صحافي إسرائيلي لنورث برس: نُبلغ روسيا بقصف سوريا قبل وقت كافٍ

رام الله – NPA
تمتنع كل من دمشق وتل أبيب عن تأكيد تعرض الأراضي السورية لغارات جوية إسرائيلية جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، واكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالنقل عن وكالة “سانا” الرسمية التابعة للحكومة السورية, بأن أجساما “غريبة” دخلت من إسرائيل إلى أجواء المنطقة الجنوبية، وأن المضادات الأرضية السورية تعاملت معها.
وبينما ذكرت الوكالة نفسها ومصادر أخرى أن قصفاً إسرائيلياً سابقاً أيضاً وقع الليلة قبل الماضية واستهدف مواقع في ريف دمشق والقنطيرة، ثم تلاه قصف جديد استهدف “اللواء 90” في القنيطرة.
يقول الصحفي الإسرائيلي يعقوب عيزرا لـ “نورث برس” إنه بالرغم من صمت إسرائيل الرسمي حيال ما ينسب إليها من تنفيذ عمليات قصف لأهداف في سوريا على مدار اليومين الماضيين وقبلهما، إلا أن القصف يندرج في سياق “سياسة إسرائيل الثابتة التي تؤكد لكل من إيران والنظام السوري بأنها تواصل سياستها لمنع التموضع الإيراني في سوريا” حسب اعتقاده. 
ويقول عيزرا إن “إسرائيل تعتقد أن إيران تبني قواعد عسكرية قرب الحدود الإسرائيلية وتهدد الوجود القومي الإسرائيلي ولذلك تعمل على قصف هذه المواقع تباعاً”.
وحول طبيعة الأهداف التي تم قصفها مؤخراً، قال عيزرا إنه لا يعلم التفاصيل يحالها، ولكن عادة ما تقصف إسرائيل أهدافاً لها علاقة بمخازن السلاح والصواريخ لإيران وربما قوافل في طريقها إلى المخازن. ولكن، حالياً لا معلومات رسمية من إسرائيل بشأن القصف الأخير.
وحول ماهية الرسالة الإسرائيلية التي تسعى تل أبيب لإيصالها في هذا التوقيت الذي يشهد توتراً غير مسبوق بين إيران وأمريكا في منطقة الخليج، يشدد عيزرا على أن هذا القصف في حال تأكد أنه إسرائيلي، فهو بكل تأكيد بمثابة رسالة موجهة لإيران وسوريا بأن “إسرائيل تدافع عن نفسها. وستقوم بقصف أي هدف يهدد وجودها ويعرض المصحلة الإسرائيلية للخطر”. 
ويتابع الصحفي الإسرائيلي يعقوب عيزرا لــ”نورث برس” أن هذا يعني أن إسرائيل في أقوى حالات الإستعداد والتأهب لأي تطور قد يحصل بالخليج. وقد يكون القصف الأخير ضمن الإجراءات الإسرائيلية الإحترازية والإستباقية لأي قصف ايراني ينطلق من سوريا إذا ما اندلعت شرارة الحرب الشاملة في منطقة الشرق الأوسط. 
وتطرق عيزرا إلى منظومة الدفاع الجوية الروسية من طراز “S-300” والتي تم إدخالها إلى سوريا، حيث أوضح أن هذا الموضوع له علاقة بالتفاهمات الأمنية بين إسرائيل وروسيا، مبيناً “أنت تعلم بأن روسيا هي من زود سوريا بهذه المنظومات. ووفق التفاهمات الإسرائيلية-الروسية الأخيرة، فإن الطائرات الإسرائيلية ستمتنع عن قصف هذه المنظومات في هذه المرحلة على الأقل، إلا إذا شكلت خطراً مباشراً على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي والقوات العاملة جواً في سماء سوريا”.
 وتتضمن هذه التفاهمات بين روسيا وإسرائيل، إبلاغ تل أبيب لقاعدة حميم العسكرية الروسية بالهجمات التي ستنفذها في سوريا قبل وقت كافٍ لتلاشي أي حوادث تضر بمصلحة روسيا وحياة جنودها على غرار حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبالة شواطئ اللاذقية قبل أشهر عديدة.
ويعرب عيزرا عن إعتقاده بأن التنسيق بين إسرائيل وروسيا “على ما يرام”، وأن الخطأ الذي أدى إلى سقوط الطائرة الروسية قبل عدة اشهر، لن يتكرر نتيجة اللقاءات المتواصلة بين الجانبين والتأكيد على التعليمات الواجب اتباعها بغية تجنب حوادث من هذا القبيل. 
ويتابع: “هناك تنسيق مستمر واعتقد أن إسرائيل تبلغ روسيا قبل القصف بوقت كافي لتجنب أي حوادث”.
وبشأن أي تقديرات إزاء عدد وحجم الهجمات التي نفذتها إسرائيل طيلة سنوات الأزمة السورية الأخيرة، يقول يعقوب عيزرا ” إسرائيل لا تعترف دائماً بالهجمات التي تنفذها، فهي تعترف بجزء منها فقط… قبل عدة أشهر كان هناك تقرير صحفي إسرائيلي عن حجم وعدد ونوعية هذه الهجمات. لكن الجهات الرسمية لم تؤكد أو تنفي ما ورد فيه”.