بعد 16 عاماً.. ميركل تتنحى عن السلطة

القامشلي ـ نورث برس

ستتنحى أنغيلا ميركل عن السلطة بعد ستة عشر عاماً شغلت خلالها منصب المستشارة الألمانية.

وقادت ميركل التي وصفتها نشرة “فوربس” بـ”أقوى امرأة في العالم”، بلادها منذ عام 2005 عبر مرحلة شهدت فيها ألمانيا والعالم الكثير من التطورات المتسارعة.

لكن ميركل نجحت في اجتياز العديد من التحديات الداخلية والخارجية.

من هي ميركل؟

عام 2005 أصبحت ميركل أول امرأة تشغل منصب مستشارة ألمانيا. وهي سيدة محافظة ابنة رجل الدين، التي نشأت في ألمانيا الشرقية.

نجحت ميركل في الحصول على أصوات الناخبين من اليمين واليسار على حد سواء، إذ أثبتت أنها تفهم عقلية الشعب الألماني وأهمية الثقة التي يمنحها للسياسي.

عُرفت ميركل بأنها إدارية “ممتازة”، رغم أنها تميل إلى الحذر والتأخر في اتخاذ قراراتها.

ولم يعرف عن المستشارة الألمانية السابقة “التورط بأي فضيحة، كما لا يوجد في ماضيها أسرار كان الكشف عنها سيضعها في موقف حرج”.

وشغلت ميركل منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) لأربع فترات متتالية. ويعتقد أنها لم تكن تنوي الترشح لولاية رابعة، لكنها عدلت عن رأيها بعد عشاء مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2016.

وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن أوباما هو من “ناشد ميركل لخوض الانتخابات مرة أخرى حتى يتمكن شخص ما -هي- من توحيد الغرب والعالم. وبعد أربعة أيام من هذا اللقاء، أعلنت ميركل ترشحها”.

وتحظى ميركل وسياساتها بشعبية في ألمانيا. إذ قادت دفة السياسة الألمانية وسياسة الاتحاد الأوروبي بنجاح خلال أكثر من عاصفة سياسية.

ونجحت ميركل في تخطي الكثير من الأزمات التي كان من الممكن أن تطيح بها، فمن أزمة منطقة اليورو مروراً بقضية المهاجرين وصعود الشعبوية إلى وباء كورونا.

وقادت ميركل بلادها خلال فترة عرفت الكثير من التطورات المتسارعة على الساحة الدولية.

لكن منتقديها ما انفكوا يشيرون إلى أنها تفتقد إلى النظرة الثاقبة للمستقبل وتميل إلى الحفاظ على الوضع القائم، فهي تقدم “الاستمرار على التغيير”.

ومن بين 1.8 مليون شخص تقدموا بطلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2014 و 2015، استقبلت ألمانيا ثلث هذا العدد.

وعام 2015، سجلت حكومة ميركل أكثر من 440 ألف طلب بينما زعم المسؤولون الألمان أن أكثر من 1.1 مليون شخص قد دخلوا البلاد.

وفي آب/ أغسطس من العام ذاته، انتهجت ميركل سياسة الحدود المفتوحة التي سمحت للمهاجرين بالتقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا بغض النظر عن دولة الاتحاد الأوروبي التي وصلوا إليها أولاً، مخالفة بذلك بنود اتفاقية دبلن التي تنص على أن على أي لاجئ أن يقدم أوراقه في أول بلد آمن يصل إليه.

ومع تدفق موجات طالبي اللجوء إلى البلاد، واجهت ميركل انتقادات واسعة وردود فعل سياسية عنيفة من اليمين المتشدد المعادي للهجرة.

لكنها أصرت على موقفها وقالت إن على ألمانيا أن “تمد يد المساعدة للآخرين”.

وقالت ميركل، إنها ستواصل بعد استقالتها من منصبها، العيش في شقتها في برلين، وكذلك في المنزل الريفي في أوكرمارك، الذي تمتلكه عائلة المستشارة.

وتعيش ميركل، مع زوجها أستاذ الكيمياء الدكتور يواكيم سوير، في بناية متعددة الشقق وسط برلين، ويطل بيتها على متحف Pergamonmuseum الشهير وكورنيش نهر شبريه.

وتقع شقة المستشارة في الطابق الرابع الأخير في بناية من القرن التاسع عشر. ولا توجد أسوار حول المبنى، كما أنه يفتقر إلى فناء أو حديقة.

ووفقا لوسائل الإعلام، يوجد في البناية شقق سكنية، يقيم فيها ألمان في سن التقاعد وما قبل التقاعد.

والملفت للنظر أن ميركل، رفضت الانتقال إلى سكن توفره الدولة، عندما استلمت منصب المستشارة.

وكالات