إدلب – نورث برس
يخشى لؤي السيد (41 عاماً)، وهو نازح في مخيم أطمة شمال إدلب، شمال غربي سوريا، مع اقتراب فصل الشتاء، أن تتكرر المعاناة التي عاشها خلال الأعوام الثلاثة الماضية من نزوحه بسبب غرق خيمته كلما هطل المطر.
وقد اضطر الرجل كحال مئات العائلات النازحة من ريف حماة لنصب خيامهم على أراضٍ زراعية لا تصلح للسكن، ما يتسبب بغرق الخيام في الوحل والمياه طوال فصل الشتاء.
وكان “السيد” قد نزح مع أسرته المؤلفة من سبعة أفراد من منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي، عقب تقدم قوات الحكومة السورية في المنطقة مطلع العام 2018.
أوضاع صعبة
ووفق آخر إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”، فقد بلغ عدد النازحين في مناطق شمال غربي سوريا، 2.1 مليون نازحاً، من أصل أربعة ملايين سوري يسكنون في مناطق المعارضة السورية.
ويبلغ عدد سكان المخيمات أكثر من مليون و400 ألف نازح، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيماً عشوائياً أقيمت على أراض زراعية.
وتعاني مخيمات منتشرة في شمالي سوريا، من ظروف صعبة أسفرت الشتاء الماضي عن حالات وفاة وإصابات، فضلاً عن تشريد المئات بعد غرق خيامهم.
ويشتكي سكان المخيمات من أن أغلب الطرق الترابية والشوارع بين الخيم تتحول إلى برك مياه ووحل مع بداية هطول الأمطار، فيما لم يتم تبديل خيامهم “المهترئة” منذ سنوات.
وتسببت أمطار العام الفائت بغرق خيمة ” السيد” وتشريد أطفاله عدة مرات ليلاً، نتيجة حدوث فيضانات أدت إلى إغراق أكثر من نصف المخيم.
طرق ترابية
ولم تتمكن الآليات من الوصول إلى المخيم حينها، نظراً لكون الطريق الواصل إلى المخيم ترابي “وتحول إلى بركة مياه”، على حد قول “لسيد”.
يقول لنورث برس إن المشكلة الرئيسة التي تسبب الفيضانات هي عدم وجود شبكات لتصريف مياه الأمطار، ومعظم الطرقات داخل المخيم ترابية.
ويشير عبد السلام الأحمد (38 عاماً)، وهو مدير إحدى القطاعات في مخيم الضياء، الذي غرق العام الفائت عدة مرات، إلى أن إدارة المخيم و أهالي المخيم ومنذ العام الفائت يناشدون و يشتكون للمنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة في المنطقة دون جدوى.
ويتخوف “الأحمد” من تكرار المأساة نفسها مع اقتراب دخول فصل الشتاء، الذي “يُدخل الرعب في قلوب الأطفال والنساء مع أول هطول مطري”.
ويقول: “الجميع في العالم ينتظر الأمطار ويفرحون بنزولها، إلا أن الأمر مختلف بالنسبة لسكان المخيمات الذين تغرقهم هذه الأمطار”.
ويضيف أن بعض سكان المخيم قاموا بجمع مبالغ مالية تصل إلى 20 ليرة تركية من كل عائلة (نحو 8ثمانية آلاف ليرة سورية)، من أجل فرش الطرقات الرئيسية في المخيم بمادة البحص، لكن المبلغ لا يكفي لطريق بمسافة أقل من 800 متر، بحسب “الأحمد”.
خيم مهترئة
وليس حال سكان مخيم خير الشام المجاور قرب بلدة كلي شمال إدلب، بأحسن من سابقه، حيث يشتكي نازحوه من رداءة الخيام واهترائها نظراً لقدمها.
ويعود توزيعها لمطلع العام 2016، ولم يجر استبدالها حتى اليوم، على الرغم من المناشدات التي أطلقها نازحون.
واضطر سامر الضمان (56 عاماً)، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي، لشراء خيمة جديدة بمبلغ 150 دولاراً (نحو 500 ألف ليرة سورية) من أجل استبدال بالخيمة القديمة، بعد أن باتت مهترئة ومضت سنوات على استلامه لها.
ويقول إن معظم السكان في المخيم لا يتمكنون مثله من استبدال خيامهم على حسابهم الشخصي، بسبب وضعهم المادي المتردي.
“فالمبلغ الذي دفعته ثمناً للخيمة ليس بقليل على نازحين يعانون من أوضاع معيشية واقتصادية سيئة جداً”.