“المدعوم لا يكفي وغير المدعوم لا يتوفر”.. قصة البنزين بحلب

حلب- نورث برس

تزدحم طوابير طويلة لسيارات البنزين على محطتين للوقود في حلب، شمالي سوريا، تبيعان مادة البنزين غير المدعوم من نوع “أوكتان”، وذلك في ظل عجز الحكومة عن إيصال ما يكفي حاجة السكان لهم.

وعلى الرغم من أن تحديد موعد تسليم البنزين المدعوم، عبر رسالة نصية غير معروفة المدة، ساهم في عزوف أصحاب سيارات من التوجه للمحطات بسبب عدم جدوى ذلك، إلا أن الازدحام استمر على البنزين غير المدعوم.

ويباع بنزين “أوكتان” غير المدعوم في محطة وقود في منطقة الزبدية ضمن مدينة حلب، وفي أخرى غربها على طريق دمشق-حلب.  

ويبلغ سعر البنزين غير المدعوم ثلاثة آلاف ليرة لليتر الواحد، بينما يباع الليتر الواحد من المدعوم بـ 750 ليرة لليتر الواحد.

ازدحام ومحسوبيات

وقال أديب الحافظ (34 عاماً)، وهو صناعي من سكان حي سيف الدولة إنه لا يحصل سوى على 25 ليتراً من البنزين الحكومي المدعوم كل 12 يوماً وأحياناً لنصف شهر.

وأضاف: “كمية 50 ليتراً شهرياً لا تكفيني وحتى إن وصلت لـ 75 ليتراً في أفضل الأحوال لن تسد حاجتي”.

ويمتلك “الحافظ” ورشة “لخراطة المعادن” في حي القاطرجي الصناعي، ويحتاج للتنقل بسيارته من منزله في سيف الدولة إلى مكان عمله بشكل يومي، “بالإضافة لجولة أسبوعية بين المحافظات”.

ويعتبر أن من واجب الحكومة على الأقل توفير الوقود بسعر غير مدعوم للسكان وأصحاب الأعمال، ما دامت لا تستطيع تأمين احتياجاتهم بأسعار مناسبة.

وأشار الصناعي إلى أنه يقصد منذ ثلاثة أيام محطة الوفود في الزبدية ولا يتمكن من تعبئة سيارته “بسبب الازدحام والفوضى في التسيير والتعبئة”.

الأمر نفسه يرويه عبد الغني السواس (51 عاماً)، وهو من سكان حي الفرقان: “إذا أردت تعبئة سيارتك ببنزين الأوكتان، فأنت بحاجة لواسطة كبيرة إما من جهة أمنية نافذة أو من محافظ حلب شخصياً”.

ويضيف: “السبيل الثالث هو أن تدفع أكثر من 30 ألف ليرة للشرطة المسؤولة عن تنظيم الطابور لقاء إعطائك أولوية للدخول من مكان خاص للمحطة”.

ومنذ السادسة صباحاً، يقف “السواس” في طابور الدور، ومازال الطابور طويلاً في الرابعة عصراً.

من المستفيد؟

يقول إن التفضيل ليس سراً، “فالسيارات المفيّمة التي تتبع لمسؤولين ونافذين لا تنتظر”.

لكنه يعتبر الأمر “معيباً حقاً، فلماذا لا يتم توفير المادة ما دامت تباع بأسعار غير مدعومة”.

ويعتقد “السواس” أن المستفيد من خلق الطوابير “هو فقط من يطرح كميات كبيرة من البنزين العادي المدعوم بسعر خمسة آلاف ليرة لليتر الواحد في السوق السوداء، ليكون السكان مضطرين للتوجه إليه ما دام المدعوم لا يكفي وغير المدعوم لا يتوفر”.

 لكن ياسين العموري، الذي يسكن قريباً من محطة وقود الزبدية، قال لنورث برس إن المحطة تحوي مضختي وقود تعملان ببطء، “فتعبئة كل سيارة تحتاج لعشر دقائق أو ربع ساعة أو أكثر بحسب سعة خزان السيارة”.

 وأضاف: “ما بين التعبئة والمحاسبة على ثمن الأوكتان يضيع الوقت وتزداد الطوابير عدا عن السيارات التي تدخل الكازية بالواسطة، ما يسمح بالمزيد من المحسوبيات”.

ويشير “العموري” إلى أن الحال أسوأ في المحطة الثانية المخصصة لبيع “الأوكتان” بسعر غير مدعوم، فهي تعمل بمضخة واحدة فقط.

ويرى أن الحل “ببساطة” هو زيادة عدد المحطات التي تبيع البنزين غير المدعوم أو زيادة عدد مضخاتها على الأقل.

إعداد: نجم الصالح- تحرير: حكيم أحمد