قيادي كردي: لا بوادر أو تحذيرات من الجانب الأميركي للانسحاب من سوريا

ألمانيا ـ نورث برس

نفى بدران جيا كرد نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية، أمس الاثنين، وجود بوادر أو تحذيرات من الجانب الأميركي حول الانسحاب من سوريا كما حصل في أفغانستان.

وجاء حديث “جيا كرد” في جلسة حوارية تحت عنوان “سبل تحقيق حوكمة رشيدة في مناطق الإدارة الذاتية – شمال وشرق سوريا” في مدينة بوخوم بألمانيا (540 كم شرقي برلين)، مع عدد من النشطاء والصحفيين وممثلين عن منظمات مدنية بهدف توضيح بعض المسائل وكذلك الاستماع إلى انتقاداتهم ومقترحاتهم.

وفي الجلسة الحوارية التي عُقدت برعاية ودعوة من “المركز الكردي للدراسات” ومقره مدينة بوخوم غربي ألمانيا، تناول المسؤول في الإدارة الذاتية خلال حديثه بشكل مفصل ومطول “المخاوف الشعبية على شمال شرقي سوريا في ظل التطورات العالمية الأخيرة حيال الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص”.

كما تطرق للحديث عن تأثير الوجود الأميركي وكذلك الروسي على سكان المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية والأوضاع الاقتصادية الحالية التي يعيشونها والحوارات الكردية – الكردية بالإضافة إلى مسائل أخرى.

وشدد “جيا كرد” في مستهل حديثه على أن “سيناريو الانسحاب الأميركي الذي حصل في أفغانستان مؤخراً لم يكن بالأمر المفاجئ كون الرئيس جو بايدن أشار إلى حدوث هذا الانسحاب قبل عشر سنوات عندنا كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما”.

وأضاف: “حتى الآن لا توجد بوادر وتحذيرات من الجانب الأميركي للانسحاب من سوريا”. كما أشار إلى أنهم (الإدارة الذاتية) تلقوا بمثابة تطمينات من المعنيين الأميركيين حول هذا الصدد”.

وأعرب المسؤول عن اعتقاده في أن قرار الانسحاب “يعود إلى دواعٍ عديدة أهمها خطر احتمال ظهور داعش مجدداً بالإضافة إلى التوازنات الدولية الحالية على الأرض السورية في ظل تعاظم النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة”.

وحول الحوار مع حكومة دمشق، قال بدران جيا: “شئنا أم أبينا فإن النظام الحاكم في دمشق أصبح في السنوات الأخيرة جزءاً من المشكلة العامة وليس مجرد هامش على طاولة الصراع الدولي كما في السنوات الأولى من الأحدث السورية”.

وأضاف: “لذا فإن محاولات إيجاد اتفاق سياسي معه فيما يخص مصلحة أبناء سكان المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية مستمرة، لكن الحكومة في دمشق غير متجاوبة”.

وأشار إلى أنه “تم مناقشة اتفاق سياسي مع حكومة دمشق، مع الجانب الروسي مرات عديدة بما فيها ضمن الزيارة الأخيرة لوفد مجلس سوريا الديمقراطية إلى موسكو”.بناأبن

وتطرق “جيا كرد” إلى الحوارات بين أحزاب الحركة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي.

وأشار إلى أن هذه المباحثات شبه متوقفة والسبب يعود إلى “عدم الاتفاق على النقاط العريضة بعد مثل الموقف من الوجود التركي في عفرين وكذلك شكل الإدارة الذاتية ووضع القوى المسلحة وغيرها”.

وقال: “الاتفاق يجب أن يحصل لتطوير الإدارة الذاتية والمكتسبات والحالية وليس لإلغائها أو انقاصها وحتى لو حدث اتفاق فيه إلغاء أو انتقاص لدور وعمل الإدارة الذاتية فإننا أيضاً لن نقبل بإنهاء إدارة تأسست بدماء عشرات الآلاف من شبابنا وبناتنا”.

وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار في الآونة الأخيرة، شدد المسؤول على أنهم في الإدارة الذاتية “يسعون دائماً لتقديم الأفضل للمواطنين”.

وبرر سوء الأحوال الاقتصادية في بعض المجالات وغلاء بعض السلع، بأنها “مرتبطة بالوضع العام الذي تعيشه المنطقة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الخطر التركي وكذلك عدم وجود التجاوب الكافي مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية بالإضافة إلى الجفاف الذي أصاب المنطقة في السنوات الثلاثة الأخيرة”، على حد قوله.

وفي الجزء الثاني من الجلسة تحدث معظم الحاضرين وقدموا وابلاً من الانتقادات والشكاوى من جهة، وكذلك حزمة من المطالب والمقترحات من جهة أخرى بهدف إيجاد الحلول.

وفي المقابل، رد “جيا كرد” على معظم المداخلات وتضمنت أجوبته الاعتراف ببعض الأخطاء ومحاولة حلها، ودافع عن بعض النقاط الأخرى التي اعتبر “بأنها ليست بأخطاء وإنما بحاجة لتوضيح أسبابها”، على حد تعبيره. 

وقال رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل في تصريح لنورث برس: “لقد اغتنمنا فرصة تواجد السيد بدران جيا في أوروبا وأردنا إقامة جلسة ولقاء بينه وبين عدد من النشاط ليتسنى لهم طرح شكاويهم ومطالبهم والاستماع إلى توضيحات الإدارة عن قرب، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث تقارب وتفاعل أكثر بين الإدارة الذاتية والناشطين المدنيين”.

وأشار “خليل” إلى أنه “بسبب جائحة كورونا كانت هذه اللقاءات المباشرة شبه متوقفة والآن وبعد عودة الحياة إلى سابق عهدها نوعاً ما على المؤسسات المدنية ونحن في المركز الكردي للدراسات أيضاً”.

وأضاف: “علينا تنظيم هكذا ملتقيات بهدف إيصال أصوات الناشطين إلى المعنيين في الإدارة بشكل عملي أكثر سواء في الداخل أو في الخارج، وهذا الأمر من شأنه زيادة التواصل بين النشطاء والإدارة بهدف محاولة إصلاح مواطن الخلل قدر وتقديم المشورة قدر الإمكان”.

كما قال مدير مؤسسة إيزدينا علي عيسو في تصريح لنورث برس: “نعتبر النشاطات التي تجمع بين المؤسسات المدنية والإدارة الذاتية خطوة هامة، لأنها فسحة لمعرفة مواطن الخلل والإشكاليات الموجودة بين الإدارة وبعض المنظمات المدنية مما يسهل حلها وبشكل أفضل”.

وقال “عيسو” أيضاً: “نحن أيضاً تحدثنا عن انتقاداتنا وفي المقابل قدمنا المقترحات وهم تقبلوا بذلك بصدر رحب، لكن نأمل بعد ذلك أن يتم العمل بشكل فعلي أكثر لتقوية التنسيق بين المنظمات المدنية والإدارة الذاتية”.

إعداد: شيروان إبراهيم ـ تحرير: معاذ الحمد