان جنوبيّ إدلب، ثم تل الطوقان وصولًا إلى سراقب شرقيّ إدلب.

 فيما تنطلق المرحلة العسكرية الثانية من سهل الغاب في ريف حماة الغربي باتجاه محاور الكبانة شماليّ اللاذقية، بالاضافة الى فتح نافذة عسكرية أخرى للنظام من محور سهل الغاب باتجاه بلدة محمبل التابعة لمنطقة جسر الشغور غربيّ إدلب.

 وبذلك تكون روسيا والحكومة السورية قد أتمّتا السيطرة على هذه المدن، وفرضتا طوقًا عسكريًا كاملًا على الفصائل العسكرية في مناطق جنوب إدلب وجبل الزاوية، حتى حدود مدينتي أريحا جنوب إدلب وجسر الشغور غربيّ إدلب، وإجبارها على الانسحاب إلى المناطق الحدودية مع تركيا في شمال إدلب.

وكتبت "جيرون" أن روسيا تسعى لأن تكون "سيّدة المشهد في الشمال السوري لإضعاف الدور التركي و انتزاع تنازلات من تركيا بعد تحقيق نصر عسكري كبير في إدلب".

رفض للجماعات المدعومة تركياً

من جانبه يشرح الباحث السياسي جورجيو كافيرو لــ"نورث برس", الموقف الدولي من إدلب والمنبثق في المقام الأول عن التفاهمات التركية -الروسية بأنه "على الرغم من محاولة كل من روسيا وتركيا أن تكونا براغماتيتين وتعملان على دفع العلاقة والتنسيق المشترك قدماً، لاتزال المصلحة الروسية ترتبط برفض عميق لوجود الجماعات الإسلامية المدعومة تركياً في رقعة واسعة من الأراضي السورية لأن وجود هذه الجماعات يؤدي باستمرار الى تدهور الوضع الأمني على الأراضي السورية وافشال أهداف روسيا في سوريا وخاصة في إدلب. "

مضيفاً أن روسيا تحاول الاستفادة قدر الإمكان من دفع الوجود والنفوذ الأمريكي الى خارج سوريا "للاستفادة من ملئ الفراغ الذي تتركه أمريكا، وتعتقد روسيا أنها ساعدت تركيا الى حد كبير أيضاً بتلبية مصالحها في شمال شرق سوريا وبالتالي لا تملك تركيا الكثير لتفعله لوقف روسيا اليوم من تلبية مصالحها في إدلب ذات الموقع القريب من مصالح الأخيرة الهامة باتجاه حماة واللاذقية. "

ويرى كافيرو أن الصمت الدولي تجاه ما يجري في إدلب يأتي بسبب تصاعد سياسات اوروبية حذرة بشكل كبير من الاسلاميين، وبداية نزعة دولية باتجاه "تأييد عودة الأسد الى السيطرة على مناطق المعارضة التي خرجت منها جماعات ارهابية".

 مضيفاً "على الرغم من أننا لم نرى هذه المواقف تخرج للعلن بشكل واسع من أوروبا والولايات المتحدة إلا أن هذه المرحلة الجديدة بدأت تنعكس عبر المواقف الايجابية للدول العربية من نظام الأسد وموقف دولة أوروبية مثل بلغاريا التي كانت الأولى في الاعلان عن مصالحة علنية لنظام الأسد."

دعم روسي كامل للحكومة في معركة إدلب

جاءت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إدلب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بالتزامن مع اجتماع سوتشي بين الرئيسين أردوغان وبوتين وحديث عن خلاف بين دمشق وموسكو حول معركة إدلب، ويقول الباحث السياسي جورجيو كافييرو "اليوم ومن خلال قيادة المقاتلات الروسية للحملة العسكرية على إدلب نتأكد بأن استعادة إدلب هو هدف مشترك وأساسي بين موسكو ودمشق. "

 وكتبت مواقع سورية معارضة أن حملة قوات الحكومة التي سيطرت الأحد على قرى (المشيرفة ، أم الخلاخيل ، أرض الزرزور)  تتقدم باتجاه قوى السحال والفرجة تأتي مترافقة مع تمهيد جوي روسي وقصف مدفعي.

كما تستخدم قوات الحكومة في الحملة العسكرية على مناطق جنوب شرق إدلب تقنيات حديثة روسية كمنظار من طراز SU-24مما جعل قدرة سيطرة الحكومة على المناطق الجديدة واسعة في ظل عجز المعارضة عن صد الهجوم بأسلحتها الثقيلة والمتوسطة.