استقراء الأوضاع الراهنة في شمال شرقي سوريا وملف عناصر تنظيم “الدولة” على الساحة الأوربية والدولية

NPA

 

أدلى كلٌ من السيدان ناصر زهير استاذ العلاقات الدولية و الخبير في الشأن الأوروبي، ويوسف عبد القادر باحث في مكافحة الإرهاب، بتصريحٍ خاصٍ لـ"نورث برس" حول قراءتهما للوضع في شمال شرقي سوريا وملف عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وموقف الدول الأوروبية من ذلك.

 

قوات حفظ السلام

وبهذا الخصوص قال الاستاذ ناصر زهير استاذ العلاقات الدولية و الخبير في الشأن الأوروبي، بالنسبة لدعوة الأمم الأوروبية لإرسال قوات حفظ سلام، "اعتقد بأنّها فقط مجرد تصريحات ولن يكون هناك أيّ نيةٍ لإرسال قواتٍ إلى هذه المنطقة إلّا إذا كان هناك قرارٌ بإنشاء منطقةٍ آمنةٍ دوليةٍ وبتمويل وحماية دولية عندها يمكن إرسال هذه القوات".

أمّا الباحث في مكافحة الإرهاب يوسف عبد القادر فيعتقد أنّه "لن يتم أيّ تدخلٍ عسكريٍ من أوروبا سواءً لحفظ السلام أو لأيّ شيءٍ آخر إلّا بموافقة أغلبية الأحزاب الأوروبية، ولن تتمكن أيّ دولةٍ أوروبيةٍ من اتخاذ هذا القرار بمفردها والأمر يتطلب موافقةً أوروبيةً شاملةً وبحاجةٍ للجانٍ مختصةٍ تتولى ذلك".

 

روسيا والدول الأوربية

يقول الاستاذ زهير أنّ الاتصالات بين الدول الأوروبية وروسيا هي "غير فعالة لأن الأوربيين لا يثقون بالروس في الملف السوري، وأنّ الروس يتصرفون منفردين واللاعبين الأساسيين اليوم هم (روسيا، إيران، تركيا، والولايات المتحدة)، الأوروبيون لا دور كبير لهم وهم يحاولون أن يحققوا بعض المكاسب".

في حين أشار الباحث في مكافحة الإرهاب يوسف عبد القادر إلى أهمية دور روسيا في سوريا وعلاقتها مع الدول الأوروبية بقوله: "روسيا تُعتبر عاملاً رئيسياً في كل الأحداث التي تحصل في سوريا، وأيّ خطواتٍ أوروبيةٍ ستكون لابد بالتشارك مع روسيا ومن المؤكّد أنّ لروسيا تأثير مباشر وغير مباشرٌ على الدول الأوروبية ولها القدرة على تخدير أي مساعي أوروبية للتدخل في الأراضي السورية".

 

محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"

يعتقد الاستاذ زهير بأنّ "هناك قرارٌ دوليٌ اتُّخذ باستكمال هذه الحرب، والدليل بأن هناك عمليات كبرى شُنت بقتل البغدادي، وبالنسبة لفرار السجناء أو غيره لا أعتقد أن هذا سيتم، لا الكرد سيخففون الحراسة، ولا أي طرفٍ سيقوم بإطلاق سراحهم، ولكن هي ورقةٌ يقوم الجميع بالضغط على بعضهم البعض من خلالها".

كذلك اعتبر السيد يوسف عبد القادر أنّ أوروبا ستستكمل حربها ضدّ تنظيم "داعش" وضدّ أيديولوجيته بكل السُبل المتاحة.

 

ترحيل عناصر "داعش"

يعتبر الأستاذ زهير أنّ "تركيا بقرارها إعادة المنتمين إلى تنظيم "داعش" إلى الدول الأوروبية ربما هذا القرار لا يرضي تلك الدول، لأنها رفضت استعادتهم وكانت تخطط في مرحلةٍ ما إلى محاكمتهم في العراق، ولكن هذا أمرٌ واقعٌ الآن وهناك ضغوطٌ أمريكيةٌ وروسيةٌ وتركيةٌ، بالتالي فالأوربيين سيقبلون بإعادة بعض المقاتلين وعائلاتهم وليس الجميع".

أمّا وجهة نظر السيد يوسف عبد القادر الباحث في مكافحة الإرهاب في هذه الناحية كانت مختلفةً بعض الشيء حيث يرى أنّ "لهجة التهديد وإعادة عناصر "داعش" التي يستخدمها أردوغان، ستأثر على القرارات والخطوات الأوروبية وأنّ أيّ قراراتٍ أوروبيةٍ بحاجة إلى عقلانية، وعودة عناصر التنظيم مرفوضةٌ بالنسبة لأوروبا، وينفي الباحث علمه ـ في حالة سحب جنسيات هؤلاء العناصر ـ عن كيفية قيام تركيا بترحيلهم؟، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب عملاً دبلوماسياً وتنسيقاً بين السفارات بشكلٍ رسميٍ ومُبَّلغٍ عنه، "هذه هي الإجراءات الرسمية لترحيل أيّ شخص".

 

قمة "الناتو"

أمّا بخصوص قمة حلف الناتو المُرتقبة، فبحسب رأي الباحث يوسف عبد القادر "ستكون مؤثرةً جداً ورادعةً للأحداث التي تحصل وستتغير اللهجة تُجاه تركيا وستكون أكثر جديةً و حزماً تجاه ما تقوم به تركيا".