نازحون ومشرفون بمخيم في الحسكة يتبادلون اللوم بشأن غياب الوقاية من كورونا

الحسكة- نورث برس

يقف محمد يوسف، وهو سائق صهريج مياه بانتظار دوره لتوزيع المياه على سكان مخيم واشوكاني لنازحي سري كانيه (رأس العين) في الحسكة، شمال شرقي سوريا، دون إيلاء أي من المجتمعين حوله أهمية لوسائل الحماية من فيروس كورونا أو التباعد الاجتماعي.

وعلى وقع تسارع وتيرة ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية، يتجاهل سكان المخيم الذي يضم 15 ألف نازح مخاطر الوباء ووسائل الوقاية منه.

وقاية غائبة

ويقول “يوسف” وهو من قاطني المخيم، إن الإصابات منتشرة في محيط المخيم، لكن لا توجد إجراءات وقائية في المخيم، “وتكثر التجمعات دون مراعاة الوقاية الصحية من ارتداء الكمامة أو الحفاظ على التباعد الاجتماعي”.

ويعتبر الشاب الثلاثيني أن على الجهات المشرفة على المخيم والمنظمات العاملة هنا، تقديم وسائل الوقاية للسكان،” لأن المخيم كبير ويصعب السيطرة عليه في حال انتشار الفيروس”.

وتسهم العديد من ظروف قاطني المخيم في انتشار الأمراض المعدية سريعاً كتلاصق الخيم والتجمع خاصة خلال تلقي الخدمات والمساعدات.

ويوم أمس الاثنين، أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة إلى 25018، منها 842  حالة وفاة، و2066 حالة شفاء.

وتعتبر الحسكة من المدن التي سجلت معدلات عالية للإصابات مؤخراً، إذ سجلت يوم السبت الفائت، لوحدها 114 إصابة وسط استمرار ارتفاع أعداد المصابين يومياً.

ولم يستبعد الرئيس المشارك لهيئة الصحة في شمال شرقي سوريا، جوان مصطفى، في تصريح سابق لنورث برس، أن يتم تسجيل آلاف الإصابات بالفيروس بشكل يومي، على اعتبار أن الموجة الحالية “سريعة الانتشار”.

وعلى امتداد المخيم الذي أُنشئ على عجل قبل نحو عامين بقرية التوينة القريبة من الحسكة، بعد اجتياح الجيش التركي والفصائل الموالية له منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، يتحدث نازحون عن غياب الجلسات التوعوية بالجائحة أو توزيع وسائل وقاية لهم.

ويقول عبدالعزيز عيسى، وهو شاب ثلاثيني يعمل كموظف في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن المخيم: “في  كل مكان ضمن المخيم ترى تجمعات بين مجموعة أشخاص، ولا توجد وقاية، بالرغم من أن المرض منتشر بكثرة في المنطقة”.

وعلى غرار جميع سكان المخيم، لا يرتدي “عيسى” الكمامة، ويعلل سبب ذلك بأن جميع السكان لا يرتدونها، “فأنا أيضاً لا أرتدي، فمن يرتدي الكمامة يقال عنه بأنه مصاب ويتجنبه الآخرون “.

ويعج  الشارع الرئيس ضمن المخيم والسوق بصيحات الأطفال وبائعي المثلجات، بينما تتبضع النسوة وهن يحملن أكياس بداخلها مستلزمات منزلية.

ويعاني المخيم من ضعف البنية التحتية، حيث تمر مياه الصرف الصحي بين الخيم وتتجمع الأوساخ، بينما تضرب المخيم عواصف غبارية على الدوام.

إصابات في المخيم

ويقول عبدالعزيز الخليف، وهو قائد فريق الطوارئ التابع لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية ضمن المخيم، إنهم سجلوا 15 إصابة بفيروس كورونا منذ انتشار الموجة الرابعة للوباء في المنطقة.

ويضيف أنهم يعملون بشكل دوري على تنظيم دورات تثقيفية بضرورة التقيد ووسائل الوقاية والحفاظ على التباعد الاجتماعي، إلا أن هذه المبادرات “محدودة”.

ووفق قائد فريق الطوارئ الخاص بمصابي كورونا، فإنهم افتتحوا قسمين لاستقبال مرضى  كورونا، واحدة لحالات الاشتباه، والأخرى للحالات المؤكدة ضمن المخيم.

وصعب تطبيق إجراءات الوقاية من الفيروس ضمن المخيم، بحسب المسؤولين القائمين على إدارة شؤون المخيم، “لأن من غير الممكن حجر قاطنيه أو فرض تباعد اجتماعي في خيام مكتظة ومتلاصقة”.

وبحسب “الخليف”، فإن غالبية الإصابات تتوزع ما بين الأعمار المتوسطة التي تتراوح ما بين 20 عاماً و40 عاماً، بالإضافة لتسجيلهم عدة إصابات لمسنين.

وفي ظل انتقادات سكان لغياب دور لجان الصحة في الاعتناء بالمخيم، يشير قائد فريق الطوارئ بالمخيم إلى إطلاقهم حملة تطعيم مؤخراً، “إلا أن بعض النازحين رفضوا اللقاح خوفاً من آثار جانبية محتملة”.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: حسن عبدالله