عائلات في حلب تستخدم موقد الكاز القديم لعدم حصولها على الغاز المنزلي
حلب– نورث برس
لم تجد لينا عجم (43عاماً)، وهي ربة منزل من سكان حي الميدان بمدينة حلب شمالي سوريا، وسيلة لطهي الطعام لعائلتها، غير موقد الكاز الذي ورثه زوجها عن والدته.
وفرغت أسطوانة الغاز في مطبخ العائلة منذ شهرين، ولم تتمكن من دفع مبلغ 70 ألف ليرة لتعبئتها من السوق السوداء.
تقول المرأة إنها بدأت باستعمال “الببور” الذي كانت تحتفظ به كأداة تراثية “بعد أن حُرموا من الغاز المنزلي وانقطاع الكهرباء التي كانوا يستخدمونها للطهي في بعض الأحيان”.
بحث عن بدائل
ودفع شحّ الغاز المنزلي المدعوم السعر وارتفاع أسعاره في السوق السوداء بشكل غير مسبوق، الكثير من سكان حلب للبحث عن بدائل.
وحلّ الموقد البدائي مكان الغاز المنزلي المفقود في مطابخ منازل بحلب ومناطق سورية أخرى، بعد أن كان من الأدوات التراثية لعقود من الزمن.
وتباع أسطوانة الغاز المنزلي التي تحتوي على كمية تتراوح بين أربعة وستة كيلوغرامات من الغاز في السوق السوداء بأسعار تزيد عن 70 ألف ليرة.
ومن المفترض أن تحصل العائلات في المناطق الخاضعة للحكومة السورية على الغاز المنزلي المدعوم عبر البطاقة الذكية “تكامل”، بالسعر المدعوم 4500 ليرة للأسطوانة.
لكن الكثير منهم يضطرون للبقاء لعدة أشهر، بانتظار الرسالة النصية التي تخبر صاحبها بإمكانية استلامه لأسطوانة غاز، بحسب السكان.
وتشتكي “عجم” من أن تشغيل الموقد لا يناسب البيوت الصغيرة والمحكمة الإغلاق كمنزلها، حيث تضطر هي وأطفالها لاستنشاق الدخان المنبعث منه طوال فترة استعماله.
كما أن تشغيله يحتاج لوقت طويل، “حتى لتحضير فنجان قهوة لضيف، أحتاج لبذل جهد ووقت ليس بالقليل، عدا عن صعوبة تأمين وقود الكاز له”.
أسعار مرتفعة
واشترى صالح دهمان (34 عاماً)، وهو من سكان حي صلاح الدين، موقد كاز مصنوع من المعدن الحراري منذ أسبوع، بمبلغ 35 ألف ليرة بعد أن نفذ الغاز من منزله، بينما يصل سعر الماركة القديمة المصنوعة من النحاس لـ 150 ألف ليرة.
ويعاني السكان من صعوبة تأمين وقود الكاز الذي يصل سعره أيضاً لأكثر من 6500 ليرة للتر الواحد، فيعمد بعضهم لخلط البنزين مع المازوت رغم مخاطر ذلك.
ويشتري “دهمان” ليتر مادة المازوت بـ 3500 ليرة، وليتر البنزين بخمسة آلاف ليرة، وهي كمية لا تكفيهم لأكثر من أسبوع، بحسب الرجل.
أما جميل الأحمد (58 عاماً)، وهو مدرس متقاعد من سكان حي الخالدية، فيقول إنه عاد لاستخدام موقد مهترئ كان مهملاً في سقيفة منزله، اضطر لإصلاحه، “ليصير بديلاً للغاز الذي غادر مطبخنا منذ أشهر ولم يعد”.
ويشير “الأحمد” إلى أن أسرته احتاجت فترة من الوقت للتأقلم مع الروائح المنبعثة من “الببور”، خاصة أنهم يقومون بخلط البنزين مع الكاز للحصول على مادة قابلة للاشتعال بدلاً من مادة الكاز التي يصعب الحصول عليها أيضاً.
ولم تحصل عائلة “الأحمد” منذ أكثر من ثلاثة أشهر على أسطوانة غاز لا تكفيها لأكثر من شهر كحد أقصى.