حسن عبدالعظيم لـ نورث برس: التقارب بين تركيا وقسد يمهد لإنجاز حل شامل للأزمة السورية
اسطنبول – سامر طه – NPA
قال السياسي السوري المعارِض حسن عبد العظيم، رئيس هيئة التنسيق الوطنية، إن المحاولات الأمريكية للتقريب بين وجهات النظر التركية ومجلس سوريا الديمقراطية يخدم الاستقرار في المنطقة، ويفتح الباب أمام إنجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.
وأكد عبد العظيم أن الهيئة “تعتبر عدم تحرك الهيئات والمنظمات الدولية تجاه ما يجري في ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي، من عمليات عسكرية وقصف جوي من قوات النظام وحلفائها والروس وتدمير المراكز الصحية ونزوح ما يقارب /200/ ألف من المدنيين ومئات الضحايا، نوعاً من قصور وعجز غير مبرر للمنظمات والهيئات.”
وحول التطورات الأخيرة في إدلب وحماة، والموقف الدولي شبه الصامت منها، تحدّث بأن الهيئة ترى أن اتفاق سوتشي يتضمن خفض التصعيد ووقف القتال والحرب ومحاربة التنظيمات “المصنفة إرهابياً” والوصول لحل سياسي تفاوضي بجنيف، عقب تمكين القوات الحكومية السورية من سيطرته على معظم المناطق السورية.
ونوه رئيس هيئة التنسيق إلى أن الاتفاق حصل على تأييد دولي من عدة جهات ومحافل لافتاً إلى أن “النظام السوري الحاكم وحلفاءه” يتابع خرق قرار وقف التصعيد في ريف إدلب الجنوبي وامتداده عبر القصف المكثف البري والجوي بدعم روسي، على المرافق الصحية والخدمية والأسواق، خلافاً لما تضمنه الاتفاق، ولما صرح به الرئيس بوتين بعد لقاء آستانا في 26/4/2019 (أن هجوماً شاملاً في إدلب ليس بالأمر العملي في الوقت الراهن).”
وفيما يخص الصمت الدولي أكد أن أسبابه تعددت “بين موافقة الإدارة الأمريكية على ما يجري”، وما يهم الأمريكيون حاليا “التطبيع بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية”، في الوقت الذي “تنسق الحكومة التركية مع الروس لدخول تل رفعت، وإخراج قسد منها.”
وحول نظرة هيئة التنسيق لوضع شرق الفرات والإدارة الذاتية فيها، أكد رئيس الهيئة أن “وحدات حماية الشعب، قامت بدور إيجابي في مواجهة تنظيم داعش والدفاع عن كوباني/عين العرب، وتمكنت من صده فيها”.
واعتبر أن “الإعلان عن مشروع فيدرالية في شمال وشرقي سوريا، بحيث تشمل مساحة واسعة من ثلاث محافظات، مقابل النصر على داعش، بدعم أمريكي، أثار مخاوف تركية والتي اعتبرتها خطراً على أمنها الداخلي، تسبب بتدخلها في عفرين وشمال شرقي سوريا، وما يترتب من مخاطر للتوسع في سوريا، تنفيذاً لاتفاقيات سابقة، ضمنها اتفاقية أضنة.”
كذلك نوه لمحاولات أمريكية مع تركيا، لـ “تقريب وجهات النظر بين تركيا والاتحاد الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطية بعد إقناع الأخير بالتراجع عن مشروع الفدرالية، والقبول بنوع من اللامركزية الإدارية في كل المحافظات السورية” معتبراً أن ذلك يمهد لـ “الاستقرار بشكل نهائي بعد انجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.”
وعن التغيير الديموغرافي في الجنوب السوري، وفرصة عودة السكان لمناطقهم، اعتبر عبد العظيم أن التدخل الإيراني في سوريا إلى جانب الحكومة السورية، تدخل عسكري و”مذهبي” عبر ما أسماه بـ “خطط مذهبية واستغلال للوضع الاقتصادي وإغداق الأموال وعدم السماح بعودة المهجرين وإحداث تغيير ديموغرافي حول دمشق ومناطق بريفها”.
وأكد عبد العظيم أن هيئة المفاوضات نفذت التزامها بتوحيد منصتي القاهرة وموسكو في مؤتمر الرياض الثاني في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني 2017، لافتاً إلى “أن النظام لم ينفذ التزاماته بدعم روسي – إيراني.”
وأوضح القيادي المعارض أنه: “تم تجاهل اتفاقات خفض التصعيد بضمانات روسية مصرية، روسية أمريكية، وتم ترحيل الفصائل العسكرية وعائلاتها إلى محافظة إدلب، كما رفض إصدار عفو عام شامل عن المعتقلين، وبيان مصير المفقودين.”
وختم قائلاً: “كان ثمة حرص دولي ومن الأمم المتحدة ومبعوثيها، على عدم إثارة ضجيج حول هذا الملف، خشية تصفيتهم في المعتقلات، كما تبين فيما بعد.”