عجز تربية حماة عن معالجة مشكلات الازدحام في المدارس ونقص مستلزماتها
حماه- نورث برس
تشهد مدارس في مدينة حماة وسط سوريا، الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، نقصاً في الكتب المدرسية وعجزاً في تقديم الخدمات الأساسية للتلاميذ.
وأقفلت مدارس بحماة أبواب المرافق الصحية والحمامات بسبب حاجتها للصيانة والانقطاع المستمر للمياه أوقات الدوام، وسط عجز وزارة التربية ومديريتها في المدينة عن تأمين المستلزمات وتنفيذ أعمال الصيانة.
اكتظاظ وإغلاق مرافق
وتقول حلا المدني (31عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى سكان حي المغلية في حماة، إن ابنتها ذات ال11ـعاماً، تعاني من ألم في الكلى والتهابات منذ التحاقها بمدرسة مسلم الابتدائية بداية العام الدراسي الحالي.
وقامت إدارة المدرسة بإغلاق الحمامات نتيجة انقطاع المياه عنها وعدم قدرتها على تأمين ثمن مياه الشرب والغسيل من الصهاريج، بحسب “المدني”.
وتضيف المرأة أنها ذهبت لتشتكي للإدارة لتجد المدرسة في حال “يرثى له”، مع انعدام النظافة، وإغلاق المغاسل والحمامات.
وعندما طالبت المديرة بفتح الحمامات للأطفال، أخبرتها أن عليها التبرع بثمن صهريج مياه، كي يقوموا بإعادة تشغيل المرافق.
ويبلغ عدد المدارس في مدينة حماة 1539، منها 1120 مدرسة حلقة أولى وثانية،
بينما يبلغ عدد الثانوية 263 مدرسة، بحسب تصريحات رسمية.
وأشار “المنجد” إلى أن عدد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس ببداية العام الدراسي، يبلغ نحو 440919 طالباً وطالبة.
وتكتظ صفوف المدارس بأعداد تزيد عن قدرتها على الاستيعاب، وقد يزيد عدد الطلاب بالصف الواحد لأكثر من 50 طالباً، يتم حشرهم في عدد قليل من المقاعد، بحسب أولياء تلاميذ ومعلمين.
استخفاف وغياب الوقاية
ويقول زاهر محمد، وهو مدرس لغة عربية في إحدى مدارس الذكور في حي التعاونية، إن الشعب الصفية تمتلئ بالطلاب، وسط انقطاع تام للكهرباء طوال أوقات الدوام.
ويتهم المدرس وزارة التربية بالاستخفاف بحياة المعلمين وزجهم في صفوف ممتلئة بالطلاب، في ظل انتشار مرض كورونا.
ويضيف أن “المدارس النموذجية والإجراءات الوقائية التي نسمع بها، توجد فقط في تصريحات وزير التربية، ولا وجود لها على أرض الواقع”.
وتقوم إدارة المدارس بتقليل عدد الطلاب في الصفوف عند زيارة أي مسؤول، لتصوير أن هناك تباعداً يطبق ضمن إجراءات الوقاية من كورونا التي تتحدث عنه الوزارة.
بينما يتم إرسال باقي التلاميذ إلى باحة المدرسة أو غرفة جانبية، ريثما ينتهي التصوير، وفقاً للمدرس.
وتعاني مديرية تربية حماة من عجز في الميزانية وعدم وجود أموال لتصليح المدارس أو تنظيفها أو تأمين مستلزمات المدارس.
وفي الحادي والثلاثين من آب/أغسطس الماضي، قال مدير تربية حماة لصحيفة الوطن، إن المديرية اتخذت كل الاستعدادات المطلوبة للعام الدراسي الجديد.
وأشار إلى أنه عمم على إدارات المدارس، ضرورة توزيع الكتب المدرسية في اليوم الأول من الدوام.
بالإضافة للتأكيد على تطبيق البروتوكول الصحي في المدارس، من خلال فرز مشرفين صحيين يتابعون الحالات الصحية والطلاب والمعلمين، ومتابعة نظافة المدراس بشكل يومي.
لكن واقع الحال يؤكد عم تطبيق شيء من كلام مدير التربية، بحسب “محمد”.
“فقد اصبحت المدارس في أسبوعها الرابع ولم يستلم الطلبة الكتب بعد، كما لم تنظف أو تُتخذ إجراءات الوقاية من كورونا”.
ووصف طلال النوري (53 عاماً)، وهو اسم مستعار لمدير إحدى المدارس الابتدائية في حي طريق حلب، حال المدارس بسيء جداً.
وقال إن “كل عام دراسي يأتي على الطلاب والمدرسين يكون أسوأ من الذي سبقه”.
وأشار إلى أن التربية عاجزة تماماً حتى عن تأمين الأدوات التعليمية من أقلام وأوراق ومصنفات.
بنيما يبدو إجراء التصليحات الدورية وصيانة المرافق شبه مستحيلاً في ظل الوضع الراهن لمالية التربية.
وبالرغم من مطالبة “نوري” لمديرية التربية عدة مرات بإرسال الكتب لمدرسته لكنه لم يتلق سوى الوعود، بعد مرور ثلاثة أسابيع على افتتاح المدارس.
وتتسبب وعود مديرية التربية بإرسال الكتب، ثم عدم الإيفاء بها، إحراجاً للمديرين أمام الأولياء، بحسب مدير المدرسة.
“فأغلب المدارس تكاد تخلو من الكتب المدرسية وخاصة التي تم تغييرها هذا العام كمادة اللغة الانجليزية والتعلم الوجداني”.