“زيتونة سعد”.. وجهة نظر إيرانية في مأساة الأطفال والحرب السورية

القامشلي ـ نورث برس

عُرض، أمس الأحد، في الركن الثقافي لحركة البناء الوطني بدمشق، الفيلم الإيراني “زيتونة سعد”.

ويتناول الفيلم، أكثر الآثار السوداوية التي خلفتها الحرب في سوريا، والتي انعكست على الأطفال، تلك الشريحة التي ليس لها أي ذنب بما جرى ويجري، ودفعت ثمناً باهظاً، من الحياة والإصابات وحرمان من أبسط حقوق الطفولة، التعليم والصحة، وممارسة حياة الطفولة  وحقوقها الطبيعية، التي تقتضي وتتطلب بيئة آمنة، يعيشون ويكبرون فيها.

وعن الفيلم تحدث المخرج وكاتب السيناريو أحمذ زايري لنورث برس، بأنه “هو والمجتمع الإيراني لم يكونوا يصدقون أن في سوريا حياة، بعد كل الذي سمعوه عن ويلات الحرب وأخبار الدمار الذي حل في البلد”.

وقال بأن رغبته العميقة من وراء هذا الفيلم، أن يروي لنا حكاية هذا الطفل والأطفال السوريين الذين تعرضوا لإصابات أخرى، بعينٍ سورية، وبحسٍ سوري، ويعتبر نجاحه، هو أن يشعر المشاهد، أن الفيلم سوري فعلاً وليس بعين وكاميرا خارجية”.

وتم تصوير الفيلم في عام 2017 داخل سوريا، وفي مناطق ساخنة. ويعرض قصة الطفل سعد، الذي تعرض لقذيفة, أفقدته بصره.

كما عرض أطفالاً آخرين تعرضوا لإصابات مختلفة، قامت بدور الأم، الممثلة السورية “رنا شميس”، وبدور الطفل “عبد الرحمن الحلبي”, وأحد المشاركين في برنامج “ذا فويس كيدز”.

ومن خلال مجريات الحياة اليومية، وجهد الأم لإخراج طفلها من حالته النفسية الصعبة، وحثه على الخروج إلى الحياة ثانية، والعودة إلى أصدقائه، عبر لوحات ومواقف إنسانية ودرامية، صوَّرها المخرج والتقطها، بعين واقعية، وقدرة فنية ناجحة، في عمل روائي قصير، يلتقط حالة إنسانية مأساوية خلال 23 دقيقة.

وجرى نقاش طويل بعد الفيلم، حيث قدَّم المحاورون فيه، الكثير من الملاحظات على العمل، بعضها فني، وبعضها يتعلق بالاقتراب من الرواية الرسمية لما جرى، وأثنوا على قدرة المخرج، في عبور كل تلك القضايا، درامياً وفنياً، بإظهار بشاعة الحرب، ونتائجها الكارثية.

وحول السينما الإيرانية قال أحدهم: “استطاعت السينما الإيرانية أن تسجل حضوراً لافتاً على المستوى العالمي، وحصدت الكثير من الجوائز العالمية، رغم كل المعوقات التي تعترضها، سواء من حيث البيئة الاجتماعية ذات الطابع الخاص، أو من جهة الكثير من القيود التي تفرض على الأعمال الفنية، لجهة الشكل والمضمون، في سياق الطابع العام، العقائدي والأيديولوجي للبلد”.

وأشار إلى أنه ورغم ذلك، فقد سجل المخرجون والممثلون الإيرانيون ظاهرة قوية، في عالم السينما, إخراجاً وتمثيلاً، ولامسوا مختلف القضايا الإنسانية والسياسية والاجتماعية ببراعة لافتة.

إعداد: بيان حمزة – تحرير: نور حسن