البيت الإيزيدي يتخوّف من مجازر بحق الإيزيديين بسبب تهديداتٍ بالقتل من قبل الفصائل التابعة لتركيا

حلب – زين العابدين حسين – NPA

عبّر مسؤولون في البيت الإيزيدي الكُردي بمدينة حلب في استطلاعٍ أجرته "نورث برس"، عن رأيهم حول العملية العسكرية التركية في مناطق شرق الفرات، قائلين إنّ الدولة التركية كانت جارةً لتنظيم "الدولة الإسلامية" لسنواتٍ طويلةٍ لكنها لم ترَ ما يهدّد أمنها القومي بل قامت بمساعدتهم وتتذرع الآن بحجة الأمن القومي لاجتياح المنطقة.

كما أكّدوا أنّ الفصائل المسلّحة التي تستخدمها الدولة التركية في عمليتها، ارتكبت انتهاكاتٍ كبيرةً بحق معتنقي الديانة الإيزيدية ودمّروا العديد من معالمهم الأثرية عندما هاجموا منطقة عفرين واحتلوها في العام الفائت.

وقال هشام أحمد، الرئيس المشارك للبيت الإيزيدي في مدينة حلب، إنّ حجج الدولة التركية لاجتياح المناطق في شرق الفرات باتت مكشوفةً للجميع وإنّ حجة الأمن القومي لم تعد تنطلي على أحد.

"فتنظيم داعش كان على طول الحدود التركية لسنواتٍ عديدةٍ ولم تهدّد أمنها القومي بل على العكس تماماً قامت بمساعدتها وقدّمت لها المساعدات".

وأضاف أنّ نسبة كبيرةً من الأشخاص الذين تستخدمهم الدولة التركية في الهجوم على شرق الفرات، كانوا عناصر في تنظيم "داعش"، ونسبة منهم هاجموا قضاء شنكال "وأيديهم ملطخة بدماء الإيزيدين وبخطفِ الكثير من النساء الإيزيديات".

مُردفاً "بعد سيطرتهم على منطقة عفرين واحتلالها أجبروا الكثير من معتنقي الديانة الإيزيدية على تغيير ديانتهم إلى الإسلامية قسراً، وتدمير الكثير من مزاراتهم".

ووفقاً لأحمد، فإنهم يتخوّفون من حصول إبادةٍ بحق الإيزيديين في شرق الفرات لأنّ هناك الكثير من القرى الإيزيدية على الحدود السورية – التركية. وبرّر مخاوفه "بأنّ جيش محمد الذي أُطلق على الفصائل المسلّحة التابعة لتركيا، جاء لقتل الكفّار والملحدين بحسب ما كانوا يصرحون به".

وطالب الأمم المتحدة والمؤسسات التي تدافع عن التنوّع الديني والأقليات الدينية بوضع حدٍّ لانتهاكات الجيش التركي والفصائل التابعة له.

ومن جهتها، قالت رانيا جعفر، منسّقة شؤون المرأة الإيزيدية، إنّ الديانة الإيزيدية تعرضت للعديد من الإبادات والفرمانات أثناء الحكم العثماني، الذي حاول كثيراً طمس العادات والتقاليد والثقافة الإيزيدية.

وأكملت أنّ الدولة التركية تسعى إلى نفس الهدف، بمحاربة الأقليات والأديان "وطمس الديانة الإيزيدية أقدمُ ديانةٍ على وجه الأرض". وأنّها تستهدف كافة الأديان والمعتقدات المختلفة، لذلك شهدت القرى الإيزيدية التي تقع على الحدود السورية – التركية نزوحاً كبيراً تخوفاً من تكرار كارثة شنكال.

وأضافت أنّهم في عهد الإدارة الذاتية قاموا بفتح الكثير من المقرات وكانت لهم نشاطاتٌ عدة، إلّا أنّ الدولة التركية وفصائل المعارضة التابعة لها عندما هاجموا منطقة عفرين، دخلوا إلى القرى الإيزيدية وقاموا بتدمير معالمها ومزاراتها.

وأنها فرضت "اللباس الشرعي الإسلامي"، على النساء الإيزيديات وأجبروهن على دخول الجوامع الإسلامية للصلاة، وأقاموا في قرى بافلون، فقيرا، وباصوفان الإيزيدية، جوامع من أجل تغيير معالمها الدينية.