قرويون بريف الحسكة يقضون لياليهم في العراء مع استمرار القصف التركي
تل تمر – نورث برس
بين أنقاض منزله المدمر في قرية المجيبرة بريف بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، يتفحص أحمد الشلو الدمار الذي لحق بداره جراء قصف للقوات التركية و فصائل المعارضة السورية الموالية لها والمتمركزة على تخوم القرية.
ومنذ أكثر من شهر، تتعرض عشرات القرى الواقعة شمال بلدة تل تمر لقصف مكثف بالقرب من خطوط التماس بين مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة، ومناطق سيطرة قوات مجلسي تل تمر العسكري والعسكري السرياني النضويين في قوات سوريا الديمقراطية.
وأسفر القصف حتى الآن، عن دمار منازل وممتلكات ومقتل وإصابة عشرات السكان.
“ننام في العراء”
وقبل أيام تناثرت شظايا وسقطت قذيفة مدفعية لم تنفجر بين ركام منزل”الشلو” الذي فر لأطراف القرية بعد سماع دوي قصف قريب.
يقول: “الوضع هنا غير آمن ، فمن الممكن أن تنهال القذائف علينا في أي وقت”.
ويشير إلى عدم وجود أي عسكري في القرية، “لكن على الرغم من ذلك فالقصف لا يتوقف على ممتلكاتنا، كما ترون”.
ويضيف “الشلو”: “مع حلول المساء يترك من تبقى في القرية منازلهم وينامون في الأراضي الزراعية، خشية على حياتهم”.
وتخشى عائلات متبقية ضمن القرى الموجودة على خط التماس، على مصيرها مع تصعيد القوات التركية لقصفها على المنطقة، رغم وجود اتفاقيتين لوقف إطلاق نار موقعتين بين تركيا وكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أواخر العام 2019 بعد هجومها على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.
ويقول سكان “إن القصف المستمر منذ نحو شهر بشكل شبه يومي، ليس له توقيت محدد، فأحياناً يستمر طوال الليل وفي أحيان أخرى في ساعات النهار.
كما طال القصف منشآت حيوية وخدمية وتعليمية بريف بلدة تل تمر، أبرزها محطات وخطوط الكهرباء، ما تسبب بخروجها عن الخدمة.
وبحسب ‘‘الشلو’’، فإن هناك الكثير من القذائف التي سقطت ضمن القرية ومحيطها دون أن تنفجر، ويتخوف السكان من بتسببها بهلاكهم وأطفالهم، حيث يرعى بعضهم الأغنام ويزرعون المحاصيل على أطراف القرية.
يقول، وهو يحمل بيده بقايا قنبلة ضوئية منفجرة: “هذه القنابل عندما تُطلق، تضيء سماء المنطقة ويتحول الليل إلى نهار’’.
وتسبب القصف المتكرر للقوات التركية بنزوح عشرات العائلات في القرى الشمالية من منازلهم والتوجه صوب بلدة تل تمر ومدن متفرقة في الجزيرة السورية.
وحدث هذا في وقت اكتظت فيه مخيمات النازحين في الحسكة وباتت ترفض استقبال عائلات جديدة، بحسب سكان.
وبسبب استهداف وسائل النقل ضمن عدة قرى قريبة من خطوط التماس يمنع مجلسا السريان وتل تمر العسكريان السماح بالتجول بينها.
وعلى بعد كيلو متر واحد من قرية المجيبرة، تشهد قرية الدردارة، قصفاً عنيفاً يومياً.
ويقول قادة عسكريون ميدانيون، إن أكثر من ثلثي القرية دُمّرت، بالإضافة إلى المدرسة ومبنى مجلسها الخدمي.
وقبل عشرة أيام، أصيب الشاب العشريني جهاد علي، بشظايا قذيفة سقطت بالقرب منه أثناء رعيه لأغنامه في محيط قريتة.
يقول إنه حاول الاحتماء من القصف، لكن إحداها سقطت بالقرب منه، “فتسببت الشظايا المتطايرة بإصابة رجلي’’.
وأضاف: ‘‘منذ شهر ونحن لم نجلس في القرية، فيومياً نأتي لتفقد منازلنا وبعدها نعاود الخروج لنقضي يومنا في العراء’’.