صعوبات لتصريف إنتاج البصل في ديرك

ديرك- نورث برس

يعتمد صالح محمد (60 عاماً)، وهو مزارع في ريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، على أفراد عائلته في جني محصول البصل الذي زرعه هذا العام، مستغنياً عن العمال على أمل أن يخفف التكاليف ويحقق ربحاً “بسيطاً” من مبيع الإنتاج.

ويشتكي مزارعو البصل في ديرك من انخفاض سعر المحصول في الأسواق المحلية وسط صعوبات في تصريف الإنتاج لخارج المنطقة بسبب إغلاق المعابر التجارية على خلاف العام الماضي.

ويقول هؤلاء إن الطلب المحلي على المادة ليس بالحجم الذي يعود بالفائدة على المزارع لا سيما أن أسعارها في السوق المحلية “متدنية” ولا تغطي تكاليف زراعته التي كانت “مرتفعة”.

ويطالب مزارعون الإدارة الذاتية بشراء بذار البصل أو إيجاد طريقة لتصريف المحصول لتخفيف حجم الخسارة عنهم.

وقال “محمد” الذي يتحدر من قرية روباريا إنه زرع هذا العام نحو عشرة دونمات وإنه “سيتعرّض لخسارة كبيرة نتيجة تدهور سعر المحصول إلى دون التكلفة مع بدء إنتاجه”.

وأشار إلى أن التجار لا يشترون المحصول بالجملة، وإذا ما توجه إلى سوق المدينة لتصريفه بالتجزئة فإن خسارته ستزيد وخاصة أن سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح ما بين 300 ليرة و400 ليرة سورية.

ويتراوح سعر كيس النايلون للتعبئة ما بين 500 ليرة و600 ليرة سورية، فيما بلغ سعر شراء الكيلوغرام من البذار أثناء موسم زراعته 2700 ليرة.

وهذا العام، بلغت مساحات الأراضي الزراعية المزروعة بالبصل في منطقة ديرك حوالي 882 دونماً، بحسب جوان عبدو، الرئيس المشارك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية بديرك.

وعن إمكانية شراء اللجنة للمحصول، قال “عبدو” إنهم لم يناقشوا الأم لأن المزارعين لم يتقدموا بأي طلب من هذا النوع، “وفي حال قاموا بذلك، سنناقش مع هيئة الاقتصاد وندرس مدى إمكانية الشراء من عدمه”.

والعام الماضي، تم تصدير الإنتاج عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وهو ما جنب المنتجين الخسائر، بحسب مزارعين محليين.

وقال هفال خليل، وهو مسؤول الجمارك في معبر سيمالكا، لنورث برس، إن تصدير البصل متوقف حالياً في المعبر بسبب الضريبة المرتفعة التي وضعتها حكومة إقليم كردستان على البضائع، وهو ما يؤثر على سعر المادة المصدرة ويؤدي لخسارة التجار.

وأضاف أن التجار على الجانب الآخر من المعبر يمتنعون عن شراء البصل من المزارعين حالياً، لحين تصريف الكميات المخزنة في البرادات لديهم.

ومع انخفاض سعر البصل في السوق المحلية، لجأ مزارعون إلى تخزين المحصول في ساحات منازلهم على أمل أن يشتريه التجار “بسعر جيد”، وسط مخاوفهم من إتلاف المحصول نتيجة تغير الظروف الجوية مع هطول الأمطار وازدياد الرطوبة.

كما عزف المزارعون في المنطقة عن تخزين البصل في برادات حفظ الإنتاج بسبب ارتفاع أجورها، حيث تصل أجور تخزين الطن الواحد من البصل إلى 40 دولاراً أميركياً شهرياً، بحسب مزارعين.

وهذا العام، زرع باران يوسف (28 عاماً)، وهو مزارع من ريف ديرك ثماني دونمات بمحصول البصل، “لكني لم أجد تجاراً يشترون المحصول وفي حال وُجدوا فإنهم سيشترونه بسعر منخفض”.

وأشار إلى أن أجور الأيدي العاملة “مرتفعة”، حيث تبلغ 500 ليرة لتعبئة الكيس الواحد.

وجنى “يوسف” نحو ستة أطنان من البصل، وهو “إنتاج منخفض مقارنة بمساحة الأرض، لأني تأخرت أحياناً في السقاية نتيجة قلّة المياه التي أعتمد عليها في السقاية وهي مياه الينابيع”.

وحتى الآن، وزع عبد السلام أحمد، وهو تاجر وموزع خضراوات في منطقة ديرك، نحو 15 طناً من محصول البصل في سوق ديرك، “وهي كمية قليلة مقارنة مع المساحات الواسعة التي زُرعت بالبصل، فسوق المحصول متوقف بشكل كبير”.

ورأى التاجر أن الحل يكمن في افتتاح المعابر وتصدير الإنتاج،  إذ أن  التصدير “سيساهم برفع سعره وهو ما سيجنب المزارعين خسائر”.

إعداد: سولنار محمد- تحرير: سوزدار محمد