في أسواق حماة.. عروض أسعار مخصصة للتموين باسم “تنزيلات”

حماة- نورث برس

تشهد الأسواق في مدينة حماة وخاصة قطاع الألبسة والأحذية مع قرب نهاية موسم الصيف حملة تنزيلات ” تخفيضات” على الأسعار وصفها سكان بـ “الوهمية”.

وقالت ليلى الورار (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى سكان مدينة حماة وسط سوريا، إنها كانت تنتظر بفارغ الصبر بدء موسم “التنزيلات” علها تتمكن من إكساء أطفالها.

ووصفت “الورار” التخفيضات بأنها “كذبة من قبل الباعة لجذب الزبائن”.

أسعار وهمية  

وتقول دعاء الترك (48 عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى سكان حي القصور في مدينة حماة، إنها حين قصدت محلاً للأحذية تفاجأت عندما قال لها البائع إن ثمن زوج الحذاء الذي أرادت شرائه هو 30 ألف ليرة سورية في الوقت الذي كان معروضاً بسعر 15 ألف ليرة.

وأضافت أنها حين استفسرت من البائع عن سبب الفرق بين السعر المعروض والسعر الذي طلبه، قال إن الأسعار المعروضة ليست للزبائن “وإنها للتموين فقط”.

واشتكى تجار وعاملون في أسواق حماة من حملات مشددة للجان التموينية التابعة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ضمن عدد من أسواق المدينة تفضي “لتقاضي الرشاوى”.

ووفقاً لتقارير صحفية سابقة، تعاني مدينة حماة من فساد في مختلف دوائر الدولة وتقاضي رشاوى من السكان وأصحاب المحلات التجارية.

وتضم المدينة سوقين رئيسين هما سوق الطويل وسوق ابن رشد.

ومن جهتها، قالت سلام عروب (32عاماً)، وهي سيدة تعيش في حي الباشورة، إن أسعار الألبسة في حماة غالية جداً مقارنة مع أسعارها في حمص ودمشق بنسبة قد تصل للضعف”.

                                                                                                                                      وتتراوح أسعار ألبسة الأطفال بين 20 ألفاً و35 ألف ليرة سورية للبنطال، فيما يباع الطقم بين 100 ألف و150 ألفاً، والحذاء بين 25 ألفاً و40 ألف ليرة.

وقالت “عروب” التي لا يتجاوز راتبها مع راتب زوجها 170 ألف ليرة، إن “التنزيلات التي يتشدق بها التجار ويملؤون بها صفحات التواصل الاجتماعي والشوارع وواجهات المحال ليس لها أي صحة”.

وتجد أن هناك تغيّراً كبيراً عمّا مضى حتى في معاملة البائعين مع الزبائن.

وأضافت: “سابقاً عندما كنا نريد شراء قطعة، كنا نفاصل البائع على السعر حتى نتوصل إلى سعر مناسب لكلي الطرفين، على خلاف اليوم إذ يكون الرد على المساومة إن أعجبك السعر اشتري وإن لم يعجبك فأنت حرة”.

ضعف القدرة الشرائية

وتشهد أسواق مدينة حماة شأنها شأن كافة المدن الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، حالة ركود على خلاف السنوات السابقة، نتيجة الارتفاع الشديد للأسعار وتدهور القدرة الشرائية لسكان.

وقال عبدالغني الدبس )45 عاماً) وهو اسم مستعار لصاحب محل تجاري في شارع ابن رشد بمدينة حماة، إن “حركة البيع والشراء تراجع عن العام الماضي بنسبة 75% مع تراجع القدرة الشرائية للسكان”.

وأضاف أن الغالبية “باتوا يشترون الألبسة في الأعياد فقط أو عند اضطرارهم الشديد إليها، وأصبحت الألبسة من الرفاهيات بالنسبة لأغلبهم لغلاء أسعارها”.

وأشار البائع إلى عدم قدرته عرض “تنزيلات كبيرة” على الألبسة، ” فأنا أيضاً ملزم بدفع أجرة المحل الذي يعمل فيه والبالغ قدره مليون ليرة سورية شهرياً”.

ورغم إعلانه عن تخفيضات بنسبة 20% على أسعار الألبسة إلا أنه “لم يجد أي إقبال مشجع من قبل الزبائن”.

وتضم حماة قرابة 30 ورشة لصناعة الألبسة في المدينة.

والشهر الفائت قام مجلس محافظة حماة بافتتاح مهرجان حول القلعة بمناسبة افتتاح المدارس، ووفرت المحال للمشاركين بدون أجرة، لكن ما صدم التجار هو ضعف الإقبال على الشراء.

يقول البائع: “انسحبت غالبية الشركات والتجار منذ الأيام الأولى للمهرجان تجنباً للخسائر، وخاصة أنهم يضطرون إلى دفع أجور للعمال عن الدوام الليلي الطويل”.

إعداد: علا محمد- تحرير: فنصة تمو