خبيصة زعماء عرب

كنت أتابع مباراة ليفربول مع فريق مانشستر في الدوري الإنكليزي، والهدف الأسطوري للاعب محمد صلاح حين بدأت الافكار تتشيطن برأسي وتشطح بعيداً، فتذكرت أن الوطن العربي مكون من 22 دولة لكل منها زعيم، أي 22 زعيماً عربياً يشكلون – وفقاً لشطحاتي الفكرية – فريقين لكرة القدم، ورحت أتابع في هذه اللعبة التخيلية وقلت في نفسي لنبدأ بحراسة المرمى، من يصلح من الزعماء العرب ليكون حارساً؟ الزعماء العرب حراس عروش وكراس، يجيدون حراسة أنظمتهم ومع ذلك لم أجد من يصلح لحماية المرمى من الأهداف المحتملة، ولأنهم اعتادوا على الفساد والسرقة واللصوصية، تخليت أن أياً منهم قد يسرق الكرة ويهرب بها أو يخفيها أو يمارس ألعاب الحاوي السياسية على أرضية الملعب، أو قد يسرق المرمى ذاته، فهؤلاء الزعماء لا يعرفون حراسة شيء إلا كراسيهم، لذا يمكن ولنجاح مهمتهم في حراسة المرمى أن يكون أيّ منهم حارساً شريطة أن نحضر له كرسيه ونضعه أمام الشبك؟

في الدفاع!! يا إلهي من يصلح من الزعماء برأيكم ليلعب في خط الدفاع؟ هم لا يعرفون كيفية مواجهة الخصم، والاستسلام ديدنهم، وكما المعضلة في حراسة المرمى، كذلك سيجد أي مدرب معضلة في اختيار خط الدفاع لضعف القدرات الدفاعية عند زعمائنا الذين اعتادوا الاستسلام والخضوع والخنوع، وسيكون خط الدفاع كارثة حقيقية على الفريق ـ ودفاعاتنا ستكون مخترقة وأشبه بمصفاة بيد طبخ ماهر… ما العمل؟ من تقترحون من زعمائنا للذود عن مرمانا؟

لا مشكلة في خط الوسط، فجميع زعمائنا يحبون الوسط خاصة إذا كان هذا الوسط طرياً وليناً مثل (الملبن)، ومع السخونة يصبح خط الوسط من أقوى الخطوط في فريق الزعماء العرب والأمر لا يحتاج الكثير لتخفيزهم وتشجيعهم، طبال بين الجماهير وصراخ وهتاف و (وسط) وقليل من التأوهات و (يوه… يبعتلك).

 أنا أضمن أن خط الوسط سيكون ملتهباً وأن الزعماء الذين سيلعبون في هذا الخط سيأكلون الأخضر واليابس أو (هي ويالله… خط الوسط مو حيالله) .

المعضلة تكمن في أننا من سنختار للعب في الوسط (بلا معنى) فالجميع سيتقاتلون على اللعب هنا لعشقهم للوسط وإجادتهم وتمرسهم على اللعب بالوسط، أخشى ما أخشاه أن تراق الدماء فيما بينهم وينهالوا ضرباً على ضرب، وهذا ما نحاول تجنبه هنا، فنحن نريد فريقاً منسجماً، زعماء منسجمين، هكذا نريدهم كما يريدوننا هم نحن كشعوب أن نكون منسجمين ووسط أيضاً، لماذا يريدوننا وسط؟ ليلعبوا بنا، ألم نقل إنهم يحبون اللعب في الوسط؟

دعونا من الوسط الآن فلربما الخطة التي سنضعها تحل المشكلة، وقد نختار خطة 1- 8- 1 لمراضاة العدد الأكبر من زعمائنا، ومع تبديل الخطة خلال سير المباراة سيلعب الجميع في الوسط، وهكذا نحل مشكلة الوسط (الملبن).

 ولننقتل الآن لاخيتار خط الهجوم… لا تضحكوا أرجوكم، أسمع قهقهاتكم العالية تصم الآذان، ماذا يعني أن نختار من بين زعمائنا مهاجمين أو ثلاثة ولربما نختار رأساً… أقصد رأس حربة الهجوم.

 هل تتخيلون الكارثة التي سيعاني منها أي مدرب يريد اختيار خط هجوم من بين لاعبين لم يهاجموا في حياتهم؟ حتى أن بعضهم لا يعرف معنى كلمة هجوم وربما يسأل المدرب عنها (ده إنكليزي ده يا مرسي؟) كيف سندخل في عقولهم أن الهجوم يكون ضد الخصم لا ضد الفريق الذي تمثله يا إلهي!! إنها كارثة.. أتخيلهم يهاجمون بعضهم بعضاً ويتدافعون ويتصايحون للوصول إلى مرماهم ومهاجمته، كيف سنشرح لهم طريقة الهجوم، معنى الهجوم، مفهوم الهجوم، فبعضهم لم يحضر معركة في حياته، وبعضهم جاء إلى الحياة ولم يسمع بهذه الكلمة إلا حين يتعلق الأمر بالمداهمة والاعتقال.

وعند اختيار خطة اللعب قلنا إننا سنتفق على طريقة واحد – ثمانية – واحد مع التبديل المستمر بين الخطوط، ولا ننسى أن لدينا أحد عشر لاعباً على دكة الاحتياطيين.. ماذا؟ احتياط؟ انقلع ولك! ومن سيرضى من الزعماء العرب أن يكون احتياطياً، فجميعهم رؤوس حربة ولا حل لهذه المشكلة الكبيرة برأيي إلا أن نضعهم “نشكهم” كقطع اللحمة في حربة واحدة ليكون لدينا اثنان وعشرون رأس حربة، وهي ويالله … خبيصة عرب مو حيالله.