بيع المحروقات يقتصر على محطات في الحسكة

الحسكة- نورث برس

يضطر سالم أحمد (35 عاماً)، وهو سائق سيارة نقل صغيرة في حي العزيزية بمدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، للانتظار في طابور أمام محطة وقود لعدة ساعات، هذه الأيام، من أجل الحصول على وقود البنزين لسيارته.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، تشهد المدينة نقصاً في مادتي المازوت والبنزين في معظم محطات الوقود واقتصار التوزيع على ثلاث أو أربع محطات فقط بأسعار “مضاعفة”.

وقال سائقو سيارات إن وقود (المازوت والبنزين) يتوفر يومياً في ثلاث محطات خاصة فقط هي الحسن والجزيرة والسلام وخشمان، من أصل 30 محطة وقود في الحسكة.

 فمحطة الخابور التابعة للإدارة الذاتية وباقي المحطات لا يتوفر فيها الوقود سوى لساعات محددة كل عشرة أيام وأحياناً أكثر، بحسب سائقين.

وقال السائق إنه ينتظر ساعات على المحطة، “وعند وصولنا إلى خزان التعبئة، قد يقول لنا العامل لم يتبق بنزين”.

وأشار إلى أن الليتر الواحد من البنزين والمازوت في المحطات الثلاثة يباع حالياً بـ 410 ليرات سورية.

ومؤخراً، رفعت عدة محطات وقود في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سعر المازوت من 150 ليرة لليتر الواحد إلى 410 ليرات.

في حين رفعت محطات وقود في الحسكة سعر البنزين من 210 ليرات إلى 410 ليرات لليتر الواحد.

“لا قرار رسمي”

ولم تصدر الإدارة الذاتية، حتى الآن، أي قرار برفع التسعيرة، لكن تباع المادتان بتسعيرة جديدة للسكان في محطات تعبئة الوقود.

وفي وقت سابق، قال محمد صادق أمين، وهو الرئيس المشارك لإدارة المحروقات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لنورث برس، إن “التسعيرة لم يطرأ عليها أي تغيير”.

وأضاف أن المازوت (الممتاز الذي يباع بـ 410 ليرات) خاص بسيارات الكهرباء (الحديثة) التي كان أصحابها يشتكون من النوعية العادية.

إلا أن عمال محطات وقود مختلفة ذكروا لنورث برس أن “نوعية المازوت هي نفسها، لكن السعر ارتفع”.

وأرجع ابراهيم حسين، وهو الرئيس المشارك للجنة المحروقات في الحسكة سبب نقص المازوت في المحطات إلى توزيع مازوت التدفئة على السكان.

 وذكر أن مخصصات مدينة الحسكة هي عشرة صهاريج من مادة المازوت (نحو 400 ألف ليتر) كل يومين، ومن البنزين ثلاثة صهاريج بكمية 120 ألف ليتر كل يومين.

وأشار إلى أن الأولوية في ظل نقص الكميات، هي للسيارات والشاحنات والآليات التي تقدم الخدمات بشكل مباشر للسكان مثل صهاريج نقل المياه ومولدات  الكهرباء ومناهل المياه.

وأضاف: “لا تزال أسعار المحروقات كما السابق من بنزين ومازوت وكاز، لم يطرأ عليها أي تغيير”.

وقال سعود الحمد (34 عاماً)، وهو من سكان حي النشوة الغربية ويعمل سائقاً على سيارة أجرة، إن سعر البنزين لم يكن سابقاً بـ410 ليرة لليتر الواحد.

وأضاف وهو يحمل 6500 ليرة بيديه، “أنا أنتظر منذ ثلاث ساعات ولا أملك سوى مبلغ 6500 ليرة، كم ليتراً سأحصل مقابل هذا المبلغ؟”

سكان متضررون

وكلما جرى حديث عن تسعيرة المازوت، يتذكر سكان القرار رقم 119 الذي ألغته الإدارة الذاتية في أيار/مايو الفائت، عقب احتجاجات شعبية ومطالبات بإلغائه.

ففي السابع عشر من أيار/مايو الفائت، أقرت الإدارة الذاتية، رفع أسعار المحروقات في مناطقها بنسب تتراوح بين 100% وأكثر من 300%، قبل أن تلغيه بقرار لاحق.

وقال عبد حامد المهباش، وهو الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، آنذاك، إن إلغاء قرار رفع أسعار المحروقات جاء “نزولاً عند المطالب الشعبية” في المناطق التي تديرها الإدارة في شمال وشرقي سوريا.

ويرى سكان أن ارتفاع المحروقات يعود بالضرر عليهم بالدرجة الأولى وخاصة من لا يملك سيارات، إذ أنهم يضطرون لدفع المبالغ التي يفرضها أصحاب سيارات الأجرة والشحن.

وقال لؤي العلي (44 عاماً)، وهو سائق سيارة شحن يعيش في حي الناصرة، إنه اضطر لرفع أجور نقل البضائع، “حتى لا أتعرض لخسائر بسبب ارتفاع الوقود”.

وأضاف، “في السابق كانت التوصيلة لمركز المدينة بألفي ليرة، لكنني أطلب الآن سبعة آلاف ليرة سورية”.

إعداد: جيندار عبدالقادر- تحرير: سوزدار محمد