عناصر الفيلق الخامس وتحول المغريات بعد الانضمام إلى قرارت تعسفية وفساد مالي

حلب- نورث برس

فشلت جميع محاولات عبد الحميد جمعة (22 عاماً)، وهو عنصر في الفيلق الخامس، في ترك صفوف التشكيل ولا يمانع العودة لصفوف القوات الحكومية التي كان ضمنها سابقاً، لكن طلباته تلك ووجهت بالرفض من قادته.

ومطلع العام 2017، أسست القوات الحكومية الفيلق الخامس- اقتحام، وتم افتتاح 11 مركزاً لاستقطاب العناصر غير المكلفين بالخدمة العسكرية الإجبارية أو الفارين منها.

وكان الانضمام للتشكيل المدعوم روسياً يتم بداية بموجب عقد رسمي مدته عام كامل وبراتب 200 دولار أميركي شهرياً.

ويصف “جمعة” قرار نقله من قطعته العسكرية في الكسوة بريف دمشق إلى إحدى جبهات إدلب الساخنة أثناء فترة اقتحام مدينة خان شيخون بالتعسفي بأنه تم دون إرادته.

ويضيف أنه أجبر على توقيع العقد دون السماح له بقراءة بنوده، فالضابط المسؤول اكتفى عند نقله بالقول: “إنت أمورك كبيرة، وهَي صار راتبك 200 دولار”.

وقال “جمعة” إن مشاهد الاقتحامات لاحقاً ضد مسلحي المعارضة “كانت تتم على مبدأ اقتحموا أو موتوا، ولم يتم تأمين أي تغطية جوية أثناء تلك الاقتحامات”.

إغراءات للانضمام

واعتبر مسعود الحكيم (55 عاماً)، وهو أحد سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب ومن المنضمين للفيلق الخامس اقتحام منذ العام 2019، أن الإغراءات المالية هي ما جذبته.

وأضاف لنورث برس: “توقعت أن تكون الخدمة مناسبة لسني وصحتي الجسدية، ولكن حدث العكس”.

وقال إن فرزه تم لأحد الجبهات العسكرية في البادية السورية في تدمر لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، “وذلك رغم كبر سني، فقدمت استقالتي لكن تم رفضها”.

وأشار “الحكيم” إلى رد الضابط المسؤول عندما أبدى رغبته في تسليم سلاحه والعودة لمنزله: “إذا أقدمت على أي خطوة ستتم ملاحقتك ورفع نشرة فرار من السلاح بحقك”.

يقول إنه الآن ينفق نصف راتبه الشهري “كأجرة للمواصلات وهدايا للضابط مقابل منحه إجازة لرؤية عائلته”.

وبحسب مصادر خاصة، يحتوي الفيلق أربعة ألوية يضم كل منها ثلاث كتائب بقوام 300 عنصر، إضافة إلى 15 ألف عنصر انضموا مؤخراً من مسلحي تشكيل “لواء البعث” التابع لحزب البعث العربي الاشتراكي والموزعين على ثلاث كتائب جديدة.

كما انضم مئات المقاتلين من مسلحي المعارضة السورية المسلحة الذين أجروا تسويات حكومية بضمانات روسية للتشكيل، وخاصة أبناء محافظتي السويداء ودرعا، وفق ضباط وعناصر.

فساد مالي

وصدر بحق أمير شعار (35 عاماً)، وهو أحد سكان حلب المدينة ، نشرة احتياط للالتحاق بالفيلق الخامس كموظف إداري مطلع العام 2018.

لكنه فوجئ بعد التحاقه بتسلميه عتاداً عسكرياً مع سلاح رشاش وزجه في إحدى الجبهات بريف مدينة حماة، على حد قوله.

وقال “شعار” إنه كان يتقاضى راتباً أقل بكثير مما كان مدوناً في العقد، وحين تقدم بطلب توضيح للأمر، قال له المترجم الروسي: “نحن ندفع، لكن لتدافعوا عن أرضكم ودولتكم، فلا تكن مرتزقاً”.

ويشرف الأميرال الروسي “فيتشيسلاف سيتكن” على الفيلق الخامس-اقتحام بمساعدة عدد من الضباط الآخرين من الجنسية السورية، بحسب “شعار”.

ومن جهته، قال علي مهنا (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد الضباط العاملين في اللواء الأول التابع للفيلق والمتمركز على طريق تدمر-دير الزور، إن مهمتهم تنحصر في ضبط “العساكر” على اعتبارهم سوريين.

ووافق “مهنا” على قرار نقله للفيلق الخامس في الشهر الرابع من العام 2018 طمعاً في حياة أفضل لعائلته، كونه سيتقاضى راتباً شهرياً أضعاف راتبه السابق.

 لكن الضابط يقول الآن:” نعامل كمرتزقة من جانب المسؤولين الروس، فنحن ملزمون بتنفيذ أوامرهم حرفياً، ولولا مرارة الأوضاع الاقتصادية لما قبلت بذلك”.

وحاولت نورث برس التواصل مع حساب للقناة المركزية للجيش الروسي في سوريا على موقع فيسبوك بخصوص هذه الاتهامات، لكنها لم تتلق أي رد.

ويعتبر الفيلق الخامس أحد أذرع روسيا في سوريا حيث تقوم من خلاله باقتحام المناطق التي تبغي السيطرة عليها، ناهيك عن اعتبار قادته محميين من المساءلة القانونية لعدم خضوعه لقيادة القوات الحكومة السورية، بحسب الضابط.

ويضيف “مهنا”: ” لكن الأوامر تصدر من المسؤولين الروس فقط”.

إعداد: آردو حداد- تحرير: فنصة تمو