إصلاح الأحذية بدل شراء الجديدة يزيد المقبلين على إسكافيين في السويداء

السويداء- نورث برس

يرى عاملون في إصلاح الأحذية في السويداء، جنوبي سوريا، أن ما سبب ازدياد الإقبال على محالهم هو الوضع المعيشي المتدهور لغالبية العائلات التي وضعت المواد الغذائية كأولوية وراحت تفكير بسبل أخرى لتدبر باقي احتياجات أفرادها.

ويعتبر إسكافيون أن اقتراب الشتاء وبدء دوام المدارس ساهم في ازدياد المقبلين على محالهم.

وتضم السويداء المدينة نحو 20 محلاً لتصليح الأحذية القديمة، ولا تتجاوز تكلفة ذلك أكثر من ثلاثة آلاف ليرة للزوج الواحد، بينما يباع الجديد منها بنحو 50 ألف ليرة سورية.

واعتبر لؤي درغم (٥٢ عاماً)، وهو إسكافي في السويداء، أن مهنته بدأت تعود للانتعاش من جديد بعد أن أُهملت سابقاً.

وأضاف أن عدد المقبلين على محله مؤخراً يبلغ أضعاف من كانوا يتوجهون إليه قبل أشهر قليلة.

ومع موسم افتتاح المدارس هذا العام، وجدت أرباب عائلات في السويداء ومناطق سورية أخرى أنفسهم عاجزين عن تلبية كل احتياجات أبنائهم.

واكتفى فهد رضوان (٤٩ عاماً)، وهو مدرس يعيش في السويداء، بإصلاح أحذية قديمة لأولاده الأربعة (طلبة ثانوية وجامعة) بتكلفة عشرة آلاف ليرة، وذلك بعد معاينته لأسعار الجديدة منها في الأسواق.

يقول إن أحدهم قد يحتاج لما يقارب مئة ألف ليرة، وهو مبلغ لا يتمكن من تأمينه مع مصاريف كثيرة للاحتياجات الأخرى، من راتبه البالغ 60 ألف ليرة سورية.

لكن المشكلة لا تحل بهذه البساطة، بحسب “رضوان” الذي يضيف أنه لابد من شراء الجديد في وقت ما، “وحينها سأضطر غالباً للاستدانة”.

وينتقد عاملون نقابة الحرفيين في سوريا لأنها لا تعتبر مهنة السكافة على أنها حرفة ولا تمنح العاملين بها حق الانتساب لنقابة الحرفيين، بحسب عضو في نقابة المهن الحرفية في السويداء.

ومن جهته، وصف رحيم علم الدين (٥٧ عاماً)، وهو مسؤول حكومي في القطاع الصناعي، مهنة السكافة بـ”المهنة البسيطة التي وجدت لمساعدة الفقراء”.

ووجد أن انتعاشها الآن حالة طبيعية في ظل الأوضاع المعيشية المتردية للسكان.

وقال إن السويداء تضم معملاً حكومياً لصناعة الأحذية، “لكنه متوقف عن العمل منذ عشرة أعوام لأسباب تتعلق بالتخطيط وضعف التمويل”.

إعداد: سامي العلي- تحرير: فنصة تمو