نازحات من سري كانيه في مخيم بريف ديرك يعملن في الزراعة

ديرك- نورث برس

بمحاذاة الحدود التركية- السورية في قرية عين ديوار شمال مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، تعمل منال إبراهيم (27 عاماَ) وهي نازحة من مدينة سري كانيه (رأس العين) وتسكن في مخيم نوروز بريف ديرك، مع نساء أخريات في جني محصول الباذنجان.

وتضطر نساء نازحات في مخيم نوروز للعمل في جني محاصيل المواسم الزراعية خارج المخيم لتأمين دخل عائلاتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل “ضعف” المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية.

وتقول هؤلاء النسوة إنه وبالرغم من إجراءات الإغلاق الكلي والمخاوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أن الغلاء المعيشي يدفعهن للعمل في ظل ظروف النزوح الصعبة.

وفي الخامس والعشرين من الشهر الماضي، فرضت خلية الأزمة في الإدارة الذاتية، إغلاقاً كلياً لمدة سبعة أيام على إقليم الجزيرة.

ونظراً لتزايد حالات الإصابة والوفيات بالفيروس، مددت الخلية الإغلاق لمدة سبعة أيام على أن ينتهي في السابع من الشهر الجاري.

والأحد الماضي، سجلت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تسع وفيات و285 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من بينها 32 إصابة في ديرك.

وحالياً، يضم مخيم نوروز عائلات نازحة من مناطق سري كانيه وتل أبيض وعفرين، حيث بلغ مجموع العائلات التي وصلت للمخيم  790عائلة تضم 3986 فرداً، وفق مسؤول العلاقات في المخيم نديم عمر.

“أجر قليل”

وتأسس المخيم عام 2014 بهدف إيواء العائلات النازحة من قضاء شنكال (سنجار) بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وبعد الإعلان عن القضاء على التنظيم عاد اللاجئون إلى مناطقهم أو التحقوا بعائلاتهم في مناطق أخرى فضلوا العيش فيها.

وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، نزحت إلى المخيم عائلات هرباً من هجمات تركيا وفصائل معارضة موالية لها على سري كانيه وتل أبيض، فأعيد افتتاح المخيم بعد أن بات فارغاً.

وتشتكي “إبراهيم” التي تسكن في المخيم منذ نحو ستة أشهر من قلة أجرها اليومي، إذ أنها تعمل خمس ساعات يومياً وتصل أحياناً لسبع ساعات في حال كان هناك شحن للمحصول، فتضطر كباقي العاملات للعمل لوقت إضافي لتحميل الإنتاج، مقابل أربعة آلاف ليرة.

وتضطر “إبراهيم” ورغم مخاوفها من الفيروس وانتشاره في المخيم، لترك أطفالها بمفردهم في المخيم والعمل في قطف أنواع المحاصيل الزراعية.

وتقول النازحة وهي تنهمك في العمل إنه في بداية عملها بالحقول الزراعية كان أجرها يبلغ ثلاثة آلاف ليرة، ليرتفع لاحقاً بمقدار ألف ليرة.

وتضيف: “لكن رغم رفع قيمة الأجر يبقى قليلاً في ظل الغلاء المعيشي، لاسيما أنني المعيلة الوحيدة لأسرتي التي تتألف من ست أشخاص”.

لكن عبد الرحمن عبدالله (52 عاماً) وهو مزارع من قرية عين ديوار، برر قلة أجر العاملات اللواتي يعملن في حقله بانخفاض سعر مبيع الباذنجان والذي يبلغ 400 ليرة للكيلو الواحد.

وهذا العام، زرع “عبدالله” أربعة هكتارات بالخضراوات الصيفية، ثلاثة منها مزروعة بمحصول الباذنجان وتعمل لديه نحو 14 عاملة، نصفهن نازحات في مخيم نوروز.

ويدفع “عبد الله” لكل عاملة أربعة آلاف ليرة مقابل العمل لمدة خمس ساعات.

عمل بورديتين

وبحسب نازحين في المخيم فإن فرض الإغلاق الكلي أثر بشكل جزئي على العاملين في الحقول الزراعية وذلك أن بعض أصحاب الأراضي لم يجلبوا لهم إذناً من اللجان الزراعية للعمل، الأمر الذي أثر على معيشتهم في المخيم واضطرارهم للبقاء دون عمل خلال فترة الإغلاق.

ويستثني القرار أصحاب المشاريع الزراعية وذلك بموجب مهمات رسمية عائدة للجان الزراعية في المنطقة.

وعلى الرغم من تلقي نازحي المخيم لبعض المساعدات الإنسانية إلا أن كمياتها وبحسب قولهم “لا تكفيهم” ولا سيما المساعدات الطبية كالأدوية.

ويواجه النازحون في المخيم صعوبةً في التقيد بالإجراءات الوقائية من الفيروس لأنهم يتقاسمون المرافق الصحية والمطابخ، كما أن أفراد العائلة الواحدة يقطنون في الخيمة ذاتها بسبب ازدياد أعداد النازحين القادمين إلى المخيم في الفترة الماضي.

وفي هذه الأثناء، تضطر عائشة العلي (27عاماً) وهي نازحة من سري كانيه للعمل بورديتين خلال اليوم الواحد، فتجني محصول الباذنجان صباحاً وتقطف القطن مساءً.

وتقول “العلي” إنها تتقاضى في اليوم 3500 ليرة مقابل خمس ساعات عمل في جني الباذنجان، أما عملها في القطن فتحصل على 150 ليرة عن قطاف الكيلو الواحد من المحصول، وهو “أجر قليل ولا يكفي لشراء مستلزمات الوجبة الواحدة”.

وتضيف: “نحن تسعة أشخاص في الخيمة (..) كيف سيكفينا الكيلوغرام من البندورة؟”.

 إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد