آمال ضعيفة لعائلات في حلب في استلام 50 لتراً من مازوت التدفئة

حلب- نورث برس

يقول ممدوح القبجي (54عاماً)، وهو موظف متقاعد يعيش في حي بستان القصر بمدينة حلب شمالي سوريا، إنه فقد الأمل في الحصول على مخصصاته من مازوت التدفئة هذا الشتاء والتي حرم منها في عامين ماضيين.

وأرسل الموظف المتقاعد طلباً لاستلام المادة عله يستلم المخصصات، “لكني لا أعتقد ذلك، إلى الآن لم تصلني الرسالة، وحتى لو استلمت الكمية فلن تكفيني لأكثر من أسبوع بأحسن الأحوال”.

 والشتاء الفائت، خفضت الحكومة مخصصات السكان من مازوت التدفئة بمقدار النصف، لتصبح 100 ليتر بدلاً من 200 ليتر، وهذا العام خفضت الكمية إلى النصف. (50 ليتراً لكل عائلة).

وبداية آب/أغسطس الجاري، أعلنت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات” التابعة للحكومة السورية.

عملية التوزيع تعتمد على مبدأ إرسال طلب للحصول على مخصصات المازوت عبر تطبيق البطاقة الذكية على الهواتف الذكية من ثم تصل رسالة نصية للمستفيد تحدد له المكان المخصص ليستلم المخصصات بسعر  500 ليرة لليتر الواحد.

وتعاني مناطق السيطرة الحكومية من نقص شديد في مادة المحروقات، إذ لم تستلم عائلات مخصصاتها السنوية من مادة مازوت التدفئة منذ أكثر من عامين، رغم تسجيل أغلبها للحصول على المادة عبر تطبيق “وين”.

ولم تنجح السياسات الحكومية عبر سياسة التقنين من خلال اعتماد البطاقة الذكية والرسائل النصية في إيصال المخصصات لمستحقيها أو منحهم كفايتها.

بحث عن بدائل

ومع اقتراب فصل الشتاء وفقدان الأمل في استلام المازوت، يبحث سكان في حلب عن بدائل للتدفئة عن المازوت الحكومي، إما عبر شرائه من السوق السوداء وهذا الخيار مقتصر على عائلات ميسورة الحال، أو عبر شراء الحطب أو مادة البيرين (من مخلفات معاصر الزيتون).

ويصل سعر الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء لأكثر من ثلاثة آلاف ليرة سورية.

وهذا العام، يقول سكان في مناطق خاضعة لسيطرة حكومة دمشق إنهم عزفوا عن استلام مخصصاتهم، بسبب بعد المعتمد المحدد عن منازلهم وارتفاع أجور نقل “الكمية القليلة” من أماكن بعيدة.

والعام الماضي، كان معتمدو مادة مازوت التدفئة يأتون إلى منزل المستحقين للمادة لتعبئة مخصصاتهم.

ومنذ إعلان الحكومة عن بدء التسجيل على مازوت التدفئة، ينتظر حسين لحموني (47 عاماً)، وهو من سكان حي السكري في حلب، الرسالة لاستلام مخصصاته.

 وعبر “لحموني” عن اعتقاده أنه هذا العام كما العامين الماضيين، لن يحصل على المازوت الحكومي سوى قلة من السكان.

ويضيف ساخراً: “ستقوم الأجهزة الإعلامية الحكومية بتصوير بضعة عائلات، “لتظهر الإنجاز الكبير للمسؤولين الحكوميين الذين يوصلون الدفء لكل منزل”.

 والعام الماضي ولعجزه عن شراء المازوت الحر، اضطر “لحموني” للاعتماد على حرق النايلون والبلاستيك وبعض الحطب وأوراق الأشجار، “لكن ذلك سبب لي ولأفراد عائلتي التهابات وأمراض”.

“تجارة رابحة”

وبعد عامين من حرمانه من مازوت التدفئة، استلم محمد شيخ البساتنة (36 عاماً)، وهو من سكان حي جمعية الزهراء في حلب 50 ليتراً من مازوت التدفئة.

لكنه اضطر للتوجه من مكان سكنه إلى حي الشهباء حيث سيارة توزيع المازوت، ودفع عشرة آلاف ليرة أجور مواصلات لنقل مخصصات المازوت لمنزله، باستثناء مشقة حملها الى الطابق الخامس حيث يسكن.

ويذكر “شيخ البساتنة” أن عائلات يعرفها قامت ببيع مخصصاتها تجنباً لتكبد أجور النقل.

 ويبيع سكان المواد المدعومة التي تباع عبر البطاقة الذكية وخاصة المازوت، إما للتجار أو لسيارات المازوت، ويشتري العديد منهم الحطب بسعر المازوت، إذ أنهم يتخلصون بهذه الطريقة من الانتظار، بحسب قولهم.

ويقول الرجل الثلاثيني، لنورث برس، إن الموزع قدم له عرضاً بشراء المازوت بسعر ألفي ليرة لليتر الواحد، “فعملية التوزيع عبارة عن تجارة رابحة”.

ويضيف: “عرض البيع الذي يقدمه الموزع للمستفيدين بربح 1500 ليرة، من المؤكد أنه سيبيع في الشتاء بمبلغ ثلاثة أو أربعة آلاف ليرة لليتر الواحد”.

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد